أسواق المال الأمريكية: موسم الأرباح - إعصار من نوع آخر!

تاريخ النشر: 26 سبتمبر 2005 - 10:58 GMT

التعليق الأسبوعي للأسواق الأميركية
بقلم د. عمّار فايز سنكري وسالي عبد الوهاب

الأسبوع الماضي
تدنت  أسواق الأسهم الأميركية للأسبوع الثاني على التوالي، متأثرة بخوف المستثمرين من أن يكمل إعصار ريتا مسيرة إعصار كاترينا، فيلحق المزيد من الأضرار بمصافي تكرير النفط في جنوب الولايات المتحدة. وكان الاحتياطي الفدرالي قد أعلن يوم الثلاثاء رفع سعر الفائدة بربع نقطة مئوية للمرة الحادية عشرة على التوالي، ولكن البيان الذي ألقاه عقب اجتماعه لم يلق صدىً طيباً لدى المستثمرين. فقد اعتبر أنّه بالرغم من تأثير إعصار كاترينا على النمو الإقتصادي، إلا أن مخاطر التضخم تبقى أكبر بكثير، وأن ذلك يحتم الاستمرار في رفع أسعار الفائدة. وبالطبع، لم يعجب ذلك المستثمرين الذين كانوا يأملون أن يتوقّف الاحتياطي عن رفع الفائدة عقب كاترينا.
على صعيد آخر، بدأت الشركات بإصدار تحذيرات بشأن أرباحها للربع الثالث من العام الجاري، استعداداً لانطلاق موسم الأرباح رسمياًَ في 10 أكتوبر. وقد حذرت شركة ألكووا لانتاج الألمنيوم من أن أرباحها ستكون أقل بكثير مما كانت تتوقع، نظراً لارتفاع أسعار المواد الأولية، وما قد يخلفه إعصار كاترينا من خسائر غير متوقعة.
هذا الأسبوع
نتوقع أن ترتفع الأسواق في أوائل هذا الأسبوع بعدما تبيّن أن إعصار ريتا لم يسبّب أضراراً بالقدر المتوقع. ومن المفترض أن تشهد الأيام القادمة بعض إعلانات الأرباح المبكّرة، إضافة إلى بعض التحذيرات من قبل عدد من الشركات بخصوص أدائها للربع الثالث. ومن الشركات التي ستعلن أرباحها هذا الأسبوع شركة والغرينز (WAG) يوم الإثنين، وشركة بيبسي (PEP) يوم الخميس. أما الأرقام الاقتصادية لهذا الأسبوع، فسيعكس معظمها مرحلة إعصار كاترينا وما بعده، وأهمها رقم ثقة المستهلك، وطلبيات السلع المعمرة لشهر أغسطس، ورقم شيكاغو الصناعي لشهر سبتمبر.
تطلعات
في وقت يتخوّف فيه المستثمر من الإعصارات الطبيعية ومدى تأثيرها على الاقتصاد، هناك إعصار من نوع آخر قد يعصف بالأسواق خلال الأسابيع القادمة، وهو إعصار أرباح الشركات. فمن المتوقع أن تكون إعلانات الأرباح للربع الثالث مخيّبة للآمال، وذلك ليس بسبب ارتفاع أسعار النفط والأضرار التي خلّفها إعصار كاترينا فحسب، بل بسبب عوامل أخرى إضافية تتعلّق بالاستهلاك، وهي:
1- صعوبة المحافظة على نسبة إنفاق المستهلك التي تعتبر مرتفعة بالمقارنة مع دخله.
2- وصول الانتفاخ في أسعار المنازل إلى ذروته، حتى بات الوضع يهدد بالانفجار. والجدير بالذكر أن هذا الانتفاخ قد دعم إنفاق المستهلك خلال السنوات الأخيرة.
3- نفاد التسهيلات الحكومية والمالية (Monetary and Fiscal) التي كانت متوفرة للمستهلك في السابق، وارتفاع سعر الفائدة الأسبوع الماضي للمرة الحادية عشرة في فترة 15 شهراً، ووصول العجز الحكومي إلى مستويات مقلقة.

© 2005 تقرير مينا(www.menareport.com)