آخر تطورات مصر: مبارك يصل شرم الشيخ برفقة عائلته

تاريخ النشر: 11 فبراير 2011 - 12:15 GMT
ارشيف
ارشيف

العربية: مبارك وأسرته غادروا القاهرة

أفادت قناة العربية التلفزيونية أن الرئيس المصري حسني مبارك وأفراد أسرته غادروا البلاد يوم الجمعة الى وجهة غير معلومة للنقاهة.

وقالت ان الطائرة التي استقلها مبارك وأفراد أسرته أقلعت من مطار ألماظة وهو مطار عسكري في شرق القاهرة.

من ناحيته قال التلفزيون الاسرائيلي ان مبارك وعائلته وصلوا الى شرم الشيخ.

شهود: سقوط مبان حكومية في أيدي محتجين في محافظة السويس المصرية

قال شهود عيان ان عددا من المباني الحكومية سقط يوم الجمعة في أيدي مُحتجين في محافظة السويس شرقي القاهرة.

وقال الشهود ان المحتجين الذين تجمعوا بعد صلاة الجمعة بعشرات الالوف احتلوا مبنى ديوان عام محافظة السويس ومبنى حي السويس ومبنى حي الاربعين في المدينة التي كانت شهدت مصادمات دامية بين المحتجين والشرطة سقط فيها 24 قتيلا.

وقال شاهد ان المحتجين الذين رفعوا صور القتلى مطالبين بالثأر لهم هتفوا بسقوط الرئيس حسني مبارك وبخروجه من مصر أو محاكمته على أرضها.

تلفزيون: تعيين نائب لرئيس الوزراء المصري لتولي شؤون الحوار

قال التلفزيون الحكومي المصري ان عمر سليمان نائب الرئيس طلب من رئيس الوزراء احمد شفيق تعيين نائب لرئيس الوزراء من الحكماء يتولى شؤون الحوار الوطني غداة تعهد الرئيس حسني مبارك الذي يواجه احتجاجات شعبية ضد حكمه بالتمسك بالحوار مع القوى السياسية للخروج من الازمة.

وقالت قناة النيل للاخبار في شريط الاخبار على شاشتها " سليمان يطلب من شفيق تعيين نائب لرئيس مجلس الوزراء من الحكماء ليتولى شؤون الحوار الوطني."

وتسعى الحكومة المصرية من خلال تقديم تنازلات متتالية الى احتواء الانتفاضة الشعبية التي بدأت قبل 18 يوما مطالبة بانهاء حكم مبارك المستمر منذ 30 عاما.

وشكلت لجنة حكماء تضم اكثر من عشر شخصيات مستقلة في محاولة لايجاد مخرج من الازمة.

وطلب مبارك في كلمة للامة يوم الخميس عبر التلفزيون تعديل خمس مواد دستورية والغاء مادة سادسة لتوسيع الحريات كما فوض صلاحياته لنائبه سليمان واكد انه لن يترشح ثانية للرئاسة وتمسك بالحوار لايجاد مخرج للوضع الحالي في البلاد. لكن حشود المحتجين في ميدان التحرير بوسط القاهرة رفضوا تعهداته وطالبوا برحيله عن السلطة.

جماعة الاخوان المسلمون ترفض خطاب مبارك وبيان نائبه

رفضت جماعة الاخوان المسلمون في مصر في بيان اليوم الجمعة الخطاب الذي القاه مساء امس الخميس الرئيس المصري حسني ومبارك والبيان الذي أدلى به نائبه عمر سليمان بعيد فترة قصيرة.

وصنف البيان ما أعلنه مبارك عن تفويضه "نائبه فى كل صلاحياته.. ضمن منظومة الأحاديث الخادعة التى يريد بها أن يلتف على مطالب الجماهير وعلى رأسها تنحيه الكامل عن الحكم"، وحذر البيان من أن "الجماهير سوف تظل فى ثورتها حتى تتحقق مطالبها".

وانتقدت الجماعة إذاعة بيان سليمان بعد خطاب مبارك، معتبرة أن نائب الرئيس "قدم نفسه باعتباره امتدادا للنظام ورئيسه". وحث البيان الرئيس المصري على التنحي "مختارا قبل أن يرحل مكرها"، مطالبا الشعب المصري بالاستمرار في "ثورته لانه يواجه نظاما يراهن على نفاد صبره وقصر نفسه".

اعتصام أمناء شرطة مصريين بمطار القاهرة للمطالبة بتحسين اوضاعهم

اعتصم عشرات من أمناء الشرطة الجمعة في مطار القاهرة مطالبين بتحسين أوضاعهم ورفضوا استلام اعمالهم، مع انتشار أعمال العصيان والاعتصامات بالمطار.

