تمكنت السعودية بجهود علمية وأثرية في تحديد موقع "سوق عكاظ" التي جمعت العرب خلال الجاهلية، واستمرت حتى العصر الإسلامي، حيث افتتح أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، أول من أمس، "سوق عكاظ" التي أعادت إليها السعودية الحياة بعد ركود دام أكثر من 12 قرناً.
وأعاد أمير مكة الماضي الزاهي للشعر والشعراء الذين كانوا يتنافسون بالكلمة المقفّاة في منابر "سوق عكاظ"، من خلال منح الشاعر السعودي محمد الثبيتي "جائزة سوق عكاظ".
وأكد الأمير خالد الفيصل، الذي افتتح الموقع نيابة عن خادم الحرمين - وفق جريدة "الحياة" اللندنية - على أهمية إحياء السوق الثقافية العربية الكبرى. وقال: "ها هي (سوق عكاظ) تعود اليوم على أيدي العهد السعودي الزاهر بسواعد وفكر وإرادة هذا العهد المتنور، لإعادة الثقافة والفكر والإبداع إلى بلد الثقافة والفكر والإبداع".
وأضاف: "نحن ننتظر في الأعوام المقبلة أن نرى هذه السوق تطورت ونمت وأصبحت توفر فرصة للمبدعين في المجالات الأدبية والاقتصادية والاجتماعية، ليقدموا فنهم الأدبي والفكري والثقافي والاجتماعي والاقتصادي، كذلك لنراها سوقاً بمعنى الكلمة اقتصاداً وثقافة وعلماً".
وافتتح الأمير خالد الفيصل خلال الحفلة - وفقا لنفس المصدر - رتاج باب سوق عكاظ الثقافية، ثم تسلم نسخة من مفتاح الباب هدية من الشركة المنظمة للمهرجان.
إن إعادة الحياة إلى واحدة من أهم أسواق العرب "سوق عكاظ" التي كانت سوقاً تجارية وثقافية واجتماعية تُحل فيها منازعات القبائل، لم يكن مجرد "ديكور ثقافي سعودي"، بل جاء نتيجة لدراسات وبعثات أثرية بدأها الملك فيصل، واكتملت في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بعدما حدد الأثريون موقع السوق في سهل منبسط إلى الشرق من مدينة الطائف، وعلى بعد 10 كيلومترات من مطارها.