8 قتلى في عملية القدس: السلطة تتعهد بملاحقة المسؤولين عنها واسرائيل تؤكد ''تبريرات الجدار الفاصل''

تاريخ النشر: 22 فبراير 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

تدرس القيادة الامنية الاسرائيلية الرد على مقتل 8 اسرائيليين واصابة 62 في العملية الفدائية التي تبنتها كتائب شهداء الاقصى في القدس الغربية، فيما ترأس الرئيس الفلسطيني اجتماعا لمجلس الامن القومي وتعهدت بملاحقة من يقف وراء تنفيذ العملية. 

إسرائيل تدرس الرد 

وقالت تقارير اعلامية عبرية ان وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز عقد اجتماعا مع كبار المسؤولين الأمنيين في مقر قيادة الأركان في تل أبيب بمشاركة رئيس الأركان موشيه يعالون ورئيس جهاز الأمن الداخلي (شين بيت) آفي ديتشر. 

وقالت متحدثة باسم الوزارة إن الهدف من الاجتماع دارسة الرد على العملية الفدائية التي استهدفت حافلة إسرائيلية في القدس الغربية صباح اليوم وخلفت 8 قتلى و62 جريحا. 

في غضون ذلك فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي طوقا أمنيا حول بيت لحم التي ينتمي إليها منفذ العملية. وقالت تقارير ان قوة من جيش الاحتلال داهمت قرية حوسان واجبرت عائلته على اخلاء المنزل تمهيدا لنسفه. 

مجلس الأمن القومي الفلسطيني 

في المقابل ترأس الرئيس ياسر عرفات اليوم، اجتماعاً لمجلس الأمن القومي، بمشاركة أحمد قريع (أبو علاء)، رئيس الوزراء. 

وأكد المجلس إدانته الشديدة للعملية التي استهدفت المدنيين الإسرائيليين في القدس الغربية، واتخذ قراراً بملاحقة من يقف وراء هذه العملية الخطيرة، وجلبهم للقضاء وبأسرع وقت ممكن، كما قرر مجلس الأمن القومي، دعوة كافة غرف العمليات في كافة المناطق الفلسطينية، للبقاء في حالة استنفار قصوى، لاتخاذ جميع الإجراءات، للتصدي لكل ما من شأنه إلحاق الضرر بالمصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني في الوطن والخارج، وتكريس سيادة القانون. 

كتائب شهداء الاقصى تتبنى العملية 

قال بيان ارسل إلى البوابة من كتائب شهداء الاقصى ان مجموعات الشهيد ايمن سمير جودة عاقبت قوات الاحتلال على المجازر التي ترتكبها ضد الشعب الفلسطيني "واقسمنا الا تمر مجزرة دون عقاب ولا يمر اغتيال غادر دون عقاب والا نصمت على ابتلاع ارضنا حتى لو صمت العالم كله المراهنة كانت ولا زالت على الشعب الفلسطيني ومقاومته واستشهادييه الابطال". 

واضاف البيان "اليوم ترد كتائبنا ، كتائب شهداء الاقصى ومجموعات الشهيد البطل ايمن سمير جودة وبكل قوة بالعملية البطولية الاستشهادية في مدينة القدس ، فانها تعلن مسؤوليتها المطلقة عن العملية الاستشهادية التي نفذها صباح اليوم الاحد الموافق 22-2-2004 فارسنا البطل ابن كتائب شهداء الاقصى مجموعات الشهيد ايمن سمير جودة، الشهيد البطل محمد عمر خليل زعل(23 عاما) من قرية حوسان قضاء بيت لحم.". 

واشار البيان إلى ان "العملية هذه تاتي في سياق الرد على مجزرة الشجاعية وكل المجازر التي ارتكبت وردا عمليات على الجدار النازي الذي ابتلع الاراضي الفلسطينية الذي لم يمنع ضرباتنا القاسمة، فلن يوقف هذا الجدار الصمت الدولي ولا المحاكم الصولارية التي لا يلقي لها الكيان الصهيوني بالا فنوقفه بدمائنا الطاهرة" 

مقتل 8 اسرائيليين في عملية فدائية في القدس الغربية  

وقتل 8 اشخاص وجرح اكثر من 60 اخرين، اثر تفجير فلسطيني نفسه صباح يوم الاحد، داخل حافلة في القدس.  