صرحت مصادر أمنية بالمطار ان الأمناء تجمعوا بالمطار ورفضوا استلام أعمالهم لمدة 90 دقيقة احتجاجا على أوضاعهم وتوجه إليهم بعض القيادات الأمنية واستمعوا لمطالبهم ومنها تحسين مرتباتهم وإضافة ضمان الجوازات إليهم وتوفير وجبة طعام للورديات التي تعمل 24 ساعة. ووعدتهم القيادات ببحث طلباتهم وعادوا إلى أعمالهم.

وقالت إنه لم يعد هناك ما يهدد بحدوث فوضى في المطار حيث شهد المطار ست مظاهرات احتجاجية مختلفة من العاملين بشركات الطيران. ومن بينها تنظيم العشرات من عمال النظافة التابعين لشركة خاصة مظاهرة للمطالبة بتعيينهم في وزارة الطيران المدني فيما يهدد بحدوث انفلات أمني وفوضى خطيرة.

التظاهرات حاشدة

تعهد المحتجون المصريون الغاضبون لرفض الرئيس حسني مبارك التنحي بالتحرك في مسيرة من ميدان التحرير بوسط القاهرة الى قصر الرئاسة الجمعة مما يثير المخاوف من حدوث مواجهة بين الجيش والمتظاهرين.

جاء ذلك فيما واصلت حشود المتظاهرين الانضمام الى عشرات الالاف من المعتصمين في ميدان التحرير استعدادا لمظاهرة مليونية جديدة في الميدان عقب صلاة الجمعة التي اطلق عليها المتظاهرون "جمعة التحدي".

وتوقع ابراهيم نور( 28 سنة) تزايد اعداد الزاحفين الى الميدان بعد صلاة الجمعة بمئات الالاف في اليوم الثامن عشر للثورة المصرية ليصل عددهم في عصر الجمعة لما يزيد على مليون متظاهر.

واضاف ان اخرين سينضمون الى متظاهرين في عدة انحاء بالقاهرة امام مبنى التلفزيون بكورنيش النيل، ومبنى البرلمان المصري، القريب من ميدان التحرير، وامام القصر الرئاسي، بحي مصر الجديدة.

ومن المتوقع ان ينضم المزيد من علماء الأزهر الى ميدان التحرير في مسيرة تنطلق من الجامع الأزهر.

واستند متظاهرون في توقعاتهم بان يتجاوز عددهم المليون الى خطابي الرئيس ونائبه الخميس واللذين صبّا مزيدا من الزيت على نار المتظاهرين الغاضيبن.

وتجمع عشرات الآلاف من المحتجين المناهضين لمبارك في ميدان التحرير قبل صلاة الجمعة في حين رابض الجنود في دبابات وعربات مدرعة في ما وصفه منظمون بأنه اكبر استعراض للغضب خلال 18 يوما من الاحتجاجات.

وفي بيان تمت تلاوته على التلفزيون المصري في الساعة 12 ظهرا أعلن الجيش أنه سيضمن إنهاء حالة الطواريء السارية في البلاد منذ 30 عاما حين تنتهي الظروف الراهنة المتمثلة في الاحتجاجات لكنه لم يعط إطارا زمنيا.

وأضاف البيان ان الجيش سيضمن إجراء التعديلات الدستورية الى جانب إجراء انتخابات حرة ونزيهة ودعا الى عودة الحياة الى طبيعتها.

وأثارت المواجهة التي تزداد توترا بعد اضطرابات مستمرة منذ 18 يوما المخاوف من وقوع أعمال عنف في اكبر دولة عربية من حيث عدد السكان وحليفة الولايات المتحدة في منطقة غنية بالنفط حيث أقلق احتمال أن تمتد الفوضى الى دول شمولية أخرى الغرب.

وقال شاهد من رويترز إن عشرات المحتجين تجمعوا امام قصر الرئاسة في القاهرة اليوم ودعوا الى إسقاط النظام ولم يتدخل الجيش لتفريقهم. وتفصل الأسلاك الشائكة وست دبابات وعربات مدرعة بينهم وبين القصر.

من ناحية أخرى بدا الرئيس الأمريكي باراك أوباما غير راض عن التنازلات الأخيرة التي قدمها مبارك قائلا إن عليه شرح التغييرات التي يجريها وبذل مزيد من الجهد لطرح مسار نحو الديمقراطية.

وبعد أن اصدر الجيش بيانا امس فسره البعض بأنه تحرك من الجيش لإزاحة مبارك العسكري السابق (82 عاما) من الحكم الذي يتولاه منذ 30 عاما عمت الفرحة التجمعات الحاشدة في القاهرة ومدن أخرى ترقبا لإعلان الرئيس المصري تنحيه في خطاب موجه للأمة يبثه التلفزيون.

غير أنه بعد دقائق من بدء البث كانوا يلوحون بأحذيتهم وأخذوا يطلقون السباب في حين اندمج الرئيس في شرح مطول لدوره في الإشراف على الترتيبات الدستورية قبل أن يترك الحكم بحلول موعد انتخابات الرئاسة التي تجري في سبتمبر ايلول مثلما قال الأسبوع الماضي.

