القاهرة : فاز الروائي المصري إدوار الخراط بجائزة الملتقى الرابع للرواية العربية والتي تقدمها وزارة الثقافة المصرية وتبلغ قيمتها 100 ألف جنيه مصري، وقام وزير الثقافة فاروق حسني والأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة الناقد علي أبو شادي بتسليم الروائي الجائزة إلى جانب شهادة تقدير وتمثال يصور الإبداع الفني.
وجاء في حيثيات منح الجائزة "نظرا لإحساسه المرهف وفتحه طريقا جديدا في الرواية العربية كان لها أثرها في تشكيل جيل جديد من الروائيين العرب".
وقالت رئيسة لجنة تحكيم الملتقى الناقدة الدكتورة يمنى العيد أن الروائي الخراط تعامل مع اللغة العربية عبر أعماله بوصفها بطلا من أبطال العمل الروائي، الأمر الذي أوجد حساسية خاصة حافظت على جمالية اللغة.
وُلد إدوار قلتة فلتس يوسف الخراط في 16 مارس 1926 في الإسكندرية لأب من أخميم في صعيد مصر، وأمّ من الطرانة غرب دلتا النيل، حصل على ليسانس في الحقوق عام 1946 من جامعة الاسكندرية. عمل أثناء الدراسة عقب وفاة والده منذ عام 1943
، شارك في الحركة الوطنية الثورية في الاسكندرية عام 1946، اعتقل في 15 مارس 1948 سنتين في معتقلي أبو قير والطور.
تزوج عام 1957 وله ولدان، وفي عام 1959 عمل في منظمة تضامن الشعوب الأفريقية - الآسيوية ثم في اتحاد الكتّاب الأفريقيين - الآسيويين حتى العام ،1983 وأشرف على تحرير مطبوعات سياسية وثقافية لهما. سافر الى معظم بلدان أفريقيا وآسيا وأوروبا وأميركا في رحلات عمل.
شارك في إصدار مجلة "لوتس" للأدب الأفريقي - الآسيوي وفي تحريرها، وفي مجلة "غاليري 68" الطليعية، ومطبوعات لكل من منظمة التضامن الأفريقي - الآسيوي واتحاد الكتّاب الأفريقيين - الآسيويين.
ترجمت رواياته الى الانجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والأسبانية والأسوجية، من اعماله: "حيطان عالية" ، "
ساعات الكبرياء"، "رامة والتنين"، "اختناقات العشق والصباح"، "الزمن الأخير"، "محطة السكة الحديد"، "ترابها زعفران"، "أضلاع الصحراء"، "يا بنات اسكندرية"، "مخلوقات الأشواق الطائرة"، "أمواج الليالي"، "حجارة بوبيللو"، "اختراقات الهوى والتهلكة"، "رقرقرة الأحلام الملحية"، " أبنية متطايرة"، "حريق الأخيلة"، "اسكندريتي"، "يقين العطش"، "تباريح الوقائع والجنون"، "عمل نبيل"، "رقصة الأشواق"، "صخور السماء"، "طريق النسر"، مضارب الأهواء"، "الغجرية والمخزنجي". إضافة الى إصداره دواوين شعرية ومجموعة من الدراسات النقدية والتشكيلية والترجمات.
عن أهم المحطات التي شكلت وعيه يقول الخراط انها مرحلة التحرر الفكري والعقائدي عقب قراءات ومعايشة لأفكار الاشتراكيين الفابيين في أول الأمر، ثم مرحلة الانتقال إلى العمل الثوري الوطني ضد الاستعمار والمطالبة بالاستقلال، والانخراط في حلقة تروتسكية في الإسكندرية في الأربعينيات، ثم ما أتصور أنه كان دائما هدفي ورسالتي، وهو الخلوص بقدر ما يسعني للعمل الفني منذ ذلك الحين وحتى الآن.
وأتصور أن الحياة بكل ما تحمله، تركت آثارها المحتومة، سواء على المستوى اليومي، أو على المستوى الفكري. وعموما ليس هناك ما يجيب عن هذا السؤال بشكل واف سوى الروايات والقصص التي أنفقت العمر.
ويري الخراط ان كل كاتب مهما بلغ من موضوعية أو من حياد إزاء وقائع حياته الشخصية لا يمكن أن يفلت من أن تنطوي كتابته على أمشاج أو شرائح من سيرته الذاتية، سواء كان ذلك بالسرد الوقائعي المباشر، أو بسرد يتدخل فيه الخيال. لعل الكاتب لا يحسن إلا كتابة ما يعرفه معرفة حميمية. ويتصور الكاتب عادة عن صواب أو خطأ أنه يعرف سيرته الذاتية معرفة حميمية. بالنسبة لي فكل ما كتبت مما يوحي بأنه سيرة ذاتية دخل عليه الخيال مقتحما أو متسللا على السواء، بحيث يدخله في سياق فني له بنية سردية، تختلف عن السيرة الذاتية، أو بتعبير الراحل علي الراعي «سيرة ذاتية مفننة»، أي أنها أساسا عمل فني يوظف ويطوع إيماءات لسيرة ذاتية هي نفسها متخيلة، لم تقع قط وكان ينبغي أن تقع.