وصلت رواية "العاطل" الصادرة عن الدار "المصرية اللبنانية" للكاتب ناصر عراق، وصلت لقائمة البوكر العربية للرواية .
الرواية الصادرة في 336 صفحة من القطع المتوسط ، تصور العالم الكابوسي ، لمواطن من عامة الشعب المصري يعاني القهر والتهميش على أكثر من مستوى ، مما يؤدي إلى وقوعه في دائرة العجز الجنسي وهو المعادل الفني للفشل وعدم التحقق في مجالات أخرى ، كالعمل والصداقات والتحقق الأدبي ، وتكتمل هذه الدائرة باتهام البطل في جريمة قتل "فتاة ليل روسية" .
البطل هو محمد عبدالقوي الزبال، واسمه يحمل ميراثا من الاستهزاء والسخرية تشي بمأساة تغربه في دولة الإمارات وانفجار ذكريات الكبت والفشل والضياع .
يلجأ الروائي لرسم صورة أخرى مغايرة ، لبطل نشأ في ظروف أخرى أكثر إنسانية يسميه الراوي "منصور ابن خالتى" المتحقق في الثقافة والكتابة ، العاشق الناجح في كل علاقاته ، البارع في تكوين الصداقات ، والخروج من المآزق الاجتماعية المتعددة ، والذي يشكل نقيض البطل الرئيسي في كل شيء .
وهنا في الإمارات ، ينفجر التناقض ، في وسط العديد من الجنسيات المغتربة ، بحثًا عن لقمة العيش ، في هذا البلد المفتوح اجتماعيًّا ، المنضبط قانونيًّا ، يشعر البطل بالضياع ، والتناقض ، هو الكائن ابن المجتمع المغلق ، ورمزه الأب الديكتاتور ، تستغله فتاة مغربية تتاجر في المخدرات ، وتقتل فتاة الليل الروسية ، ويتهم بقتلها ، وهناك أيضًا يصادف الحب الحقيقي ، والنماذج البشرية المشرقة من مواطني الإمارات والمصريين الذين يأخذون بيده ، بدفعه إلى الاعتراف بمكبوتاته من مرحلة الطفولة لينجو ويتطهر، فالحرية تصلح كل شيء..
وفي النهاية يكون الاعتراف بداية للخروج من المأزق الوجودي لبطل محبط ، فيتزوج ، ويلتحق بعمل في إحدى شركات السيارات ، ويبدأ مدفوعًا باستكمال الاعتراف في الكتابة عن مشكلته الشخصية ، التي هي مشكلة يعانيها كل أبناء المجتمعات المغلقة .
