ندوة في البيت العربي، بعنوان "الرحالة الإسبان في بلاد العرب"

تاريخ النشر: 13 أكتوبر 2019 - 05:00 GMT
ندوة في البيت العربي، بعنوان "الرحالة الإسبان في بلاد العرب"

نظمت هيئة الشارقة للكتاب جلسة حوارية في “البيت العربي”، بعنوان “الرحالة الإسبان في بلاد العرب”، وتحدث خلالها الدكتور والباحث الأكاديمي حمد بن صراي، والدكتور والباحث الإسباني فرناندو رودريغز ميديانو، وإدارتها الكاتبة الإماراتية صالحة عبيد.

جاء ذلك ضمن فعاليات الشارقة ضيف شرف الدورة الـ37 من معرض ليبر الدولي للكتاب- مدريد 2019.

واستهل بن صراي الجلسة، بالتعريف الرحالة الإسبان الذين توصل إليهم خلال بحثه، لافتًا إلى أنه ظل يعتقد أن الكثير من الإسبان خاضوا رحلات في المنطقة العربية، إلا أنه لم يتمكن من العثور سوى على ثلاثة رحالة وهم أدولفو ريفادينيرا وبنيامين التطيلي ودومينكو باديا.

وحول الأثر، الذي أحدثه هؤلاء الرحالة على البلاد العربية في تلك المنطقة، أوضح بن صراي، أن الشرق أصبح محط أطماع القوى الاستعمارية الغربية لأن بعض الرحالة قدموا صورًا غير دقيقة عن البلاد العربية، ووصفوها بالتخلف والقابلة للاستعمار والاستغلال كما فعل الرحال دومينغو باديا، الذي تقرب من سلطان المغرب وحاول إقناعه بقبول الوصاية الإسبانية على الأراضي المغربية.

وتناول الباحث الإسباني فيرناندو النوايا المختلفة للرحالة الإسبان في البلاد العربية، وقال:" لدينا نموذجين متناقضين من الرحالة من حيث الغايات والنوايا، هناك لورانس العرب الرحالة الشهير الذي وصل إلى قلوب الناس بصدقه ومحبته لهم، واستطاع أن يؤثر في وجدان العرب وثقافتهم، وفي المقابل هناك الرحالة دومينجو باديا الذي انتقل إلى المغرب بعد حملة نابليون على مصر التي تعتبر بداية عهد الاستشراق والأطماع الغربية في البلاد العربية، حيث بدأ باديا يحلم بغزو المغرب وشمال أفريقيا والسيطرة على أرض ومصير العرب.

وتابع دخل باديا بلاد العرب متخفيًا بشخصية أمير عربي درس في أوروبا وعاد إلى المغرب، وأطلق على نفسه الاسم الشهير الذي يعرف به اليوم وهو على باي العباسي، وتعرف على العادات والتقاليد العربية وتعلم اللغة واللهجة الدارجة في المغرب، ليسهل مهمته في تشويه حالة العرب والمسلمين هناك، ويظهرهم بصورة المختلفين المحتاجين للوصاية والاستعمار من أجل نقلهم للحضارة.

وأوضح أن هناك الكثير من الرحالة غير معروفين، الذين دخلوا البلاد العربية في تلك المرحلة وما تلاها متنكرين بأسماء وصفات عربية، وساهموا إلى حد كبير في وقوعها فريسة للاستعمار الغربي.

وختم الدكتور ميديانو حديثه قائلًا: "هناك حقيقة يجب أن نقر بها، وهي أن هؤلاء الرحالة والمستشرقين الإسبان سواء دخلوا البلاد العربية بأطماع وشخصيات مشبوهة أساؤوا للثقافة الإسبانية بقدر إساءتهم للثقافة العربية، حيث كان يقول الرحالة باديا (على باي) إن الإسبان متخلفين وعليهم أن يستفيدوا من الحضارة الغربية حتى يتمكنوا من بسط سيطرتهم على العالم".