"قدوتنا رئيسنا"، كان هذا عنوان الكُتيب الذي اطلقته وزارة التربية والتعليم في الضفة الغربية المحتلة والذي يستلهم مقالات ومواقف عباس، والذي أثار معه حالة كبيرة من الغضب والرفض في الشارع الفلسطيني، وسط اتهامات لـ"فتح" بتمجيد وتخليد نهج "أبو مازن"، ومحاولات لنقل ثقافة الرؤساء العرب لفلسطين، وعلى رأسهم الرئيس الليبي الراحل، معمر القذافي، وكتابه "الأخضر" الشهير.
وقررت رسمياً إطلاق كُتيب "قدوتنا رئيسنا"، ضمن مبادرة "لأجل فلسطين نتعلم"، حيث يستلهم الكُتيب اقتباسات من كتب ومقالات سابقة نُشرت لعباس.
وأقيم في مدينة رام الله حفل لإطلاق الكتيب، يوم الخميس الماضي وحضره وزيرا التعليم والثقافة وأعضاء من اللجنة المركزية لحركة "فتح"، والتنفيذية لمنظمة التحرير، وكذلك محافظون ومديرون، وعدد من ممثلي مؤسسات المجتمع المدني والمحلي، وعدد من الأسرة التربوية.
ويعدّ إقرار كتيب "قدوتنا رئيسينا" على الفلسطينيين واعتباره مرجعاً رسمياً "مرفوضاً جملةً وتفصيلاً، ومحاولة من عباس لتقليد نهج الراحل معمر القذافي"، الذي كان قد أصدر كتاباً وبات مرجعية وأساساً لنظامه داخل ليبيا.
ويشار إلى أنه في العام 1975 ألّف القذافي "الكتاب الأخضر"، وعرض فيه أفكاره حول أنظمة الحكم، وتعليقاته حول التجارب الإنسانية كالاشتراكية والحرية والديمقراطية، حيث يعتبر هذا الكتاب أساس النظام الجماهيري الذي ابتدعه معمر القذافي.
ولقي هذا الموضوع تفاعلاً كبيرًا على "السوشال ميديا"، وسط مقارنات مع ما وصفه المعلقون مديح الزعماء العرب في الإعلام والتعليم، كما استعادوا تصريحاتٍ للرئيس حول التنسيق الأمني ورفض المقاومة المسلحة وتساءلوا إن كان الكتيب سيتضمن مثل هذه التصريحات.
فغرّد المحلل السياسي ياسر الزعاترة عبر حسابه في "تويتر" أن "وزارة التربية والتعليم التابعة للسلطة تصدر كتيبا بعنوان "قدوتنا رئيسنا"، ضمن مبادرة لأجل فلسطين نتعلم، حيث يستلهم اقتباسات من كتب للرئيس الفلسطيني. هل سيتضمن اقتباسات من كلامه عن "تقديس" التعاون الأمني، وتسفيه المقاومة، أم عن قضية اللاجئين؟!! بعض المنطق يا قوم!!".