ناقشت ندوة القصص البوليسية " أدب العدالة والجريمة " ضمن الفعاليات الثقافية لمعرض الشارقة الدولي للكتاب 2014 أهمية ودور هذه القصص في التوعية وما تحمله من رسائل للمجتمع وما يميزها عن غيرها في عالم الأدب خاصة في ظل سعيها إلى العدالة .
شارك في الندوة كل من خي جيا يونغ أستاذ القانون في الجامعة الشعبية في بكين خبير أدلة جرائم وروائي والكاتب اليمني وخبير البصمات محمد أحمد الجار الله والكاتبة الإماراتية سعاد يوسف مديرة سجن النساء في دبي.
وعرض الخبير الصيني قصة حقيقية من واقع المحاكم والملفات الشرطية في الصين تروي خطأ وقعت فيه المحكمة والشرطة وبناء عليه أصدرت المحكمة الحكم بحق المتهم وأمضى أكثر من 11 سنة في السجون إلى أن حدث شيء ما نقض حقيقة ومضمون الحكم الأمر الذي اضطر القضاة إلى إعادة المحكمة من جديد والإفراج عنه والاعتذار له والتعويض عن السنوات التي أمضاها في السجون.. موضحا أن القضية أساسا تدور حول جريمة قتل.
وأشار إلى أن هناك أخطاء قد تقع وقد يترتب عليها حكم ما ولكن المهم في الأمر أنه لا بد من التروي والتريث والتدقيق في مختلف التفاصيل .. مشيرا إلى أن مثل هذه القضية تصلح لأن تكون رواية بوليسية مع بعض الإضافات والتعديلات والخيال وفقا للكاتب.
من جانبه قال محمد أحمد الجار الله إن القصة البوليسية هي ذات نمط واحد تتحدث عن جريمة معينة وتفاصيل متنوعة لكن في النهاية تتحقق العدالة .. مشيرا الى أن القصة البوليسية لا بد أن تكون من نسج الخيال أما إذا كانت واقعية فهي من نوع مختلف ولا تصنف كقصة بوليسية عموما.
ولفت إلى أن القصة البوليسية تستند إلى الخيال ولا تتجاهل ذكاء القارئ وتعيش بأحاسيسه ومشاعره حتى أن نجاحها يأتي من إحساس القارئ بها.. مشيرا إلى أن القصة البوليسية تساهم بطريقة غير مباشرة في الحد من الجرائم.. وأكد أهمية الأدلة العلمية الجديدة في عالم البحث عن الجريمة والإدانة التي تقود إلى الوصول إلى العدالة والحقيقة.
وقالت سعاد يوسف إن عنصر الخيال مع التشويق هو أساس القصة البوليسية التي ترتكز على الحبكة .. موضحة أن الحبكة والتشويق هما ثوابت مهمة جدا في كتابة القصة البوليسية واعتبرت أن كتابة القصة البوليسية ليست عملا مريحا بل مرهق جدا خاصة في موضوع التشويق حيث يشبه ذلك الأمر كيفية إدخال شخص ما إلى غرفة مظلمة جدا ومن ثم تدور الأحداث والتفاصيل إلى أن يصل إلى النور.