«الاحتياطي الفيدرالي» يعتزم طمأنة الأسواق الأربعاء

تاريخ النشر: 16 مارس 2020 - 07:47 GMT
«الاحتياطي الفيدرالي» يعتزم طمأنة الأسواق الأربعاء
مجلس الاحتياطي الفيدرالي
أبرز العناوين
من المنتظر أن يستخدم "الاحتياطي" سلاحه التقليدي لمواجهة الأزمة، والمتمثل في خفض نسب الفائدة كما يتوقع أغلب المحللين

يعقد مجلس الاحتياطي الفيدرالي اجتماعا ماليا الأربعاء المقبل في مسعى لإقناع الأسواق والشركات والمستهلكين باستعداده لفعل كل شيء للحد من تأثير فيروس كورونا المستجد، رغم أن أدواته ليست مهيأة كما يجب لمواجهة هذا التهديد غير المسبوق.

ومن المنتظر أن يستخدم "الاحتياطي" سلاحه التقليدي لمواجهة الأزمة، والمتمثل في خفض نسب الفائدة كما يتوقع أغلب المحللين، ويمكن لرئيسه جيروم باول أن يمضي حتى خفض النسبة إلى صفر على غرار عدة بنوك مركزية.

ويسمح خفض نسب الفائدة بتقليص تكلفة الدين وبالتالي دفع الاستهلاك، ويهدف ذلك لدعم الاقتصاد خلال أزمة تقليدية، لكن لا شيء يضمن أن يكون ذلك فاعلا في مقاومة هذه الأزمة غير المسبوقة.

والتحدي الذي يواجه "الاحتياطي الفيدرالي" كبير، إذ إن الاقتصاد الأمريكي مهدد بالركود بعد ما شهدت بورصة وول ستريت أسوأ أيامها الخميس الماضي منذ انهيار سوق الأسهم عام 1987.

من جانبه، انتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أمس التدابير التي اتخذها "الاحتياطي الفيدرالي" (المصرف المركزي) من أجل التصدي للتداعيات الاقتصادية لفيروس كورونا المستجد مبديا أنها ليست بـ"الحزم" المطلوب، مشددا في المقابل على عدم وجود نية لديه لاستبدال رئيسه الذي غالبا ما ينتقد رئيس البيت الأبيض أداءه.

وبحسب "الفرنسية"، قال ترمب في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، إن "مجالس إدارات مصارف مركزية أخرى ودولا أخرى تتخذ تدابير أكثر حزما من الاحتياطي الفيدرالي".

وأضاف أن "معدلات الفائدة لدى تلك المصارف المركزية أدنى من معدل فائدة الاحتياطي الفيدرالي، أحيانا بنقطتين. وهذا الفارق كبير".

وتابع ترمب "لدينا العملة والقوة.. يجب ألا يكون معدل فائدة مصرفنا المركزي أعلى من معدلات فائدة المصارف المركزية للدول المنافسة لنا"، مشيرا إلى أن جيروم باول رئيس الاحتياطي الفيدرالي "اتخذ برأيي كثيرا من القرارات السيئة".

وترمب هو من عين باول رئيسا لـ"لاحتياطي الفيدرالي"، إلا أنه ينتقد مرارا قراراته، خاصة عدم تخفيض معدل الفائدة، الإجراء الذي من شأنه بحسب ترمب، إعطاء دفع للاقتصاد، وقال ترمب "لدي الحق في إقالة باول، لن أفعل ذلك، كلا لن أفعل ذلك".

وخفضت اللجنة التي تحدد سياسات "الاحتياطي الفيدرالي" الأسبوع الماضي معدل الفائدة الأساسي بنصف نقطة إلى ما بين 1.0 حتى 1.25 في المائة، في ظل ارتفاع منسوب القلق بشأن الفيروس وتداعياته على الاقتصاد العالمي.

واتخذ "الاحتياطي الفيدرالي" قراره من دون انتظار الاجتماع الاعتيادي للجنة المالية، التي عادة ما تلتئم الثلاثاء أو الأربعاء، خارجا بذلك عن تقليد اعتمده منذ أزمة عام 2008 الاقتصادية.

وعد ترمب أن تخفيضا إضافيا لمعدل الفائدة من شأنه أن "يسهل للغاية" عملية "إعادة تمويل" ديون الحكومة الأمريكية، منوها إلى أن "لدينا فرصا هائلة في الوقت الراهن، لكن جيروم باول لا يسهل الأمور علينا".

ويعتزم "الاحتياطي الفيدرالي" ضخ 1.5 تريليون دولار من السيولة في الأسواق المالية الأمريكية، لتهدئة حالة الهلع السائدة من جراء وباء "كوفيد-19".

ورغم انتقاداته المتكررة لـ"الاحتياطي الفيدرالي" أبدى ترمب ثقته بأن الاقتصاد الأمريكي سينتعش بشكل "هائل" فور انتهاء جائحة "كورونا".