وأشاد بالشباب المحتجين الذين يصفونه بأنه دكتاتور فاسد ومتوحش. وقال مبارك إن مطالبهم "عادلة ومشروعة" وعبر عن تعاطفه مع أسر القتلى البالغ عددهم 300 او اكثر الذين أزهقت أرواحهم على أيدي قواته.

وأضاف "أقول لعائلات هؤلاء الضحايا الأبرياء إنني تألمت كل الألم من أجلهم مثلما تألمتم وأوجع قلبي كما أوجع قلوبكم." وفي الختام قال إنه سيفوض صلاحياته لنائبه الجديد عمر سليمان.

ثم أطل سليمان (74 عاما) رئيس المخابرات السابق الذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع الولايات المتحدة واسرائيل عبر شاشات التلفزيون ووعد "بخارطة طريق" نحو انتخابات ديمقراطية.

غير أن المتظاهرين الذين ما كانوا ليحلموا بالحصول على هذه التنازلات لم يشعروا بالرضا وقالوا إنهم سيستمرون وأعدادهم ربما بمئات الآلاف في الضغط من أجل رحيل مبارك فورا وإنهاء النظام الذي يهيمن عليه الجيش الذي يحكم البلاد منذ ستة عقود.

وقال اليوت ابرامز نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق " أخشى ما أخشاه أن ينقسم الجيش اذا لم تنته المظاهرات. ربما يكون هناك القادة الشبان الذين لا يريدون الغرق مع السفينة."

وأضاف "اذا زادت المظاهرات... فإنك تضع الجيش مرة اخرى في مواجهة الاختيار الذي سعى لتجنبه وهو إخماد المظاهرات او التخلص من مبارك. استطاع الجيش حتى الآن تجنب هذا الاختيار لكن اذا بقي الناس في الشوارع فسيكون عليه الاقدام على هذا الاختيار."

وحث رجل الأعمال نجيب ساويرس رئيس مجلس ادارة شركة اوراسكوم تليكوم وأحد أعضاء لجنة الحكماء التي تحاول الوساطة للخروج من الأزمة على إنهاء الاحتجاجات.

وقال لقناة العربية إن استمرار هذه الفوضى سيؤدي الى الدمار وعبر عن أمله في أن يرحل المحتجون مشيرا الى أنه يجب الحفاظ على كرامة الرئيس.

غير أن محمد البرادعي الفائز بجائزة نوبل والدبلوماسي السابق بالأمم المتحدة الذي يقود حركة سياسية ليبرالية كتب على موقع تويتر " مصر سوف تنفجر ويجب على الجيش إنقاذ البلاد الآن."

وقال حسن نافعة المعلق وأحد منتقدي الحكومة "مازال مبارك يمسك بأعنة السلطة ويمكنه بسهولة وفي أي وقت أن يسترد السلطات الرئاسية من سليمان."

وسيلعب الجيش من قادة الجيش المسيسين الى المجندين وصغار الضباط دورا رئيسيا في ما يحدث بالمرحلة القادمة.

وقالت روزماري هوليس بجامعة سيتي في لندن "يمثل هذا مأزقا حقيقيا للجيش... سيسمحون للمتظاهرين بتصعيد مظاهراتهم حتى يؤكدوا وجهة النظر بأنه لابد أن يرحل مبارك ويعني هذا أن الجيش على خلاف مع مبارك. المتظاهرون محبطون جدا وستقع أعمال عنف."

وقال روبرت سبرينجبورج من كلية الدراسات العليا البحرية الأمريكية "هم لا يخاطرون فقط بتماسك الجيش... بل بوقوع حرب اهلية."

ومنذ البداية قام نهج واشنطن تجاه الاضطرابات على الأهمية الاستراتيجية لمصر وهي دولة عربية نادرة لم يعد بينها وبين اسرائيل عداء وهي حامية قناة السويس التي تربط بين اوروبا واسيا وتمثل قوة رئيسية في مواجهة الأصولية الإسلامية بالشرق الأوسط.

وبعد أن تكهنت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.ايه) بأن مبارك على وشك التنحي قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما قبل أن يتحدث الرئيس المصري إن الولايات المتحدة ستدعم "انتقالا منظما وحقيقيا إلى الديمقراطية في مصر."

وربما تعبر واشنطن عن انزعاجها اذا سيطر الجيش على الحكم كما أنها لا تريد أن يحكم الإسلاميون.

وعقب الخطاب قال أوباما في بيان "جرى ابلاغ الشعب المصري بأن هناك انتقالا للسلطة ولكن لم يتضح بعد أن هذا الانتقال سيكون فوريا أو ملموسا أو كافيا."

وضغطت واشنطن على مبارك للإسراع بوتيرة الإصلاح لكنها لم تطالب باستقالة رئيس مصر الموقعة على معاهدة للسلام مع اسرائيل عام 1979 ولها جيش يتلقى معونات أمريكية قيمتها نحو 1.3 مليار دولار في العام.