البوابة - يوسف السباعي أحد أشهر وأبرع الأدباء والمفكرين المصرين في العصر الحديث كما أنه سياسي وعسكري بارع فقد جمع السباعي بين حبه للأدب والسياسة والفكر في وقت واحد مما ساعده في تكوين العديد من الكيانات الأدبية العربية ناهيك عن دوره الكبير في الصحافة. ولقد تميز السباعي عن غيره من الأدباء والكتاب بأسلوبه البسيط السهل الذي لا يكلف القارئ عناء في إدراك مقصده، وقد لُقب السباعي بفارس الرومانسية كما لقبه نجيب محفوظ بجبرتي العصر لأنه سجل بكتاباته الأدبية أحداث الثورة منذ قيامها حتى بشائر النصر في حرب أكتوبر المجيدة عبر أعماله: جفت الدموع، ليل له آخر، والعمر لحظة، رد قلبي، أقوى من الزمن.
في ذكرى ميلاد يوسف السباعي فارس الرومانسية
من هو يوسف السباعي؟
(1917-1978) كاتب مصري وضابط عسكري وسياسي. ولد في القاهرة عام 1917. درس في الكلية الحربية وخدم في الجيش المصري لسنوات عديدة. تقاعد من الجيش عام 1952 وبدأ حياته المهنية ككاتب. نشرت روايته الأولى "الأطياف" عام 1946. يعتبر من أهم الشخصيات في الأدب العربي الحديث. تُرجمت رواياته وقصصه القصيرة ومقالاته إلى العديد من اللغات وتم تكييفها في أفلام وبرامج تلفزيونية. غالبًا ما تتناول روايات السباعي موضوعات الحب والخيانة والتغيير الاجتماعي. اشتهر بشخصياته الأنثوية القوية ووصفه الحي للمجتمع المصري. ومن أشهر رواياته "الصغمات" و "الأرض" و "لحظة في الحياة".
الاغتيال
بالإضافة إلى كتاباته ، كان السباعي ناشطًا أيضًا في السياسة. شغل منصب وزير الثقافة من عام 1973 إلى عام 1978. في يوم السابع عشر من شهر فبراير عام 1978م هبطت طائرة السباعي علي مطار قبرص الدولي بصحبة الوفد الخاص به لحضور مؤتمر التضامن الأفرو آسيوي في نسخته السادسة كأمين عام لمنظمة التضامن الأفريقي الآسيوي ولكونه وزير الثقافه المصري.
وفي صباح اليوم التالي الثامن عشر من شهر فبراير عام 1978م وبعد حضوره المؤتمر في أحد الفنادق وأثناء قراءته لإحدى المجلات قتله رجلان متطرفان من فصيل منشق عن حركة فتح، لموقفه الداعم للرئيس السادات حينها عندما قام بزيارته التاريخية لإسرائيل.
وفي يوم التاسع عشر من فبراير عام 1978م، أُقيمت جنازة السباعي التي شهدت حضور عدد غفير من محبيه في غياب حضور الرئيس المصري أنور السادات. وهكذا رحلت شمس الكاتب الكبير يوسف السباعي، حيث توفي عن عمر يناهز الستين عامًا كانت حافلة بالكثير من الانجازات وعدد كبير من الأعمال الأدبية والروائية. كان لعمل السباعي تأثير عميق على الأدب العربي. يعتبر من رواد الرواية العربية الحديثة وقد ساعدت أعماله في تشكيل طريقة كتابة الأدب العربي وقراءته. لا تزال رواياته تُقرأ على نطاق واسع حتى يومنا هذا ولا تزال تتكيف مع الأفلام والبرامج التلفزيونية.
في ذكرى ميلاد يوسف السباعي فارس الرومانسية
فيما يلي بعض من أبرز أعماله:
رواية أرض النفاق
وتعد رواية أرض النفاق من أعمال السباعي المميزة والأكثر شهرة حيث يتناول موضوع مهم وهو النفاق وذلك في إيطار أدبي نقدي ساخر حيث يصور الفساد الأخلاقي من كذب وخداع ورياء وذلك من خلال روايته لقصة رجل يشتري بعض الشجاعة والمروءة من متجرٍ للأخلاق.
رواية السقا مات
وتعد رواية السقا مات من أعمال السباعي المميزة والأكثر شهرة وذلك لما تحمله من رسالة قيمة وعظيمة حيث تتناول الموت والحياة ومفهوم الصبر والابتلاء وذلك من خلال قصة شخص يعمل في حي من أحياء القاهرة الجديدة كسقا (ساقي الماء) وهو راضٍ وصابر على الابتلاء وقصة الأفندي الذي يكسب المال من اظار الحزن والبكار في الجنازات، كما يعرض الكاتب الحوار الممتع بين السقا والأفندي والذي تظهر رسالة الكاتب من خلاله.
رواية لست وحدك
وتعد رواية لست وحدك من أعمال السباعي المميزة والشهيرة حيث يتناول فيها السباعي قصة مجموعة من البشر مكونة من ست أشخاص مختلفة الشخصيات والطبائع، حيث تقوم هذه المجموعة برحلة إلى الفضاء ليستقروا على سطح كوكب جديد يسكنه الأشجار، لتقوم هذه المجموعة بتعليم الأشجار طبائع البشر المختلفة.
رواية ابتسامة على شفتيه
وتعد رواية ابتسامة على شفتيه من أعمال السباعي المميزة والتي يصور فيها ما يعانيه الشعب الفلسطيني من مجازر وحروب من قِبل الكيان الصهيوني وذلك من خلال روايته لقصة شاب فلسطيني فقد ابتسامته عندما قُتلت كامل أسرته أمام عينه وهو طفل صغير من قبل الإحتلال الإسرائيلي، لتعود على وجهه الابتسامة عندما أمسك ببندقيته وأطلق الرصاصة في وجه المحتلين لأرضه ووطنه فلسطين.
رواية نحن لا نزرع الشوك (الجزء الأول)
وتعد نحن لا نزرع الشوك (الجزء الأول) من أعمال السباعي المميزة والأكثر شهرة والتي قد تحولت إلى عمل سينيمائي ومسلسل تلفزيوني، والتي يتناول فيها السباعي قصة فتاة تسمى سيدة توفي والدها وهي في صغرها فأخذها صاحب والدها لتعيش معه ومع زوجته التي تعاملها بقسوة شديدة وتجعلها تقوم بمهام صعبة وشاقة على طفلة في عمرها.
رواية نحن لا نزرع الشوك (الجزء الثاني)
وتعد رواية نحن لا نزرع الشوك (الجزء الثاني) من أعمال السباعي المميزة ففي هذه الرواية يستأنف السباعي قصة الفتاة سيدة التي مرت بأوقات صعبة وأليمة بعدما توفي والدها، حيث يوضح قصة هروبها من منزل صديق والدها والذهاب للعمل في بيت حبيبها حمدي الذي لاقت في بيته أوقات من السرور وكثير من الشقاء لتستمر معاناة هذه الفتاة التى اضطرتها للهروب من جديد.
رواية جفت الدموع (الجزء الأول)
وتعد رواية جفت الدموع (الجزء الأول) من أعمال السباعي المميزة والتي تقع أحداثها بين مصر ودمشق حيث تتناول الكثير من الجوانب السياسية في فترة الخمسينيات والستينيات مثل السيوعية والاشتراكية كما تناولت مفهوم الوحدة العربية، وذلك من خلال قصة حب بين السياسي “سامي” والمطربة “هدى” لتتناول الرواية ملامح هذه العلاقة والتي ينعكس من خلالها الكثيرمن المفاهيم الهامة.
رواية جفت الدموع (الجزء الثاني)
وتعد رواية جفت الدموع (الجزء الثاني) من أعمال السباعي المميزة والتى يستكمل فيها الكاتب قصة السياسي “سامي” والمطربة “هدى”، والتي ذهبت لإجراء عملية جراحية عاجلة، وانهيار سامي لعدم التمكن من مرافقتها، لتعرض هذه الرواية ما يتؤول إليه هذا الحب الوطيد بينهما وما يواجههم من تحديات مخيفة قد تودي بعلاقتهم وتنهيها.
رواية الليلة الأخيرة
وتعد رواية الليلة الأخيرة من أعمال السباعي المميزة والتي تم إنتاجها كفيلم من تأليف يوسف السباعي والذي يتناول قصة الفتاة “نادية” التي فقدت الذاكرة وأصبحت لا تدري من هي في الحقيقة ولا من زوجها، حيث يتم محاولة إقناعها بأنها شخص آخر وفي إيطار درامي مليء بالإثارة والتشويق يروي لنا السباعي قصة هذه الفتاة “نادية” وما سوف تواجهه بعدما فقدت ذاكرتها.
رواية طريق العودة
وتعد رواية طريق العودة من أعمال السباعي المميزة ويكمن تميز هذه الرواية في الفكرة الطروحة بها حيث يعرض السباعي مفهوم الاختلاف الإنساني من خلال عرضه لأربع شخصيات مختلفون في الطباع، والذين تقودهم الظروف للعيش تحت سقف واحد.
تُرجمت أعمال سباعي إلى العديد من اللغات ، بما في ذلك الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والروسية. يعتبر من أهم الشخصيات في الأدب العربي الحديث ومازالت أعماله تقرأ ويدرسها العلماء والطلاب حول العالم.
المصدر: موسوعة أخضر للكتب
اقرأ أيضاً:
