تنطلق مساء اليوم الدورة الخامسة من برنامج ومسابقة «شاعر المليون»، التي تعد الأكبر عالمياً على صعيد المسابقات الشعرية، حيث يصل مجموع جوائزها إلى 15 مليون درهم إماراتي، ويحصل صاحب المركز الأول فيها والفائز بلقب شاعر المليون وبيرق الشعر على خمسة ملايين درهم، بينما يحصل صاحب المركز الثاني على أربعة ملايين درهم، والثالث على ثلاثة ملايين درهم، إضافة إلى منح الفائز الرابع مليوني درهم، والخامس مليون درهم إماراتي. وتشهد المسابقة التي تنظمها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وتجرى على مسرح شاطئ الراحة على مدى 15 أسبوعاً، منافسات بين 48 شاعراً تم انتقاؤهم من ما يزيد على 1600 شخص من بين آلاف المتقدمين عبر البريد الإلكتروني للمُسابقة، ويمثلون 20 دولة، بحسب ما أوضحه مُستشار الثقافة والتراث بديوان سمو ولي عهد أبوظبي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث محمد خلف المزروعي، في المؤتمر الصحافي الذي عقد ظهر أمس في فندق انتركونتننتال أبوظبي.
وأشار المزروعي إلى أن برنامج شاعر المليون أتاح الفرصة لتعريف الجمهور بشعراء تغيّبوا أو تمّ تغييبهم عن المشهد الثقافي الإعلامي، وبشعراء مُبدعين جُدد لم تتح لهم فرصة الظهور من قبل. مضيفاً أن «التنافس اليوم بين الشعراء يعتمد على مسرح مفتوح يُتابعه ملايين المشاهدين عبر الفضائيات، وتنافس شريف جاد، ولجنة تحكيم مشهود لها بالدقة والنزاهة، وجمهور يتمتّع بذائقة وحسّ فنّي كبير، إضافة إلى الشفافيّة والصدقيّة في الطرح والأداء، فضلا عن التطوير المستمر في آليات التنافس والترشح وفقرات البرنامج بأسلوب إخراجي وفني مميز، وهو ما جعل منه دون منازع البرنامج الشعري الأكثر جماهيرية في العالم».
وأفاد المزروعي بأن لجنة تحكيم البرنامج تلقت مشاركات من أشخاص تراوح أعمارهم بين 11 و80 سنة، رغم وضوح شرط السن ضمن المعايير المعتمدة للمسابقة الذي ينص على أن تنحصر أعمار المشاركين بين 18 و45 سنة، ما يدل على النجاح والانتشار الواسع الذي حققه البرنامج، وقدرته على استقطاب فئات عُمرية مختلفة، وتحفيزها على النهل من تراثها والوعي بضرورة المحافظة عليه.
ولفت المزروعي إلى وصف شبكة «سي.إن.إن» في تقرير لها «شاعر المليون» باعتباره أحد أهم برامج «التغيير» في المنطقة العربية، بعد ان استقطب ملايين المشاهدين وغيّر النظرة إلى العالم العربي، ونقلت الشبكة تصريحاً لعدد من أساتذة الدبلوماسية في جامعة جورج تاون وصفوا فيه برنامج «شاعر المليون» بالمنصة الديمقراطية المفتوحة لكل المشاركين من الشعراء، وهو يعني تطوراً جذرياً في التقاليد الجماهيرية العربية.
مشاركات قياسية
من جانبه أوضح مدير أكاديمية الشعر عضو لجنة التحكيم في مسابقة شاعر المليون للموسم الخامس سلطان العميمي، ان «المسابقة تلقت منذ الموسم الأول لانطلاقها وحتى الموسم الخامس، أكثر من 78 ألف طلب للاشتراك في المسابقة، وهو رقم قياسي بكل المقاييس، آخذين في الاعتبار جميع الطلبات التي وردت عن طريق الاشتراك الالكتروني عبر موقع المسابقة أو البريد أو حتى التسجيل بالحضور الشخصي في أماكن محطات الجولات. كما بلغ عدد جنسيات الدول التي تقدم منها شعراء للاشتراك 38 دولة عبر تاريخ المسابقة، سواء من الدول العربية التي تقدم منها جميعاً شعراء للاشتراك فيها، أو من دول غير عربية مثل الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وألمانيا واستراليا والهند وباكستان وغيرها».
