تواصلت اعمال العنف في سوريا حاصدة 80 قتيلا الاحد بينهم 40 مدنيا، في حين تقرر عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب الاحد المقبل للبحث في مصير بعثة المراقبين العرب التي اوقفت عملها السبت بناء على طلب من الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي.
وفي موازاة ذلك اكد متحدث باسم الجيش السوري الحر ان حركة الانشقاقات من الجيش النظامي السوري والاشتباكات تكثفت خلال الساعات الماضية في مناطق ريف دمشق و"يقع بعضها على بعد حوالى ثمانية كيلومترات" من العاصمة.
من جهته، اعلن نائب الامين العام للجامعة العربية احمد بن حلي ان وزراء الخارجية العرب سيجتمعون الاحد المقبل في القاهرة لبحث وضع بعثة المراقبين العرب في سوريا التي تقرر وقف عملها السبت.
وقال بن حلي للصحافيين الاحد ان وزراء الخارجية سيعقدون اجتماعا في الخامس من شباط/فبراير المقبل لمناقشة "وضع بعثة مراقبي جامعة الدول العربية الموجودة فى سوريا والمتوقفة عن العمل الان لاتخاذ القرار المناسب سواء بدعمها او سحبها او تعديل مهمتها".
وكان الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي اعرب عن امله الاحد في ان يتغير موقفا روسيا والصين من مشروع القرار الذي يجري اعداده في مجلس الامن الدولي لدعم المبادرة العربية لانهاء الازمة في سوريا.
ويعقد مجلس الامن اجتماعا الثلاثاء لمناقشة الملف السوري.
وقال العربي في تصريحات للصحافيين في مطار القاهرة قبل ان يتوجه الى نيويورك حيث سيعرض على مجلس الامن الدولي الثلاثاء المبادرة العربية الاخيرة لتسوية الازمة السورية أن "هناك اتصالات تجرى مع روسيا والصين حول الوضع فى سوريا".
واضاف انه "يأمل في أن يتغير موقف البلدين" من مشروع القرار المعروض على مجلس الامن والذي يستهدف "دعم المبادرة العربية".
واكد العربي ان قرار الجامعة العربية السبت بوقف عمل بعثة مراقبيها في سوريا "اتخذ بسبب تدهور الاوضاع هناك بشكل كبير ضمانا لسلامة المراقبين".
وكان وزراء الخارجية العرب دعوا الاحد الماضي الحكومة السورية وكافة اطياف المعارضة الى "بدء حوار سياسي جاد" خلال اسبوعين من اجل تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال شهرين، وطالبوا الرئيس السوري بشار الاسد بتفويض صلاحيات كاملة الى نائبه الاول للتعاون مع هذه الحكومة.
وقرر الوزراء ابلاغ مجلس الامن الدولي بمبادرتهم الجديدة ومطالبته ب "دعمها".
ودعت دول اوروبية وعربية الجمعة مجلس الامن الدولي الى دعم الخطة العربية.
واعلن دبلوماسيون ان الدول الاوروبية والعربية التي تقف وراء مشروع القرار حول سوريا في مجلس الامن الدولي، تعمل على اعادة صياغة النص بعد تعليق مهمة المراقبين العرب في هذا البلد.
وهذا النص الذي يحظى بدعم بريطانيا وفرنسا والمانيا والمغرب الدولة العربية العضو في مجلس الامن الدولي، يدعو الى دعم دولي لخطة الخروج من الازمة التي طرحتها الجامعة العربية.
وكان العربي اعلن السبت انه قرر "وقف عمل بعثة المراقبين العرب في سوريا بشكل فوري" متهما الحكومة السورية ب"تصعيد الخيار الامني" ما ادى الى ارتفاع اعداد الضحايا.
ونددت روسيا بهذا القرار.
ونقلت وكالة ايتار تاس الروسية للانباء عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي يزور بروناي "نود ان نعرف السبب الذي يجعلهم يتعاملون مع مهمة مفيدة بهذه الطريقة".
وقال لافروف "لو كنت مكانهم لكنت اؤيد زيادة عدد المراقبين".
واعلن المجلس الوطني السوري المعارض السبت ان وفدا برئاسة رئيسه برهان غليون سيكون الاحد في نيويورك لمطالبة مجلس الامن الدولي بتأمين "حماية دولية" للمدنيين السوريين.
