صدر حديثاً عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في العاصمة الأردنية عمان كتاب بـعنوان «الكتابة وهاجس التجاوز» لاستاذة علم الاجتماع الأدبي الناقدة الجزائرية بهاء بن نوار.
يضم الكتاب الذي يقع في 248 صفحة عناوين «أسئلة الذات.. أسئلة الوجود، النسبيّ والمطلق، الكتابة وهاجس التجاوز،التصعيد الدرامي وتتابع المآزق، تدفق الزمن وتناغم المسافات،شعريّة التضاد اللوني، زوربا اليوناني؛ من الكلمة إلى الصّورة، الزّمن وأقنعة الموت،الاحتدام الدرامي وتشظي الدلالة».
وتقول الناقدة في مقدمة كتابها: «كثيرا ما يُعرَف النصّ الأدبيّ بكونه نسيجا من العلاقات الإشاريّة والصور الرمزيّة، والتبئيرات الدّلاليّة، تستدعي حدّا أقصى من التأويل، وتوحي بما لا يتناهى من القراءات، والتفسيرات، والشروح، ممّا يؤدّي تلقائيّا إلى اقترانها بمصطلح تحليليّ عميق جدّا، هو النقد، الذي كثيرا ما يتمرأى إطاراً قِرائياً يحتضن البنية النصيّة العميقة، البنية الأصليّة كما أبدعها صاحبها، ويضطلع باستجلاء مكنوناتها، وكشف مدلهمّاتها، وملء ثغراتها وفجواتها.
وتتابع بهاء «في هذا الاستجلاء، والكشف، والملء يصطبغ بكثيرٍ من سمات وملامح النصّ المراد قراءته- بوصفه امتدادا له، فتعلو فيه السّمة الجماليّة، وتتصف لغته بحدّ أعلى من التعالي الأسلوبيّ، والإمتاع التعبيريّ، دون أن يعني ذلك إغراقها في التجريد، أو وقوعها في مأزق الإلغاز، والالتواء، لأنّ جماليّتها وتعاليها لا يكتملان إلا باجتماع حدّيْن اثنيْن: حدّ أعلى من الشفافية والتوصيل، وحدّ أعلى من الضبابيّة والإيحاء». وتستدرك الناقدة بأنها لا تعني «بالضبابيّة تلك الحال العصيبة من الإجداب المعرفيّ، وضياع المعنى في سراديب الإشكال، والغموض، بل نعني بها تلك السمة الإيجابيّة، المشرقة، التي لا تتبدّى، ولا تنكشف إلا لقارئ فذ، ذي قدرة نافذة، ونظرة ثاقبة تتجاوز السّطحَ لتلتقط العمق، وتتعالى على المبتذل والمكرور لتتطلّع إلى المدهش والعجيب اللامنتسخ».