تشهد أسعار المواصلات في مدينة القدس ارتفاعا ملحوظا ومفاجئا باستمرار، لتصبح مسألة تؤرق المقدسيين، وتشكل عبئا ماديا عليهم، في ظل قرارات سلطات الاحتلال، وغياب الرقابة على شركات المواصلات، ليصبح المقدسي فريسة لارتفاع الأسعار والضرائب والغرامات، وما يرافقهم من ثبات في راتبه البسيط.
قال الطالب حمزة طه والذي يأتي يوميا من عناتا إلى مدرسته في المدينة، “المواصلات ارتفعت كثيرا، وهي في ارتفاع مستمر، أحاول التوفير قليلا من خلال شراء كرت مواصلات بتكلفة (26شيقل) لخمسة أيام”، مبينا أن ذلك يشكل ضغطا ماديا كبيرا على أسرته.
من جهته، قال ثابت السلواني وهو موظف في أحد مؤسسات السلطة في القدس، “على الرغم من المسافة القريبة التي أقطعها إلا أنني أدفع عشرة شواقل وأربع أغورات يوميا، ما يشكل عبئا كبيرا وخاصة مع تأخر دفع الرواتب من السلطة، وكونها أيضا أقل من الرواتب الأخرى في المدينة”.
وأضاف السلواني، “أصبحت أخصص(300 شيقل) من الراتب فقط لمواصلاتي فقط، وهناك آخرون يعانون كثيرا، وخاصة ممن لديهم أبناء في المدارس يتنقلون يوميا بين المدينة وقراها”.
في ذات السياق، بين عبد الكريم أبو كامل، أن ارتفاع أسعار المواصلات في القدس مرتبط بقرارات سلطة الاحتلال، “تأثرنا كثيرا من ارتفاع الأسعار بشكل عام، فنحن ندفع ( 11شيقلا ) يوميا مقابل قدومنا من شعفاط، التي تبعد أقل من (14 دقيقة) عن المدينة”.
وفي لقاء مع طالبات مقدسيات في ساحة الباصات القريبة من باب العامود، تذمرن من ارتفاع أسعار المواصلات التي تشكل عبئا كبيرا على أسرهم، قالت دنيا زايد، “ارتفعت أسعار المواصلات (20 أغورة) ما بات يكلفنا عشرة شواقل وأربع أغورات يوميا من بيت حنينا إلى مدرستنا في المدينة”، وأكدت وزميلاتها مرح حلاق و ملاك أبو فرة على أن اختلاف المستويات المعيشية بات واضحا بفعل ارتفاع الأسعار في المدينة بشكل عام ويؤثر على نفسيتهم.
من جهة أخرى، تفرض شركة المواصلات على المواطن استخدام الأغورات، والتي لم تعد متبادلة في الأسواق، يقول سعيد نمر، “السائق يسبب لنا الإحراج أمام الركاب إذا لم نرفق الأغورات مع المبلغ المطلوب”. مضيفا، “المحال العربية في القدس وخارجها يرفضون استخدام الأغورات، فالأغورة باتت لا تعني لنا شيئا، نلقيها على الأرض ومن يراها لا يلتقطها”.