في إطار واقعي إن رواية ”قيامة البتول الأخيرة- الأناشيد السرية“، الصادرة حديثا للأديب السوري ”زياد كمال حمامي“، تخترق عوالم مسكوتا عنها، مستعرضة دفقا من المواقف التي تصدم المواطن العربي يوميا.
وتدور أحداث الرواية في أزقة حلب العريقة شمال سوريا، مجسدة حالة مريعة لاغتصاب جماعي لأجمل فتيات حارة اليهود (البندرة).
وتقدم الرواية بنسجها الواقعي المشوب بخيال شفيف يتسق وواقعيتها، جملة من المواضيع الجرئية التي تكشف خبايا المجتمع، ليتطرق الكاتب لقضايا حساسة، منها قضية اغتصاب النساء الموتى، واصفا إياها بأنها إحدى الانعكاسات القذرة للحرب.
في الرواية تتزاحم الشخصيات المثيرة للجدل، مجسدة تصورا جديدا للشخصية في الأدب العربي، ومنها شخصية ”أم القطط“ المستبدة، وشخصية ”الثريا“ الكفيفة بقدرتها الاستثنائية على شم روائح تجريدية، مثل الخيانة والغدر والحب والجريمة، إلى جانب قدرتها العجيبة على استشراف المستقبل، وشخصية ”الجقجوق“ المريضة وهو يغتصب النساء الموتى ممارسا طقوسا شيطانية تعكس شبقا نتنا، يدفع الموتى إلى الاشمئزاز من قباحة وجهه ورائحته.
وتتطرق الرواية لعوالم خفية في المجتمعات، أبطالها شباب مغيب باحث عن المعنى وسط حالة اغتراب ذاتي واجتماعي، سببه الاستغلال المفرط من قبل الطبقات الثرية المتحكمة برقاب الشعوب. فتبرز في الرواية طقوس ”عبدة الشيطان، وأخوة الحليب، والماسونية“..
