القس جونز ماض في خطة حرق القرآن

تاريخ النشر: 09 سبتمبر 2010 - 09:29 GMT
القس جونز يؤكد للصحفيين عزمه المضي قدما في خطة حرق القرآن/أ.ف.ب
القس جونز يؤكد للصحفيين عزمه المضي قدما في خطة حرق القرآن/أ.ف.ب

قال راعي كنيسة أميركي مغمور أثارت خططه لحرق المصحف في ذكرى 11 من ايلول / سبتمبر  إدانة دولية يوم الأربعاء إنه سيمضي قدما فيما يخطط له على الرغم من التحذيرات الرسمية الأميركية من أن ذلك سيعرض القوات الأميركية في أفغانستان والعراق للخطر.

ويواجه القس تيري جونز -وهو راعي كنيسة بروتستانتية صغيرة في غينسفيل بولاية فلوريدا تنشط علنا لمناهضة ما تسميه "الاسلام المتشدد"- سيلا من النداءات من المسؤولين الحكوميين والقادة العسكريين والزعماء الدينيين في الولايات المتحدة وفي الخارج لإلغاء خططه لإحراق المصحف علنا.

وقال لتلفزيون "سي.بي.إس": "نعم ما زلنا عازمين على فعل ذلك".

وأضاف أنه يريد أن يبعث حرق القرآن "تحذيرا" لمن سماهم بالمسلمين المتشددين الذين قال إنهم عازمون على ممارسة نفوذ على الولايات المتحدة.

وقال: "نوجه رسالة لهم بأننا لا نريدهم أن يفعلوا مثل ما يبدو انهم يفعلونه في أوروبا. نريدهم أن يعلموا أنهم متى كانوا في أميركا فعليهم أن يخضعوا لقانوننا ودستورنا ولا يفرضوا جدول أعمالهم تدريجيا علينا".

ودعا الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانغ يودويونو اليوم الخميس نظيره الاميركي باراك اوباما الى منع القس من تنفيذ دعوته الى احراق المصحف.

وأثار الحرق المزمع للمصحف في الذكرى التاسعة لهجمات 11 من ايلول / سبتمبر إدانة عالمية وأشعل فتيل احتجاجات في أفغانستان واندونيسيا أكبر الدول الإسلامية سكانا.

وقال جونز -وهو مؤلف كتاب عنوانه "الاسلام من الشيطان"- للصحافيين في تصريح مقتضب في فناء كنيسته: "لسنا مقتنعين بان التراجع هو الصواب".

واضاف: "حرق القران هدفه لفت الأنظار الى ان شيئا ما خطأ".

وقال في إشارة إلى هجمات 11 ايلول / سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة: "يجب أن نهب ونكافح الارهاب".

ويتزامن الحرق المزمع للقرآن أيضا مع قرب انتهاء شهر رمضان وفي ظل احتدام التوتر بالولايات المتحدة بشأن مشروع مقترح لبناء مركز ثقافي إسلامي ومسجد قرب موقع هجمات 2001 على مركز التجارة العالمي في نيويورك.

ويقول منتقدو مشروع بناء المركز الاسلامي انه لا يراعي الحساسيات بالنسبة الى اسر ضحايا الهجمات التي نفذها متشددون إسلاميون.

ومع تنامي الغضب في أفغانستان وضعت الشرطة في حالة تأهب تحسبا لاحتجاجات على الحرق المزمع للمصحف. وقالت الأمم المتحدة إن مثل هذا العمل "مستهجن". وانضم الفاتيكان يوم الأربعاء إلى الإدانة العالمية للإحراق المزمع للمصحف.

واثارت خطط جونز الذي سبق أن ألف كتابا عنوانه "الإسلام من الشيطان" مزيدا من الانتقادات من كبار المسؤولين العسكريين الأميركيين اليوم الأربعاء.

