يتأثر قطاع النسيج الإسرائيلي من وقف العمل في منطقتي "إيريز" و"كارني" الصناعيتين في قطاع غزة عقب الأوضاع الأمنية في المنطقة.
فقد تم منع دخول العمال الفلسطينيين إلى المنطقة الصناعية "إيريز"، وكما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في موقعها على الإنترنت، منذ شهرين عقب فرض الإغلاق على المناطق الفلسطينية بعد اغتيال إسرائيل لزعيم حركة حماس، الشيخ أحمد ياسين. وقد انهارت بعض المصانع في هذه المنطقة، فيما قام البعض الأخر بتجنيد عمال إسرائيليين من المدن القريبة لها لإستبدال العمال الفلسطينيين.
أما منطقة "كارني" فلم تغلق رسميا، إلا أنها أوقفت فعلا عن العمل نظرا لوقوعها بين مدينة رفح، التي فرض عليها الإغلاق، ومدينة غزة، التي ينشط فيها الجيش الإسرائلي حاليا، ومعبر "كارني" الذي تم إغلاقه كذلك. ونتيجة لإغلاق المعبر لم تستطيع المصانع إخراج السلع من المنطقة لبيعها، كما أنه لا يستطيع العديد من العمال الفلسطينيون الذين يقطنون في رفح أن يصلوا إلى أماكن عملهم في مصانع المنطقة عقب نشاط الجيش الإسرائيلي في المدينة.
يذكر أن 21 مصنعا تعمل في منطقة "كارني" الصناعية حاليا، بعضها تحت ملكية إسرائيلية وبعضها الآخر تحت ملكية فلسطينية، وهذا مقابل 57 مصنعا عمل في المنطقة قبل اندلاع الانتفاضة. وتستخدم هذه المنطقة حاليا 652 عاملا. وخلال العام الماضي (2003) قامت المنطقة بتنفيذ 78 شحنات تصديرية و 99 شحنات استيرادية.
وعقب الإغلاق المؤقت لمنطقة "إيريز" الصناعية ووقف العمل فعلا في منطقة "كارني" قامت بعض مصانع النسيج بنقل أعمال الخياطة إلى داخل إسرائيل، وفقا لما ذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية في موقعها على الإنترنت.
ولأول مرة منذ السنوات العشر الأخيرة أوقفت موجة تسريح العمال الإسرائيليين في قطاع النسيج الإسرائيلي، حيث تم استيعاب 300 عامل للعمل في المصانع. ويستخدم هذا القطاع حاليا، وكما ذكر رئيس جناح النسيج والأزياء في إتحاد الصناعيين الإسرائيليين، رمزي غباي، نحو 27,800 عامل.
هذا، وقد ارتفع حجم صادرات قطاع النسيج والأزياء الإسرائيلي بمعدل 10% خلال الربع الأول من العام الحالي (2004) مقابل نفس الفترة من العام الماضي، ليبلغ 1.46 مليار شيقل (نحو 319 مليون دولار). كما ارتفعت مبيعات القطاع للسوق المحلية بمعدل %8 لتبلغ قيمتها 1 مليار شيقل ( نحو 218.4 مليون دولار).
ورغم هذه المعطيات المشجعة، أعرب عدد من مصممي الأزياء الإسرائيليين الذين كانوا يخيطون مجموعات أثيابهم في مصانع قطاع غزة لتقليص التكلفة، عن قلقهم من أن لا يستطيعون توفير الطلبات التصديرية المسجلة عندهم عقب وقف العمل في منطقتي "إيريز" و"كارني".
وأوضح هؤلاء المصممون أنه يصعب عليهم حل المشكلة بواسطة نقل أعمال لخياطة إلى داخل إسرائيل لعدم اليقين إذا ما سيتم افتتاح هاتين المنطقتين في الوقت القريب أم لا. إن نقل الخياطة إلى إسرائيل معناها دفع رواتب أعلى بكثير، وفي حال إعادة افتتاح هاتين المنطقتين في المستقبل القريب فإنهم لن يستطيعوا المنافسة في السوق. (البوابة)