وقد أعلنت سلطات الاحتلال محافظة بيت لحم منطقة عسكرية مغلقة، ومنعت الدخول والخروج منها، عقب العملية التي وقعت الساعة 8,30 بالتوقيت المحلي، قرب حديقة ساعة الحرية في ضاحية ريحافيا بالقدس، واسفرت عن مقتل ثمانية اشخاص وجرح اكثر من ستين شخصا اخر.  

ووصفت المصادر الطبية الاسرائيلية حالات عشرة من الجرحى بانها خطيرة. 

ونقلت الاذاعة عن قائد شرطة القدس ميكي ليفي قوله ان الانفجار وقع داخل حافلة تابعة لشركة "ايغيد" تحمل رقم 14، والتي كانت مكتظة بالركاب ومتوجهة الى ضاحية بيت هاكاريم.  

وقال الناطق بلسان شركة "إيغيد" إن "الحافلة كانت مليئة بالركاب، كما هو الأمر في بداية كل أسبوع، لأن العمال يتوجهون إلى أماكن عملهم".  

وقال شهود عيان إن الانفجار وقع عندما كانت حافلة الركاب متوقفة في محطة للركاب قرب فندق "عنبال".  

وقد هرعت قوات أمنية إسرائيلية كبيرة الى موقع الانفجار وقامت بعمليات تمشيط واسعة تحسبًا لوقوع عمليات أخرى في المنطقة.  

ووقعت اخر عملية فدائية في القدس في 29 كانون الثاني/يناير، واسفرت عن مقتل 11 شخصا كانوا داخل حافلة تحمل الرقم 19.  

واعتقلت سلطات الاحتلال 11 شخصا من عائلة منفذ العملية 

وقالت مصادر في قرية حوسان المحاصرة ان قوات الاحتلال اعتقلت كلا من والد ووالدة الزغول وزوجته وثلاثة من أشقائه وخمسة من شقيقاته وأن قوات الاحتلال اعتدت على المعتقلين بالضرب المبرح خلال استجوابهم ميدانيا قبل نقلهم الى منشأة اعتقال تابعة لجيش الاحتلال  

اسرائيل تعتبر العملية دليلا على ضرورة الجدار  

وقد سارعت اسرائيل الى ربط العملية بالجلسات التي ستبدأها محكمة العدل الدولية في لاهاي غدا للنظر في ملف الجدار العازل الذي تبنيه الدولة العبرية في الضفة الغربية بذريعة منع الفدائيين الفلسطينيين من التسلل الى مدنها وتنفيذ مثل هذه العمليات.  

وقال يوسي لابيد، وزير العدل ونائب رئيس الوزراء الإسرائيلي ان "العملية المستهجنة في القدس هي عمليًا ردنا على الاتهامات الموجهة ضد إسرائيل بشأن الجدار الفاصل في محكمة العدل الدولية في لاهاي. لو كان الجدار الذي يحيط بالقدس قائمًا لما وقعت عملية اليوم".  

وأضاف "القتلة الفلسطينيون أثبتوا اليوم، مجددًا، أنهم هم المعتدون وليس إسرائيل".  

وقال نائب المدير العام للقسم الإعلامي في وزارة الخارجية الإسرائيلية، غدعون مئير، المتواجد في لاهاي ان "العملية دليل آخر على ما تمر به إسرائيل في الأعوام الثلاثة والنصف الأخيرة، والمثير للسخرية أن الضحية هي التي تجلس في قصف الاتهام".  

وقالت مصادر سياسية إسرائيلية إن رئيس الوزراء أرييل شارون، تلقى نبأ وقوع العملية قبل انعقاد جلسة الحكومة الأسبوعية.  