وفي وزارة الدفاع قال الناطق باسم الوزارة الكولونيل ديف لابان إن الوزير روبرت غيتس أبلغ الموظفين في اجتماع صباحي أنه "يؤيد بشدة" وجهة نظر قادته العسكريين أن أي خطة لحرق المصحف قد تعرض حياة أمريكيين للخطر.

وقال الجنرال راي اوديرنو القائد السابق للقوات الامريكية في العراق إن حرق المصحف ليس من شأنه سوى استفزاز المتطرفين الإسلاميين وزيادة التهديدات للقوات الأميركية.

وقال لتلفزيون "إن.بي.سي": "ما يفعله ذلك هو أنه يخدم تماما ما يريدونه. وسيتسغلون ذلك لتوليد مزيد من الكراهية. ويحتمل أن يتحول ذلك إلى مزيد من العنف ضد القوات الأميركية".

وحذر من أن صدى صور أي حرق للمصحف سيدوي على الفور في العالم الإسلامي.

واضاف: "أعتقد أنه ستكون هناك بعض الردود. أعتقد أنكم بدأتم ترون بعضها بالفعل. وأشعر بالقلق من أنها ستتحول إلى عنف ضد قواتنا في العراق وأفغانستان ومناطق أخرى ايضا."

وقال اثنان من أكبر القادة العسكريين في أفغانستان إن خطة حرق المصحف تهدد بتقويض جهود الرئيس باراك أوباما للتواصل مع مسلمي العالم.

وقال وزير الدفاع الكندي بيتر ماكاي الذي تنشر بلاده نحو 3000 جندي في أفغانستان في بيان: "هذه المبادرة مهينة للمسلمين وللكنديين من كل الأديان الذين يفهمون أن حرية الاعتقاد وحرية الدين أمر أساسي لنمط حياتنا".

وانتقد عدد من كبار المسؤولين في حكومة أوباما ومن بينهم وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الحرق المزمع للمصحف وعبر زعماء مسيحيون ويهود عن استيائهم أيضا.

وفي باكستان قالت الممثلة أنجلينا جولي يوم الأربعاء إنها "لا تجد كلمات" تعبر عن معارضتها لتلك الخطط. وكانت جولي الفائزة بجائزة أوسكار تزور باكستان لتسليط الضوء على محنة الملايين من منكوبي الفيضانات التي شهدتها البلاد.

وتقول السلطات في غينسفيل إنها تعزز اجراءات الأمن الخاصة بالحدث المقرر يوم السبت في كنيسة جونز المسماة "مركز الحمائم للتواصل العالمي".

وتقول الشرطة المحلية إنه من المعتقد أن عدد أتباعها يبلغ نحو 30 فردا فقط.

وقال مسؤولون في هيئات إنفاذ القانون إن جونز تلقى عدة تهديدات بالقتل أحدها قيل أنه من "منظمة إرهابية" معروفة وإن مكتب التحقيقات الاتحادي ووكالات اتحادية يعملون مع السلطات في غينسفيل.

ويقول المسؤولون الأميركيون إن الدستور يكفل حرية التعبير والتجمع والعقيدة وإن هذا يمنعهم من حظر هذا الحدث.

لكن السلطات المحلية حذرت جونز من أنه سينتهك قوانين المدينة إذا مضى قدما من دون الحصول على الاذن اللازم. ورفض مسؤولو المدينة بالفعل منحه إذنا بالإحراق.

وفي إيران أثار الحرق المزمع للمصحف احتجاج رجل دين بارز. وقال آية الله العظمى لطف الله الصافي الكلبايكاني لوكالة الطلبة الإيرانية للأنباء: "إنني و1.5 مليار مسلم ندين هذه الروح الوحشية والهمجية... وأحذر من عواقبها. إذا حدث ذلك، ينبغي أن يحاكم أوباما بسببه ويعتقل هذا القسيس فورا ويجب أن تغلق كنيسته إلى الأبد".