أوبك تؤكد تأثر جميع الدول بانخفاض أسعار النفط ولايوجد طرف مستفيد

تاريخ النشر: 06 أبريل 2016 - 09:15 GMT
منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"
منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"

أكدت لـ"الاقتصادية" مصادر في منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، أنه يخطئ كثيرا من يعتقد أن هناك من يقف مع دعم انخفاض الأسعار، أو أن دولا ما تستفيد أو تتعمد الإبقاء على الأسعار منخفضة، مشيرة إلى أن الحقيقة هي أنه لا أحد يستفيد أو سيستفيد من استمرار فترة انخفاض أسعار النفط الخام.

وقالت المصادر - فضلت عدم ذكر اسمها - إن كل أطراف صناعة النفط تأثروا كثيرا من انهيار الأسعار سواء بشكل مباشر أو غير مباشر لكن بدرجات متفاوتة، مشيرة إلى أن التداعيات والصعوبات الاقتصادية الناجمة عن ظروف السوق الراهنة كانت كثيرة وتكاليفها مرتفعة.

واستدلت المصادر على حديثها، بأنه بسبب بيئة الأسعار المنخفضة أصبحت منصات النفط غير مستغلة، والبنية التحتية المرتبطة بها تم إيقافها وفى بعض الأحيان تم تفكيكها وإيقاف خدمات الدعم، علاوة على أن الشركات النفطية التي كانت تنعم بالرواج والازدهار على مدى سنوات طويلة اضطرت أخيرا إلى اللجوء إلى التقشف الشديد وقامت بشطب الوظائف وتسريح الآلاف من الموظفين.

وأضافت المصادر، أن هذه الشركات نفسها لم يعد أمامها خيار سوى أن تقوم بتخفيضات خطيرة ومقلقة في مستويات الاستثمار في الطاقة الإنتاجية الأساسية، ما يهدد دون شك تحقيق مستقبل آمن في إمدادات الطاقة للمستهلكين، وهو يزيد التوقعات بحدوث ارتفاع حاد في الأسعار في المستقبل.

وأشارت إلى أن منظمة أوبك سبق أن أطلقت عديدا من التحذيرات من حدوث انهيار حاد في المعروض في المستقبل ومن ثم ارتداد الأسعار إلى الارتفاع بشكل حاد، ما يوجد أزمة عكسية في السوق، مشيرة إلى أن الارتفاع الحاد والانخفاض الحاد كلاهما غير صالح لاستقرار سوق النفط الخام ونموها.

وفى سياق متصل، واصلت أسعار النفط الخام أداءها السلبي لليوم الثالث على التوالي متأثرة بتصاعد المخاوف من تخمة المعروض، بعدما زادت القناعة في الأسواق بصعوبة توافق المنتجين أو التزامهم باتفاق لتجميد الإنتاج، وهو المقرر أن تجري مناقشته في الدوحة يوم 17 نيسان (أبريل) الجاري.

كما تسببت زيادة مخزونات البنزين وتراجع الطلب عليه لأول مرة منذ 14 شهرا في مزيد من الضغط على أسعار النفط التي سجلت مستويات قياسية في الانخفاض في منتصف شباط (فبراير) الماضي، ثم عاودت الارتفاع بقوة على مدار شهر ونصف الشهر لتكسب قرابة 50 في المائة إلا أن القلق المحيط بمواقف المنتجين جذب السوق إلى الانخفاض.

ولم تستفد السوق من التراجع الحاد في سعر صرف الدولار أمام بقية العملات الرئيسة، حيث سجل مستوى هو الأدنى في 17 شهرا، وكان من المفترض أن يمثل ذلك أكبر داعم للأسعار، خاصة أنه يتواكب من استمرار توقف الحفارات الأمريكية وتقلص المعروض النفطي الأمريكي، إلا أن المخاوف من تخمة المعروض ومن زيادة صادرات إيران وروسيا ودول "أوبك" بشكل عام جذبت الأسعار نحو انخفاضات قياسية جديدة.

من جهته، قال لـ"الاقتصادية" ماركوس كروج كبير محللي "أيه كنترول" لأبحاث النفط والغاز، إن السوق تتعرض لتقلبات سعرية متواصلة ومن الواضح أن انخفاض الأسعار لم يبلغ مداه كما توقع البعض، مشيرا إلى أن ضغوط تخمة المعروض أضاعت الفرصة على أسعار النفط للاستفادة من التراجع القياسي للدولار وتوقف الحفارات النفطية.

