توالت ردود الفعل على الاحداث الجارية في مصر، ففيما قام اسلاميون في شمال لبنان بمسيرة تضامن مع المعارضين لحكم مبارك برزت ردود فعل عربية واسلامية اخرى.
مسيرة اسلامية في شمال لبنان تؤيد تظاهرات مصر وتدعو الى "الاطاحة بالطغاة"
نظم "حزب التحرير" الاسلامي اليوم الجمعة مسيرة في شمال لبنان تاييدا للتظاهرات المناهضة للرئيس حسني مبارك في مصر ودعت الى "الاطاحة بالطغاة" و"اقامة الخلافة الراشدة".
وسار حوالى 300 شخص يرفعون اعلاما سوداء كتب عليها عبارة "لا اله الا الله" عقب صلاة الجمعة من جامع المنصوري الكبير في طرابلس، نحو وسط المدينة حيث نفذوا اعتصاما.
وردد المشاركون في الاعتصام هتافات بينها "الامة تريد خلافة اسلامية"، و"يا جيوش المسلمين هبوا لنصرة هذا الدين"، ورفعوا لافتات كتب عليها "الامة تقرر نهاية عهد الطغاة"، و"هذا زمانك يا امة الاسلام".
وقال الشيخ محمد ابراهيم العضو في الحزب "ايها الحكام ايها الظالمون الناس مسلمون وما لم يحكموا باسلامهم (...) فلن يستقر حاكم ظالم على قدميه".
وكان الحزب ذكر في دعوته الى الاعتصام التي نشرها موقعه الالكتروني على الانترنت ان "حزب التحرير - ولاية لبنان يدعوكم الى كلمة حق ووقفة عز تعبر عن وحدة الامة وتستنهض المسلمين للاطاحة بالطغاة واقامة الخلافة الراشدة".
وأسس "حزب التحرير" في 1953 رجل دين فلسطيني من القدس هو تقي الدين النبهاني وانتشر لاحقا في دول عدة عربية واسلامية رغم حظره في معظمها، وهدفه اقامة "دولة الخلافة" اي دولة اسلامية واحدة تضم كل البلدان الاسلامية ويشكل لبنان "ولاية" فيها.
وقد حصل هذا الحزب السني في لبنان على "علم وخبر" في العام 2006 من وزارة الداخلية. وتشهد مصر انتفاضة شعبية غير مسبوقة للمطالبة برحيل حسني مبارك.
وتنظم مجموعات شبابية لبنانية منذ الجمعة الماضي تظاهرات امام السفارة المصرية في بيروت مؤيدة للتحرك الشعبي في مصر.
مجموعة عمل مغربية تدعو إلى وقفة تضامنية مع المصريين
دعت مجموعة العمل الوطنية المغربية لمساندة العراق وفلسطين التي تضم ممثلين عن محتلف الأحزاب والجمعيات والنقابات إلى تنظيم وقفة تضامنية مع الشعب المصري مساء الجمعة تحت شعار "ارحل يا مبارك .. إن مصر لن ترحل".
وجاء في بيان أصدرته المجموعة الجمعة أن "مصر تعيش على وقع ثورة شعبية غير مسبوقة وأنه لحظة بلحظة يؤكد الشعب المصري أنه مصمم على أن تصل الثورة إلى مداها الذي ليس أقل من إسقاط النظام الذي جثم على أنفاس المصريين أكثر من ثلاثة عقود من الزمن وحمى الفساد والمفسدين وزور الانتخابات وقمع الحريات واختطف وعذب وجوع".
وذكر البيان أن هذا النظام "شارك في حصار أهل غزة وفي تزويد الكيان الصهيوني بالغاز المصري وبما يحتاجه لشد الخناق على الشعب الفلسطيني المقاوم وفي خلق ورعاية ما يسمى بمحور الاعتدال الذي ساهم في رفع الغطاء عن العراق وفي التآمر والمشاركة في العدوان عليه وفي التطبيع مع الصهاينة ومحاربة مقاومة الاحتلال حيثما وجدت .. واللائحة طويلة".
وقال البيان: " بقدر إصرار الشعب المصري على إسقاط النظام، بدءا من رحيل حسني مبارك وعلى تحقيق الديمقراطية والكرامة والمساواة ومحو عار العمالة للكيان الصهيوني والإدارات الأميركية المتعاقبة بقدر ما يصر النظام القائم على التمسك بالبقاء على رأس شعب خرج الملايين من أبنائه مطالبين بإسقاط النظام إلى درجة أن حسني مبارك مارس سياسة الإحراق ، إما أنا أو لتحترق مصر بأكملها وسخر نظامه ما يعرف بالبلطجية من ذوي السوابق ورجال الأمن بلباس مدني للاعتداء على المتظاهرين المسالمين في محاولة لترهيب الشعب وإيقاف ثورته أو الالتفاف عليها فارتكبت جرائم في حق الشعب المصري ترقى إلى الجرائم ضد الإنسانية".
