55 قتيلا في محافظة الحديدة والامارات مصرّة على انسحاب الحوثيين

تاريخ النشر: 26 يونيو 2018 - 02:53 GMT
ارشيف
ارشيف

قتل 55 شخصا في غارات وقصف متبادل في محافظة الحديدة اليمنية في الساعات ال24 الماضية، بينهم 14 لقوا حتفهم في غارتين الثلاثاء، حسب ما أفادت مصادر عسكرية وطبية ومحلية في المحافظة الواقعة في غرب اليمن.

ووقعت أعمال العنف الجديدة عشية توجه مبعوث الامم المتحدة لليمن مارتن غريفيث الى عدن، العاصمة المؤقتة للسلطة المعترف بها دوليا، لاستئناف محادثاته مع أطراف النزاع في هذا البلد سعيا لايجاد حل سياسي يجنّب مدينة الحديدة، مركز المحافظة التي تحمل الاسم ذاته، الحرب.

وكانت القوات الموالية للحكومة أطلقت في 13 حزيران/يونيو بمساندة الامارات، الشريك الرئيسي في التحالف العسكري بقيادة السعودية، هجوما على ساحل البحر الاحمر باتجاه ميناء الحديدة الذي تمر عبره غالبية المساعدات والمواد التجارية الى البلد الغارق في نزاع مسلح.

ويسيطر المتمردون الحوثيون على الميناء الذي يعتبره التحالف ممرا لتهريب الاسلحة ولمهاجمة سفن في البحر الاحمر. ويؤكد التحالف ان الهجوم الذي بلغ مطار المدينة الواقع في جنوبها، لن يتوقف الا في حال انسحاب المتمردين من المدينة ومينائها.

وقالت مصادر في القوات الموالية للحكومة لوكالة فرانس برس ان هذه القوات تبادلت في الساعات ال24 الماضية القصف المدفعي مع المتمردين في منطقتي الجراحي والتحيتا جنوب مدينة الحديدة، وفي المطار.

وذكرت مصادر طبية في المحافظة ان القصف المتبادل أدى الى مقتل 38 متمردا وثلاثة عناصر من القوات الحكومية.

وعلى طريق منطقة زبيد جنوب مدينة الحديدة أيضا، استهدفت غارتان جويتان آلية عسكرية الثلاثاء ما أدى الى مقتل ستة متمردين كانوا على متنها، كما اصيبت حافلة ركاب مدنية قتل فيها ثمانية أشخاص، حسب ما أفادت مصادر طبية ومحلية في المنطقة.

ولم تؤكد المصادر ما اذا كان ركاب الحافلة من المدنيين. ولم يرد المتحدث باسم التحالف العسكري على أسئلة فرانس برس حيال الغارتين. وعادة ما تشن طائرات التحالف غارات ضد اهداف للمتمردين في محافظة الحديدة وفي محافظات اخرى.

ومنذ بداية هجوم القوات الحكومية باتجاه مدينة الحديدة قبل نحو اسبوعين، قتل 429 شخصا، بحسب المصادر الطبية والمحلية في محافظة الحديدة.

- "متفائلون" -

وكانت الامارات جمعت ثلاث قوى غير متجانسة ضمن قوة واحدة تحت مسمى "المقاومة اليمنية" من أجل شن العملية في الساحل الغربي لليمن باتجاه مدينة الحديدة.

وفي حال تمت السيطرة على مدينة الحديدة التي يسكنها نحو 600 ألف شخص، فسيكون ذلك أكبر انتصار عسكري لقوات السلطة المعترف بها دوليا في مواجهة المتمردين، منذ استعادة هذه القوات خمس محافظات من أيدي الحوثيين في 2015.

والثلاثاء، شددت الامارات على ان التحالف الذي اعلن السيطرة على مطار الحديدة قبل نحو اسبوع، لن يقبل بأي حل لوقف التقدم نحو ميناء المدينة يبقي على المتمردين في المدينة بأي شكل من الأشكال.

وقالت وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي الاماراتية ريم الهاشمي للصحافيين الثلاثاء "نحن متفائلون ونؤمن بالعملية السياسية".

لكنها أكدت "لا يمكننا تخيل وضع يكون به الحوثيون في المدينة".

وجاءت التصريحات عشية زيارة لغريفيث الى عدن حيث من المتوقع ان يلتقي الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي، بعد زيارة الى صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين.

وقال بيان صادر عن فريقه الثلاثاء "يواصل المبعوث الخاص الى اليمن مساعيه لتجنيب الحديدة مواجهة عسكرية واستئناف المفاوضات السياسية"، مضيفا ان غريفيث سيطلع هادي "على جهوده الاخيرة الرامية الى تجنب المزيد من التصعيد العسكري والعودة الى طاولة المفاوضات".

ويشهد اليمن منذ 2014 حربا بين المتمردين الحوثيين والقوات الموالية لهادي، تصاعدت مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس 2015 دعما للحكومة المعترف بها دوليا بعدما تمكن المتمردون من السيطرة على مناطق واسعة من البلاد بينها العاصمة صنعاء.

وأدى النزاع منذ التدخل السعودي الى مقتل نحو عشرة آلاف شخص في ظل أزمة انسانية تعتبرها الأمم المتحدة الأسوأ في العالم حاليا.

ودفعت أعمال العنف في محافظة الحديدة في غرب اليمن نحو 32 ألف شخص الى النزوح في حزيران/يونيو الحالي، بحسب الامم المتحدة، بينهم أكثر من ثلاثة آلاف شخص في مدينة الحديدة، مركز المحافظة.