إسرائيل – 30 مليون دولار أرباح مافيا العـاج
يبدو أن إسرائيل لم تكتف فقط بتدمير الاقتصاد الفلسطيني ولكنها سعت أيضاً إلى محاولة تدمير الاقتصاد الأفريقي والسيطرة على مصادره الطبيعية بما يحقق المكاسب لها، واصدر المعهد الاقتصادي الإسرائيلي في الثاني والعشرين من شهر مارس دراسة بعنوان 'إسرائيل المتحكم الأول في العاج الأفريقي' وهي الدراسة التي تكشف أن إسرائيل تعتبر فعلياً المسيطرة على تجارة العاج في قارة أفريقيا·
وأشارت الدراسة إلى أن التجار الإسرائيليين المنتشرين في القارة السمراء كونوا ما يشبه المافيا وتعاقدوا مع عدد من أمهر الصيادين لصيد الأفيال وقتل أكبر عدد ممكن منها للحصول على العاج وتصنيعه في إسرائيل وتصديره بعد ذلك إلى الدول الأوروبية والولايات المتحدة وهو ما يعود عليهم بأرباح وفيرة في النهاية·
بجانب سيطرة هؤلاء التجار على عمليات بيع وشراء العاج ليس فقط في ساحل العاج بل في كثير من الدول الأفريقية الأخرى وتكوينهم وبدعم من كبار المسؤولين الاقتصاديين في تل أبيب لما يشبه ' المافيا ' مع التجار المسيطرين على هذه التجارة· وتكشف الدراسة أن الأرباح السنوية لإسرائيل من جراء بيع المنتجات والحلي المصنعة من العاج وصل إلى قرابة ثلاثين مليون دولار سنوياً وهو رقم كبير للغاية خاصة وأن كيلو العاج المهرب حيث تحظر الحكومة العاجية قتل الأفيال الذي يبيعه العاجيين يصل إلي 26 دولار للكيلو، في حين يتراوح الكيلو الغير نقي أي الموجود به شوائب إلى 14 دولار للكيلو، وذلك حسب ما ذكرته صحيفة الإتحاد الإماراتية.
وتتصاعد نسب الأرباح التي يحصل عليها الإسرائيليين من العاج مع طلب عدد كبير من الدول الأوروبية له لاستخدامه كمادة خام لتصنيعه لديها، ويصل سعر كيلو العاج في هذه الحالة إلي قرابة 120 دولار وهو ما يظهر الأرباح التي تجنيها تل أبيب مع الفارق الكبير في الأسعار بين ما يبيعه العاجيين للإسرائيليين وما يحصل عليه الإسرائيليين أنفسهم بطريقتهم من جهة وبين السعر الذي يباع به من جهة أخرى·
اللافت أن الدراسة تؤكد أن هيئة التصدير الإسرائيلية تقوم حالياً بالإعداد لمؤتمر سنوي عام في تل أبيب يجمع بين كبار تجار العاج في أفريقيا والمصنعين له ليس فقط في إسرائيل بل في أوروبا للسيطرة على هذه التجارة واستمرار تحكم إسرائيل بها خاصة مع الأرباح التي تجنيها من ورائها.
وأشارت إلى أنها تنوي محاربة عمليات بيع العاج التي تجري خارج إسرائيل والتي تحدث في الغالب في السودان وغيرها من الدول الأفريقية المجاورة لساحل العاج حتى تكون تل أبيب المسيطر الأول على هذه التجارة· ومن ثم تعكس هذه الدراسة المحاولات الإسرائيلية للسيطرة على المصادر والمواد الخام الأفريقية بما يعود في النهاية بالفائدة على إسرائيل، الأمر الذي يمثل خطورة كبيرة يتوجب على كافة الدول الأفريقية الحذر منها حتى لا تتمتع إسرائيل وحدها في النهاية بهذه المصادر.
على صعيد ثان، يستدل من التقرير السنوي لبنك إسرائيل أن الاقتصاد الإسرائيلي يتواجد على مسافة بعيدة جداً من اقتصاد الدول الصناعية المتقدمة في العالم (ECDO)، والولايات المتحدة والكتلة الأوروبية. ويستدل من التقرير أن الناتج القومي للفرد في إسرائيل يقل بنسبة ملموسة عن الناتج الفردي في الدول المتطورة. وبلغ حجم الناتج القومي، في العام الماضي، 17 ألف دولار، بينما وصل الناتج القومي للفرد الواحد في الولايات المتحدة إلى 39.1 ألف دولار، وفي الكتلة الأوروبية إلى 27.7 ألف دولار، وفي الدول الصناعية إلى 31.2 ألف دولار.
وحسب المعطيات إرتفع الناتج الفردي الإسرائيلي بنسبة 2.5% في العام الماضي، مقابل 3.4% في الولايات المتحدة الأميركية، و1.4% في دول الاتحاد الأوروبي، و2.9% في الدول الصناعية.لكن وضع إسرائيل في مجال النمو يعتبر أفضل قليلاً، مقارنة بالدول الأخرى، حيث يتضح أن نسبة النمو ازدادت في العام الماضي، بنسبة 4.3%، مقابل 4.4% في الولايات المتحدة، و1.8% في التكتل الأوروبي، و3.6% في الدول الصناعية.أما في مجال البطالة فقد تجاوزت إسرائيل دول الاتحاد الأوروبي بنسبة بطالة تصل إلى 10.4% مقابل 8.8% في دول الاتحاد الأوروبي. أما في الولايات المتحدة فبلغت نسبة البطالة 5.5%، وفي الدول الصناعية 6.6%.أما فيما يتعلق بالتضخم المالي، فيتضح أن التضخم في إسرائيل بلغ 1.2%، في العام الماضي، مقابل 3.3% في الولايات المتحدة، و2.2% في التكتل الأوروبي، و2.6% في الدول الصناعية.
© 2005 تقرير مينا(www.menareport.com)