وأشار إلى أن السوق ستبقى متوترة ومتقلبة حتى 17 نيسان (أبريل) موعد اجتماع الدوحة، لحين بلورة مواقف نهائية وجادة للمنتجين بخصوص قضية تجميد الإنتاج، مشيرا إلى أهمية أن تتعاون الأطراف كافة لدعم استقرار السوق وتعافي الأسعار، من أجل مصلحة الصناعة، محذرا من أن فشل الاجتماع ستكون له تداعيات وخيمة على السوق .

ولفت إلى أن الشكوك في تثبيت الإنتاج أدت إلى خسائر نحو 2 في المائة في الأسعار خلال يوم واحد كما ظهرت بيانات سلبية عن تراجع الطلب الأمريكي على النفط بنحو 1 في المائة، مشيرا إلى وجود تحركات إيجابية للمنتجين لمواجهة الأزمة منها تقليل الدعم على الطاقة ومكافحة الفساد في القطاع النفطي في بعض الدول.

من ناحيته، أوضح لـ"الاقتصادية" الباحث البريطاني المختص في شؤون الطاقة رودولف هوبر، أن الإعلان عن لقاء محتمل بين علي النعيمي وزير البترول السعودي ونظيره الروسي ألكسندر نوفاك قبيل اجتماع الدوحة، يؤكد على الدور المحوري للبلدين في قيادة وإنجاح مفاوضات تجميد الإنتاج، مشيرا إلى أن روسيا كمنتج بارز ومفاوض ووسيط رئيس تسعى إلى تقريب وجهات النظر بين المنتجين.

وأضاف، أن العمل على استقرار سوق النفط وتعافي الأسعار وهو أمر تحيطه آمال كبيرة وواسعة يجب أن يجيء بالتوازي مع العمل على تنويع الموارد الاقتصادية وإعطاء دفعة أكبر لجهود تنمية الطاقة المتجددة، خاصة مع صدور توقعات من وكالة الطاقة المتجددة بأن منطقة الشرق الأوسط، يمكن أن تحقق مكاسب تتجاوز 750 مليار دولار من تطوير هذا القطاع.

من ناحية أخرى فيما يخص الأسعار، فقد هبطت أسعار النفط للجلسة الثالثة على التوالي أمس، مع تراجع الطلب على البنزين والشكوك المستمرة بشأن إمكانية توصل منتجي النفط الخام إلى اتفاق لتقليص تخمة المعروض.

ونمو استهلاك البنزين من أقوى الركائز التي عززت الطلب على منتجات الوقود في أمريكا الشمالية وآسيا وحدت من الاتجاه النزولي للخام الذي هوى نحو 70 في المائة منذ منتصف 2014 بسبب تخمة المعروض.

ويأتي هبوط الأسعار أمس بعد بيانات أظهرت تراجع الطلب على البنزين في الولايات المتحدة لأول مرة في 14 شهرا، بينما انخفض الطلب على النفط الأمريكي 1 في المائة في الشهر نفسه مقارنة به قبل عام.

وسجلت عقود أقرب شهر استحقاق لخام غرب تكساس الوسيط 35.51 دولار للبرميل في الساعة 06:52 بتوقيت جرينتش بانخفاض 19 سنتا عن آخر تسوية ونزل مزيج برنت الخام تسعة سنتات إلى 37.60 دولار للبرميل.

واستمرت أسعار النفط الخام في الانخفاض خلال تداولات أمس، ليتداول عند أدنى مستوياته في شهر في ظل استمرار المخاوف بشأن تخمة المعروض من النفط الخام في الأسواق العالمية، وذلك قبل اجتماع الدول المنتجة في الدوحة خلال الشهر الجاري.

وتداولت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي عند مستوى 35.44 دولار للبرميل، وذلك بعد أن سجلت أدنى مستوى في أربعة أسابيع عند 35.28 دولار للبرميل.

وبدأ الانخفاض الحالي في أسعار النفط الخام كحركة تصحيح في الأسعار، بعد أن سجلت أعلى مستوياتها في ثلاثة أشهر قبل أن تتزايد حدة الهبوط نتيجة التوقعات بعودة معدلات الإنتاج إلى التزايد لتسبب تخمة في المعروض العالمي.

اقرأ أيضاً: 

أوبك: علاج مشكلات السوق ليس مهمتنا لوحدنا.. 65 % من الإنتاج خارج المنظمة

أوبك تتوقع انخفاض انتاج المستقلين إلى 660 ألف برميل يوميا

أوبك تقلص توقعاتها لنمو المعروض من خارج المنظمة في 2015 بـ 420 ألف برميل يوميا

أوبك تتوقع ربيع نفطي قريباً

تفاوض روسيا و أوبك يشعل أسعار النفط