وأضاف «خلال الجولات الأربع لاختيار المتسابقين، التي تمّت في ثلاث عواصم عربية هي أبوظبي التي استضافت المحطتين الأولى والأخيرة وعمّان والكويت، قابلت اللجنة عدداً كبيراً من المتنافسين والمتنافسات، رافقه ارتفاع كبير في مستوى الشعراء، بما يشير إلى أن الموسم الخامس شهد أعلى مستوى شعري خلال تاريخ المسابقة، خصوصاً أنه شهد أكبر نسبة إجازات للشعراء بلغت 95٪ من عدد المشاركات التي قابلتها اللجنة، مقارنة بنسبة إجازة قدرها 40٪ في الموسم الأول، وبعد اجتماعات مكثفة للجنة التحكيم ومستشاري المسابقة بعد انتهاء المقابلات، استطاعت اللجنة الوصول إلى قائمة الـ،100 وإلى جانبها قائمة احتياط مكونة من 20 اسماً».
وأشار العميمي إلى ان الشعراء خضعوا لاختبارات كتابية وشفهية، لتحديد المستوى في جوانب أخرى غير تلك المتعلقة بتقديم قصيدة واحدة أمام اللجنة عند مقابلتها، حيث تم الاتفاق منذ الإعلان عن الدورة الخامسة من المسابقة 2011 ـ 2012 على ضرورة إيجاد معايير جديدة لاختيار نخبة النخبة من الشعراء، إلى جانب المعايير والأسس الفنية والنقدية الصارمة، خصوصاً ما يتعلق بالوزن والقافية واللغة الشعرية والبناء الفني والصور والتراكيب.
وحول اختيار قائمة الـ،48 أوضح مدير اكاديمية الشعر ان ارتفاع المستوى الشعري للشعراء المتقدمين كان له دور في زيادة عدد مرات اجتماع اللجنة التي تم عبرها استعراض نتائج الشعراء خلال مراحل الاختبارات المتعددة، لتصل إلى ست مراحل من التقديم والمقابلات والفرز والاختبارات.
تغييرات
كشف العميمي ان الموسم الخامس سيشهد استمرار مقدمي المسابقة المذيع حسين العامري والمذيعة حصة الفلاسي في تقديم الحلقات الأسبوعية على مسرح شاطئ الراحة، والتي تذاع على الهواء مباشرة مساء كل ثلاثاء، ليكون هذا الموسم هو الموسم الأول الذي يشهد ثبات المقدمين وعدم تغييرهما، كما ستشهد المسابقة في دورتها الخامسة العديد من التغييرات والفقرات الجديدة، منها وجود فقرة خاصة في كل حلقة من حلقات المسابقة، خاصة بالتحليل النفسي لأداء الشعراء وحضورهم في كل حلقة من الحلقات، وستقدم هذه الفقرة الدكتورة نادية بوهنّاد المختصة في علم النفس. أيضاً سيكون هناك برنامج شعري ثقافي أسبوعي مصاحب للمسابقة، يحمل اسم «المغاني»، من تقديم الإعلامي عارف عمر، وسيكون موعده مساء الأربعاء من كل أسبوع، وسيستضاف فيه مجموعة من الإعلاميين والنقاد، وسيخصص جزء منه لتحليل حلقة اليوم السابق، إلا أن المساحة الأكبر منه ستكون مخصصة للنقاش بشكل عام حول الثقافة المحلية والعربية وشؤونها. الامارات اليوم