عبدالعزيز المقالح الشاعر اليمني في ذمة الله توفي الشاعر اليمني البارز الدكتور عبدالعزيز المقالح، اليوم الاثنين، عن عمر ناهز 85 عاما. ونعاه اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين في بيان قائلا إن "اليمن والأمة العربية والعالم خسروا بوفاة شاعر اليمن الكبير المقالح واحداً من أهم الأسماء الشعرية التي مثلت إضافة ورصيداً لقصيدة التفعيلة والنقد العربي الحديث، علاوة على التعليم الأكاديمي الذي كان المقالح من أبرز أعلامه".
وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن إلى ساحة عزاء في وفاة الشاعر المقالح، حيث اعتبره كثيرون بأنه أحد أبرز الأدباء والكتاب والمثقفين في الوطني العربي.
عبدالعزيز المقالح الشاعر اليمني في ذمة الله
عن الشاعر
ولد المقالح عام 1937 في قرية المقالح بمحافظة إب في جنوب اليمن وحصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في اللغة العربية وآدابها من جامعة عين شمس في مصر.
تميزت كتاباته في البداية بشيء من الكلاسيكية لكنه سرعان ما انفتح على الحداثة وأصدر نحو 15 ديواناً شعرياً إلى جانب مؤلفاته النقدية والدراسات والمقالات الصحفية داخل اليمن وخارجه.
تقلد العديد من المناصب منها رئيس جامعة صنعاء ورئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني ورئيس المجمع العلمي اللغوي اليمني.
حاز جوائز وأوسمة كثيرة من بينها وسام فارس في الآداب والفنون من فرنسا عام 2003 وجائزة الشعر من مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية في الإمارات وجائزة أحمد شوقي للإبداع الشعري من اتحاد كتاب مصر عام 2019.
عبدالعزيز المقالح الشاعر اليمني في ذمة الله
رثاء الذات
ومنذ عام تقريباً رثى الشاعر الكبير الأديب الدكتور عبدالعزيز المقالح، نفسه، بقصيدة (أعلنتُ يأسي) عبّر فيها عن كل ما يعتمل في روحه ومشاعره، وصاغ غنائيةً تمور بأسئلةٍ وجودية، وهذه هي آخر قصيدة لفقيد العرب من الماء إلى الماء:
أنا هالكٌ حتماً
فما الداعي إلى تأجيل موتي
جسدي يشيخُ
ومثله لغتي وصوتي
ذهبَ الذين أحبهم
وفقدتُ أسئلتي ووقتي
أنا سائرٌ وسط القبورِ
أفرُّ من صمتي
لصمتي
أبكي
فتضحكُ من بكائي
دورُ العبادةِ والملاهي
وأمّدُ كفي للسماء
تقولُ: رفقاً يا إلهي
الخلقُ – كل الخلق –
من بشرٍ، ومن طيـرٍ
ومن شجرٍ
تكاثر حزنْهم
واليأسُ يأخذهم – صباحَ مساءَ –
من آهٍـ..لآهـ
حاولتُ ألاَّ أرتدي
يأسي
وأبدو مطمئناً
بين أعدائي وصحبي
لكنني لما رحلتُ
إلى دواخلهم
عرفتُ بأنهم مثلي
وأن اليأس ينهشُ
كل قلبِ.
أعلنتُ يأسي للجميع
وقلتُ إني لن اخبـي
هذا زمانٌ للتعاسة
والكآبة
لم يترك الشيطانُ فيهِ
مساحةً للضوء
أو وقتاً لتذكار المحبةِ
والصبابة
أيامهُ مغبرّةُ
وسماؤُه مغبرّةُ
ورياحه السوداء
تعصف بالرؤوس العاليات
وتزدري التاريخ
تهزأُ بالكتابة
أنا ليس لي وطنٌ
أفاخر باسمهِ
وأقول حين أراه:
فليحيا الوطن
وطني هو الكلماتُ
والذكرى
وبعضٌ من مرارات الشجنْ
باعوه للمستثمرين وللصوص
وللحروبِ
ومشت على أشلائهِ
زمرُ المناصب والمذاهب
والفتن
صنعاء...
يابيتاً قديماً
ساكناً في الروح
يا تاريخنا المجروح
والمرسوم في وجه النوافذ
والحجارة
أخشى عليك من القريب
ودونما سببٍ
أخاف عليك منكِ
ومن صراعات الإمارة
المصدر: العين الإخبارية، العكاظ