على طرف منديل: ومضات رقيقة وشجية مثل مقطوعة موسيقية

تاريخ النشر: 31 مارس 2015 - 04:34 GMT
البوابة
البوابة

"هواية وليست هوية" عبارة بدأت بها رضوى فرغلى وصفها لعلاقتها بالكتابة، خصوصا الأدبية منها والتى تقول عنها: "أحب الحياة جدًا والاستمتاع بكل ما يتاح لى فيها، والكتابة هى نافذة جديدة على الحياة ووسيلة أخرى للمتعة تشبه هواية السباحة والقراءة والسفر".

كتابة نص جديد بالنسبة لها، يحتوى على متعة مماثلة لمقطوعة موسيقى أو زيارة لمتحف أو سهرة على "شط النيل". وبهذا التصور أصدرت رضوى مؤخرًا كتابها الجديد بعنوان "على طرف منديل" عن دار أوراق للنشر، وهو الكتاب الثالث بعد "بغاء القاصرات" عن دار المحروسة 2007 وكتاب "أطفال الشوارع: الجنس والعدوانية" عن الدار المصرية اللبنانية 2012 إضافة إلى بحث (مشترك) بعنوان: "عبد الهادى الجزار: الفنان والصورة" وهو حائز على جائزة دار الصدى الإماراتية.

"على طرف منديل" العنوان الرومانسى الذى يحيلنا تلقائيا إلى الرسائل الناعمة بين الأحبة، ومضات رقيقة وشجية مثل مقطوعة موسيقية كلاسيكية تتسلل إلى الروح لتغفو عليها من تعب طويل، أطلقت عليه رضوى، شذرات شعرية، ويحتوى على 77 نصاً قصيراً استفادت فى نسجهم رضوى من كونها "مُعالجة نفسية"، فى رصد إحساس المرأة بتلك المشاعر والمواقف التى تبدو عابرة أو بسيطة، لكنها مؤثرة فى وجدان المرأة، وتعتمد النصوص على التقاط مشهدى بالدرجة الأولى فى مقاطع تنبض بإحساس غامر ونَـفَس أنثوى متأمل وصوت هامس يدنو من القارئ ويتسلل إليه بخفة عبر تكوين لغوى يبدو بسيطا لكنه صعب الإفلات منه كما أنه من الصعب أيضا أن تكتفى بقراءة النصوص مرة واحدة. رضوى، الدكتورة فى علم النفس، تتعامل مع الكتابة بالطريقة نفسها التى تتعامل بها مع البشر، تقيم معها علاقة حميمة بحيث تأتيها طواعية دون التفكير فى آلية النشر أو منظور الجوائز أو الالتصاق المرضى بما تصدره، فتقول: "لا يعنينى كثيرا التصنيف فهو ليس مهمتى، أنا فقط أكتب وأترك للمتلقى حرية التذوق أو النقد أو الرفض وأمتن كثيرا لكل من يهدينى ملاحظة فنية تساعدنى على تطوير أدواتى، فالالتصاق بما نكتب هو نقص فى ثقة الكاتب بنفسه وقلق مرضى يعكس خوفه النفسى من الرفض وهذا يجعله "محلك سر".

ومن نماذج نصوص كتابها "على طرف منديل": يقفُ الماضى بينى وبينك لا يُهدر لحظةَ قسوة وبخيطٍ رفيعٍ حادٍّ يصطادُ حكاياتٍ مُسَمَّمَة يوقظُ الوجع إذا أغويتُه بالنوم وكلما اشتهيتُكَ يرمى بالمرارة طازجةً فى فمي تتحسَّسُ ملامحى بشبق كُلَّما مررتُ بخاطرك تبحثُ عنى فى صفحات الكتب وألوانِ لوحاتٍ تقتنيها بشراهة تختبئُ خلف الصمت مرتجفَ اليدين تحتفظُ بصورى كتاباتى التى تهملُها علناً ومثلَ أى مجنون تسأل عنى أصحابى المنسيين حين تغار وبغضب طفولي؛ تُـقـسمُ لي: أكرهكِ كانت ليلتى فوضى لولا يداك رتَّبتُ خريطةَ جسدي ترتجفُ يده على مقودِ السيارة ربما تغارُ من يده الأخرى وهى تلتف حول خصري على الرصيف رجل يبتسم لقُـبلة مُباغتةٍ لا تراعى مشاعر العابرين

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن