معرض أبوظبي للكتاب يواصل فعالياته المميزة

تاريخ النشر: 15 مارس 2008 - 06:52 GMT

وسط إقبال جماهيري تستمر فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ 18 ، ويحفل المعرض إلى جانب كونه مهرجانا يشجع على القراءة، بالعديد من الفعاليات الثقافية والفنية، يروج من خلالها إلى المزيد من الإبداعات. من خلال برنامج محاضرات لضيوف الدولة من كتاب ومفكرين، ومن خلال معارض فنية مرافقة للمعرض كان آخرها افتتاح مهرجان الفن الفرنسي، ومن قبلها كنوز من السودان، ومعرض باسم الشرقي في المجمع الثقافي. 

 

وفي هذا السياق، وبرعاية حرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مؤسسة دبي للمرأة، افتتح معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث مهرجان الفن الفرنسي، وذلك مساء أول من أمس بحضور بلال البدور نائب المدير التنفيذي للشؤون الثقافية في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، والمستشار زكي نسيبة نائب رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث.
 

وأثناء حفل الافتتاح، قام الفنان الفرنسي الشهير روبيرت ديكريديكو برسم لوحة فنية رائعة أمام الحضور، تم طرحها للبيع بالمزاد العلني، حيث ستذهب حصيلة البيع إلى مؤسسة الإمارات، التي تعتبر مؤسسة خيرية تأسست في عام 2005، كواحدة من أبرز المؤسسات الخيرية غير الربحية في الدولة.
 

كما شارك في المهرجان 30 فنانا فرنسيا عرضوا 400 قطعة فنية تختلف عن تلك التي عرضت في معرض دبي. ومن أبرز الفنانين المشاركين في المهرجان كريستين بارس، وروبرت دي كريديكو، وباسكال ماجيس، وبريجيت مارتينيه، دومينيك رايو وجان لويس توتين، بالإضافة إلى الفنانين المحليين الضيوف مثل محمد كانو ومحمد مندي وواصل صفوان.
 

جمال الغيطاني: عندما أكتب أصبح شرساً
 

(الكتابة وقيمتها في العالم العربي) عنوان الندوة التي أقيمت ظهر أمس في إطار فعاليات معرض الكتاب، وشارك فيها الأديب جمال الغيطاني من مصر، والروائية بدرية البشر من السعودية، والمفكر الدكتور نذير العظمة من سوريا، وأدار الحوار الروائي الدكتور واسيني الأعرج من الجزائر.
 

وقال الغيطاني: إن اللغة العربية السهلة باتت تضرب الأدب ضرباً، كانت موجودة من قبل بهذا الشكل، لكن الآن موجودة بشكل أكبر، وتكرس بشكل خطير، أما معايير الترجمة فهي شديدة التعقيد، فقد يترجم الأدب العربي للغرب، لأنه قيم كما حدث في تجربة الأديب الراحل نجيب محفوظ، وقد يترجم الأدب بهدف التلصص على المجتمعات العربية، مثل التركيز على بعض الروايات من عنوانها فقط بعيداً عن المضمون.
 

خاصة تلك الروايات التي تصف حال المرأة السعودية، ولكن حين نقرأ النص نجده متواضعاً، وهناك دور تقدم نفسها من خلال تلك العناوين، بالمحصلة أن العشوائية في الحياة الاجتماعية، تنتقل إلى الحياة الثقافية. وأضاف الغيطاني قائلاً: على الأديب أن يقدم أدبا له قيمة، ويتعامل مع الكتابة كمصير وحياة واللغة كعملية نحت، ومجاهدة.
 

ومن وحي تجربته الخاصة قال جمال الغيطاني: نشأت على تقديس الكتابة، وعندما اكتب أصبح شرساً، وهناك خط لا يمكن أن أتجاوزه، مهما كانت الضغوط، و أؤمن بالمحصلة بأنه علينا أن نؤكد خصوصيتنا، والخصوصية تبدأ من الثقافة.
 

وقالت الكاتبة بدرية البشر: إن القيمة الأساسية في حياتي، تتجلى في تحرير الإنسان. مشيرة إلى أنه يمكن أن نقرأ أدباً روسياً، أو أميركياً، لكنه يبقى مشروطاً بالظروف المحلية، والكاتب عندما ينتهي من كتابه يحتاج إلى مؤسسات أخرى، تسنده، ونجد في عالمنا أسلوباً لا يخلو من الابتزاز، أحياناً يسوق كعنوان لا يخلو من مضمون الفوضى.
 

أما الكتاب في السعودية، فمنهم من خرج ليس بفضل دعم المؤسسات لهم، ولكن بفضل فوضى العولمة، والكاتبات اللاتي ظهرن الآن، اسمهن نساء إسبارطة، هذه الجزيرة التكنولوجية، التي حررت نساء وكاتبات سعوديات، وهذه ظاهرة صحية فأنا الآن بعد أن كنت أكتب بارتياح قبل عشر سنوات أكتب الآن بقلق، وأشعر أني أمام تحديات كبيرة، وعلي أن أفكر بما هو أكثر عمقاً، وأهم، وهنا علينا أن لا نبرأ الناشر مما يجري الآن.
 

وقال المفكر نذير العظمة عن دور المبدع في تقييمه لعملية الإبداع: إن التحدي يبدأ من الداخل، لأن المؤسسات الثقافية الرسمية، تحاول أن تهيمن على المبدع، وأن تجد له وظيفة في النظام، فيتحول الإبداع من مساحة تساهم في صنع الحضارة، وتتحول إلى طاولة وكرسي، في هذه الحالة من هو المسؤول؟ أعتقد أن المبدع هو المسؤول، إما الوظيفة، وإما الحرية والإبداع، لذلك دفع كتاب الطليعة، الثمن باهظاً، تشردوا و هجروا من الوطن فإما أن يدافع المبدع عن عملية الإبداع الحقيقية، أو يصبح أداة بيد غيره.