كشفت الدراسة التي أطلقتها هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات المصرية ITIDA أثناء فعاليات معرض ومؤتمر "جايتكس دبي 2009" عن أن شركات الخليج العربي تعتمد بشكل متزايد على التعهيد حيث أن أكثر من نصف (52 %) الشركات الخليجية تقوم بتعهيد بعض عمليات تكنولوجيا المعلومات وتعهيد نظم الأعمال لشركات أخرى.
وجاءت الدراسة بغرض استكشاف سوق التعهيد الخليجي والكشف عن الاتجاهات الحديثة حول أفضلية وجهات التعهيد وأسباب اختيارها. وبالنظر إلى الدول التي قامت الشركات الخليجية بالتعهيد إليها، أكد 31 % من المبحوثين أن مصر هي الوجهة الثانية المفضلة لتعهيد أعمالهم اليها في الوقت الذي اعتبر معظم المبحوثين أن الهند هي الزعيم الحالي لصناعة التعهيد.
وتعتبر الحاجة إلى الرقابة على التكاليف وخفضها عاملا رئيسيا لقيام دول الخليج بالتعهيد وهو ما انعكس على وجهات نظر المبحوثين حول أهمية التكلفة والقدرة التنافسية في اختيار مقاصد التعهيد. وأعلن 92% ممن شملهم الاستطلاع أن التكلفة تصنف بوصفها عاملا في غاية الأهمية في عملية إتخاذ قرار التعهيد. ونوه 75% من المبحوثين إلى ضرورة ارتفاع قدرات من يتم التعهيد إليه في اللغة العربية وأن هذا يعطى لمصر ميزة خاصة أكثر من دول أخرى فى مجال التعهيد، بينما ربط 71% مصر بارتفاع قدراتها فى اللغة العربية.
وصرح الدكتور حازم عبد العظيم، الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات ITIDA معلقا على نتائج الدراسة والاستطلاع بأن زيادة ثقة شركات المنطقة في صناعة التعهيد يعتبر مشجعا وبخاصة أن هناك اهتماما متزايدا بمصر باعتبارها المقصد الأنسب لتعهيد الأعمال مما يبرهن على أن مصر تلبي مطالب شركات دول الخليج العربي فضلا عن التكلفة التنافسية في ظل المناخ الاقتصادي الحالي.
تخطو مصر خطوات واسعة لكي تتخذ موقعا رائدا في صناعة التعهيد عالميا لما تمتاز به من تكلفة تنافسية وموقع جغرافي متميز وقوى عاملة ذات مهارات لغوية متعددة. ولدى سؤال المبحوثين عن أسباب تعهيد الشركات لأعمالها إلى مصر، أكد 46% منهم على الحاجة إلى تقليل التكاليف و أكد 41% على توافر مهارات التحدث باللغة العربية بينما أجاب 22% بقرب موقعها الجغرافي.
وحددت الشركات الإماراتية الأسباب الثلاثة الأساسية التى تدفعها للاستعانة بمصر كمقصد للتعهيد، وهى انخفاض التكاليف بنسبة 53 %، و توافر مهارات التحدث باللغة العربية بنحو50 %، و موقعها الجغرافي بحوالي 26 % وهي أسباب تتفق مع النتائج الكلية لاستطلاع آراء شركات الخليج العربي ككل.
وتشابهت نسب استطلاع الرأي في المملكة العربية السعودية أيضا حيث جائت التكلفة المنافسة بنسبة 40% وتوافر مهارات التحدث باللغة العربية بنسبة 38% ومع ذلك فإن 23% من الشركات السعودية ترى في تعهيد أعمالها إلى مصر فرصة للإستفادة بالخبرات والمهارات المصرية وهو ماليس متوافر لديهم.
وأشار 23 % من المبحوثين في دول الخليج العربي إلى أن البنية التحتية وتخصيص مناطق للتعهيد تأتى على رأس أولويات شركات دول مجلس التعاون الخليجي عند التعهيد، وأن مصر بالفعل في وضع جيد من خلال القرية الذكية ومركز الاتصال بمنطقة المعادى المتخصصة في تقديم خدمات تكنولوجيا المعلومات بينما قام 89% منهم بتصنيف ذلك على أنه في غاية الأهمية.
وترى 79 % من شركات دول مجلس التعاون الخليجي المشاركة في الدراسة أنه من الضروري فهم الثقافات المحلية، فيما يرى 47 % أن هذه الميزة مرتبطة بمصر، وذلك بسبب قربها من دول مجلس التعاون الخليجي.
وأكدت الدراسة على الاهتمام المتزايد بتعهيد الأعمال إلى مصر حيث أكد 31% من المبحوثين على وضع مصر في عين الاعتبار كمقصد لتعهيد الأعمال مستقبلا.
وأكدت 27% من شركات الامارات العربية المتحدة عن اهتمامها بتعهيد أعمالها لمصر في المستقبل، بينما زادت النسبة إلى 33% في السعودية.
وأضاف الدكتور حازم أنه مع زيادة عدد الشركات التي تشيد بالتكلفة المنافسة للمديرين المصريين والأيدي العاملة الماهرة ذوي المهارات اللغوية المتعددة، تجعل مصر مركزا عالميا لتقديم خدمات التعهيد. بالإضافة إلى ذلك، تقدم مصر تكاليف منافسة لشبكات الاتصالات، وخدمات الإنترنت والكهرباء وإيجار المنشآت.
ولا تزال مصر تتمتع بالدعم القوي الذي تقدمه الحكومة المصرية والذي يتضمن مساعدة الشركات متعددة الجنسيات على إنشاء مراكز خدمات لها في القرية الذكية، الممتدة على 600 فدان والتي تمثل بيئة عمل متطورة على حدود القاهرة.
© 2009 تقرير مينا(www.menareport.com)