صدر حديثا عن مؤسسة صوت القلم العربي ، رواية "أهزوجة الرحيل" (ثورة شباب في العام 2011) ، للكاتب السوداني الشاب معتصم الشاعر، الرواية تقع في 104 صفحات من القطع المتوسط .
وتناقش الرواية الوضع العربى الراهن في كثير من محاوره ،عبر قصة شاب ظل يتذمر طويلا وهو في مقعد عجزه ، ويرى الواقع مهرجانا للركل ، كل يركل من هو أصغر منه ، ويركل آخرهم طبلا كبيرا ليضبط إيقاع الركل ، ويمر البطل بفترة قاسية ، حتى دخل مصحة للأمراض النفسية ، ليدهش الطبيب بأفكاره ، وبتشخيصه لحالته ومعرفته بالعلاج ، فهو نسخة من أمته ، لقد قال عن نفسه :"ولأني لم ألعب دوري في الحياة ، كنت الكرة التي يلعب بها الآخرون".
وعن دور الفرد يقول بطل الرواية (غير المسمى):الذي ليس له موقف تجاه قضية ما، متنازل عن وجوده أمامها ، والذي ليس له موقف تجاه أي شيء ، هو في الحقيقة لا شيء" ، وينتفض أخيرا في ثورة فردية موازية للربيع العربي ويحقق نجاحات غير متخيلة.
ويرى عدد من النقاد أن الرواية مليئة بالصور والرموز ، وأنها تعد تشخيصا وتصويرا لحالة العقيد الليبى المقتول معمر القذافي ونهايته ، لتبرهن على دور الأدب في تفسير الواقع وإستشراف المستقبل ، ففي مشاهد مكثفة ، وسط ركام الأشياء ، يرى البطل رؤيا منامية ، رأى نفسه يشاهد عبر النافذة ، في لحظات الغروب ، نباتات سوداء وقزما يسير نحو مستنقع الوحل ، وخلفه طفل يحاول أن يثنيه عن فعله (وهو رمز للضمير الإنساني أو الطفل الليبي)
ويصمم البطل على مواصلة المشوار حتى النهاية ، ليعيش في قلب الظلام ، ليتوج ملكا للملوك ، يقول الطفل:" ظننتك ستعاف الوحل" ، لكن القزم لا ينثني ، ويخرج مسدسه ويقتل الطفل ، بعد أن يبلغه رسالة إلى الجرذان ، وينغمس تماما في الوحل ،"وبعد برهة أخذ يصرخ ويتحدث بلغة غير مفهومة ، وكانت صرخاته كمن يطلب النجدة (أنا معمر، أنا القائد ، يا أبنائي) ، وصوته كمن هو تحت الأنقاض ( أنقاض سرت التي دمرت)."وانتهى الحلم بقول البطل:
"وبصقت عبر النافذة، وسمعت الإعصار يعوي (الإعصار الذي قلع خيمة القذافي إلى الأبد) ، ثم أسدلت الستار.