وفي ردود الفعل، قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاحد ان على الرئيس السوري بشار الاسد وقف عمليات القتل في بلاده.
وصرح بان كي مون للصحافيين ان على الاسد "اولا وقبل كل شيء ان يوقف سفك الدماء فورا"، مضيفا ان "القيادة السورية يجب ان تقوم بعمل حاسم في هذا الوقت لوقف هذا العنف".
ميدانيا، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان اعمال العنف في سوريا حصدت الاحد 80 قتيلا بينهم 40 مدنيا.
وقال المرصد في بيان تلقته وكالة فرانس برس ان "عدد الشهداء المدنيين ارتفع الاحد الى 40 موثقين بالاسماء لدى المرصد السوري لحقوق الانسان".
واضاف "استشهد خمسة مواطنين في محافظة ادلب باطلاق رصاص اليوم واستشهد مواطنان اثنان في مدينة جاسم في محافظة درعا واستشهد اربعة عشر مواطنا بمحافظة حمص بينهم طفل يبلغ من العمر 9 سنوات وسيدة تبلغ من العمر 55 عاما، كما استشهد ستة مواطنين بريف دمشق خلال العمليات العسكرية والاشتباكات واستشهد 12 مواطنا في مدينة حماة وريفها اضافة الى شهيد بحي جوبر بمدينة دمشق خلال اطلاق الرصاص على مشيعي شهيد".
وتابع المصدر نفسه ان "تسعة منشقين استشهدوا في ريف دمشق وادلب وحماة وحمص"، فيما "قتل 26 من الجيش النظامي بتفجيرات في بلدتي كنصفرة وخان شيخون (ادلب) وريف دمشق وخمسة من عناصر الامن ثلاثة منهم خلال اشتباك قرب مدينة الزبداني واثنان بكمين قرب مدينة سراقب" في محافظة ادلب.
واشار المتحدث باسم الجيش السوري الحر الى "هجمة شرسة لم يسبق لها مثيل" لقوات النظام على مناطق في ريف دمشق القريب والغوطة الشرقية والقلمون ورنكوس (حوالى 45 كلم عن دمشق) وحماه (وسط سوريا) "تطال المدنيين العزل والمنازل والابنية".
وتوقع استمرار "النظام في وتيرة القمع والقتل" بعد تعليق المراقبين العرب مهمتهم في سوريا.
وقال الرائد ماهر النعيمي من تركيا في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان "المعلومات والتقارير الواردة من مجموعات الجيش الحر على الارض تشير الى "انشقاقات واشتباكات بعضها على مسافة ثمانية كلم من العاصمة ما يدل على اقتراب المعارك من دمشق".
واوضح ان الانشقاقات وقعت في بلدات عدة بينها جسرين وعين ترما وحمورية وصقبا وحرستا ودوما وحتيتة التركمان (ريف دمشق والغوطة) التي شهدت كذلك اشتباكات عدة.
وقال ان النظام "يستخدم كل ما لديه من قوة لقمع المتظاهرين والمواطنين العزل"، مشيرا الى "هجمة شرسة يستخدم فيها القصف المدفعي والرشاشات الثقيلة بكثافة نارية لم تحصل سابقا".
من جهتها قالت وكالة الانباء السورية ان "مجموعة ارهابية مسلحة استهدفت صباح اليوم بعبوة ناسفة مبيتا يقل عناصر من احدى الوحدات العسكرية بالقرب من صحنايا بريف دمشق ما ادى الى استشهاد ستة عسكريين بينهم ضابطان برتبة ملازم اول واصابة ستة اخرين بجروح".
وكان رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا محمد الدابي اعلن الجمعة ان "معدلات العنف في سوريا تصاعدت بشكل كبير في الفترة من 24 إلى 27 كانون الثاني/يناير الجاري وخاصة في مناطق حمص وحماة وإدلب".
وتنسب السلطات السورية اعمال العنف في البلاد الى "عصابات ارهابية مسلحة" تسعى الى زرع الاضطرابات في البلاد.
لكن اعمال قمع حركة الاحتجاج ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد اوقعت الاف القتلى من المدنيين بحسب الامم المتحدة.
واكد وزير الداخلية السوري محمد الشعار السبت ان اجهزة وزارته ماضية في "تطهير" البلاد من "رجس المارقين والخارجين عن القانون"، مشددا على ان سوريا "ستبقى قوية بعزيمة ابنائها ودماء شهدائها".