السلطة تدين  

وعلى صعيدها، سارعت السلطة الفلسطينية الى ادانة العملية، داعية الى وقف "فوري ومتبادل" لاطلاق النار مع اسرائيل، ومعتبرة العملية مضرة بجهودها الرامية الى الحصول على ادانة من المحكمة الدولية للجدار العازل.  

وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الحكومة الفلسطينية ان "احمد قريع (ابو علاء) رئيس الحكومة الفلسطينية والحكومة يستنكران تفجير حافلة ركاب (اسرائيلية) مدنية مما ادى الى مقتل واصابة العديد".  

وأضاف البيان ان قريع "اذ يشجب استهداف المدنيين من الجانبين فانه يدعو الحكومة الاسرائيلية الى وقف فوري ومتبادل لاطلاق النار واستئناف فوري لتنفيذ خارطة الطريق بما في ذلك الالتزامات المتبادلة وفي مقدمتها وقف دوامة العنف الموجهة ضد الشعبين"  

ومن جانبه، ادان وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني، صائب عريقات العملية وحث "الولايات المتحدة، بشكل خاص، على تكثيف جهودها وإحياء عملية السلام لأن هذا هو السبيل الوحيد لكسر هذه الحلقة المفرغة".  

حماس ترحب  

ومن جهتها، رحبت حركة حماس بالعملية الفدائية في القدس، واعتبرتها ردا طبيعيا على "جرائم" العدو الصهيوني.  

وقال القيادي في الحركة سعيد صيام في اتصال هاتفي مع البوابة "نحن نرحب بالعملية رغم اننا ليس لدينا اية تفاصيل حول الجهة التي قامت بها".  

واضاف ان "العملية تاتي في سياق الرد الطبيعي والمشروع لابناء شعبنا الفلسطيني ومقاوميه على جرائم العدو الصهوني التي تمارس ضدنا صباح مساء، والتي كان اخره مجزرة الشجاعية ورفح والاعتداء على مقدسات المسلمين والاستهتار بمشاعرهم التي كان اخره انهيار الطريق المؤدي الى المسجد الاقصى".  

 

ويشير صيام بهذا الى طريق البراق الذي يصل عمره الى نحو ثمانمائة عام وانهار الاسبوع الماضي بشكل مفاجئ، وذلك في حادث حملت السلطة الفلسطينية اسرائيل المسؤولية عنه عبر استمرارها في القيام بحفريات استكشافية تحت باحات وساحات الاقصى.  

وردا على سؤال حول الانعكاسات التي يمكن ان تتركها العملية على النقاشات التي ستبدأ غدا في محكمة العدل الدولية في لاهاي في ما يتعلق بالجدار العازل، فقد اعرب صيام عن اعتقاده بان العملية ستعزز الموقف الفلسطيني في المحكمة.  

وقال "ما نعرفه ان محكمة لاهاي ستناقش الناحية القانونية في الجدار، وبالتالي العملية لا يمكن ربطها بنتائج محكمة لاهاي".  

واضاف "وعلى العكس، فان العملية يجب ان توجد قناعة لدى القضاة في المحكمة بان هذا الجدار لن يوفر الامن الصهيوني الذي يزعمونه، وهو جدار سياسي بالدرجة الاولى يهدف الى التضييق على الشعب الفلسطيني وابتلاع المزيد من ارضه".  

استشهاد قيادي من القسام بانفجار في خان يونس  

على صعيد اخر، افادت مصادر طبية ومن حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ان فلسطينيا من اعضاء كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، استشهد اليوم الاحد اثر انفجار غامض في حي الامل بخان يونس جنوب قطاع غزة.  

وقال مصدر طبي ان عبد السلام ابو موسى (32 عاما) استشهد صباح اليوم اثر انفجار في منزله في حي الامل بخان يونس وقد فارق الحياة قبل وصوله الى المستشفى.  

وذكر مصدر في حماس ان ابو موسى من اعضاء كتائب القسام واستشهد في انفجار غامض.  

واشار شهود عيان الى ان الانفجار كان قويا حيث الحق اضرارا في المنزل.—(البوابة)—(مصادر متعددة)