وأضاف البيان: "لكن أبناء مصر أثبتوا جدارتهم للحرية والكرامة ولم تنفع معهم كل وسائل الإجرام والإعتداء والتي لم تزدهم إلا تصميما على مواصلة ثورتهم وإذكاء لهيبها ورفع سقف مطالبهم من المطالبة بالرحيل إلى المطالبة بالمحاكمة".
المرجعية الشيعية تحذر من مخاطر الغليان الشعبي في البلدان العربية
حذرت المرجعية الشيعية العليا في العراق بزعامة علي السيستاني الجمعة من أن مايجري من غليان شعبي في بعض الدول العربية قد يطال الدول التي تعتمد النهج الديمقراطي.
وقال ممثل السيستاني الشيخ عبد المهدي الكربلائي، أمام آلاف من المصلين في صحن الإمام الحسين خلال خطبة صلاة الجمعة وسط مدينة كربلاء "لاشك أن الجميع يطلع هذه الأيام على مايجري من غليان شعبي وغضب شعبي عارم في بعض الدول العربية التي ابتدأت بتونس ضد الانظمة الحاكمة في تلك البلدان".
واضاف "من الضروري ان تدرس الحكومات جميعا حتى الحكومات التي تعتمد النهج الديمقراطي في نظامها السياسي الأسباب الاساسية التي ادت الى حصول هذا الغضب الشعبي العارم والذي أدى إلى هذا الغليان الجماهيري ضد الانظمة السياسية في تلك البلدان وان تستخلص الدروس والعبر من هذه الاحوال والأوضاع".
وحذر الكربلائي من خطورة "وجود فوارق كبيرة اجتماعية ومعيشية ومالية بين طباقات المجتمع لانه لايكفي ان يكون البلد ديمقراطيا في ظل وجود فوارق كبير بين الناس بين الطبقات المترفة والطبقات الفقير والمسحوقة ولابد من محاربة الفساد المالي والاستبداد السياسي ولابد من تقليل الفوارق الاجتماعية من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية".
السلطة الفلسطينية تنفي حظر الاحتجاجات المرتبطة بأحداث مصر وتونس
نفت السلطة الفلسطينية الجمعة أنها فرضت حظرا على تنظيم الاحتجاجات المرتبطة بالأحداث الجارية في مصر وتونس، قائلة إنه سيتم السماح بتنظيم كافة الاحتجاجات المرخصة.
وكان اللواء عدنان الضميري، المفوض السياسي العام والناطق الرسمي باسم المؤسسة الأمنية الفلسطينية، قال الخميس في بيان إنه تم حظر كافة المظاهرات المرتبطة بمصر أو تونس، بغض النظر عن أي جانب تدعمه.
وأوضح الضميري أن المؤسسة الأمنية حظرت التجمعات المرتبطة بأحداث مصر وتونس، دعما لهذا الطرف أو ذاك، على قاعدة أن منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية تحظران التدخل في الشؤون الداخلية للدول، عربية كانت أو أجنبية.
غير أن المتحدث باسم السلطة الفلسطينية غسان الخطيب قال لوكالة الأنباء الألمانية الجمعة إنه لم يتم فرض حظر على الاحتجاجات.
وجاءت تصريحات الخطيب خلال اتصال هاتفي من فرنسا، حيث يرافق رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض في زيارة له للبلاد.
ويذكر أن السلطة الفلسطينية فرقت في وقت سابق الأسبوع الجاري عدة مظاهرات صغيرة بمدينة رام الله في الضفة الغربية تدعم الشعب المصري. ولم يتم السماح سوى بمظاهرة واحدة ينظمها نحو خمسة أشخاص يؤيدون الرئيس المصري حسني مبارك.
وقال الخطيب إنه ليس هناك أي قرار ضد المظاهرات والتعبير عن الرأي، موضحا أن السلطة الفلسطينية لا يسرها الطريقة التي تعاملت بها قوات الأمن مع المحتجين.
وشدد على أن السلطة الفلسطينية أصدرت تراخيص لمظاهرتين مقررتين غدا السبت في رام الله وبيت لحم لدعم مطالب المحتجين المصريين بشأن الإصلاحات والعدالة الاجتماعية.
ودعا الكثير من الجماعات السياسية الفلسطينية أنصارها إلى الانضمام للمظاهرتين.
