أوبك ستجتمع مع منتجين من خارجها اليوم... والسوق تترقب

تاريخ النشر: 21 أكتوبر 2015 - 08:07 GMT
يراهن المتعاملون في سوق النفط على تطور إيجابي في منظومة الطلب العالمي
يراهن المتعاملون في سوق النفط على تطور إيجابي في منظومة الطلب العالمي

يترقب المتعاملون في سوق النفط اليوم نتائج أعمال لجنة خبراء "أوبك" وثماني دول غير أعضاء في المنظمة، التي تعقد في مقر المنظمة في فيينا، وذلك لبحث ظروف السوق الراهنة وكيفية تلبية تطلعات المنتجين في الاستقرار وتحسن الأسعار، على أن يرفع الاجتماع توصياته للاجتماع الوزاري رقم 168 الذي سيعقد يوم 4 كانون الأول (ديسمبر) المقبل في مقر "أوبك".

يأتي ذلك في وقت مالت أسعار النفط الخام إلى الارتفاع في الأسواق الدولية، بدعم من تغطية مراكز قصيرة، بالرغم من استمرار حالة وفرة المعروض، واستمرار القلق على معدلات نمو الاقتصاد الدولي، إلا أن حالة عدم الاستقرار ما زالت تهيمن بشكل واسع على سوق النفط.

وتزامنت العوامل السابقة مع مؤشرات اقتصادية عن ضعف الطلب في اليابان التي تمثل نقطة محورية في منظومة الطلب العالمي، نظرا لكونها ثالث أكبر مستهلك على المستوى الدولي، كما تأثر الطلب نسبيا ببيانات عن ارتفاع المخزونات النفطية التجارية في السعودية.

وعلى الرغم من ذلك يراهن المتعاملون في سوق النفط على تطور إيجابي في منظومة الطلب العالمي، ويعتبرون تقلص الحفارات النفطية الأمريكية مؤشرا قويا على قرب استعادة السوق لتوازنها.

من جهته، أبلغ "الاقتصادية" سباستيان جرلاخ رئيس مجلس الأعمال الأوروبى، أن حالة عدم الاستقرار في سوق النفط قد تستمر بعض الوقت، حتى تعافى الطلب على نحو جيد ويجذب الأسعار نحو الارتفاع والتوازن بين المعروض والطلب، موضحا أن كل المؤشرات تؤكد أن صناعة النفط واستثماراتها ستتعافى تدريجيا وستتغلب على كثير من الصعوبات الراهنة.

وأضاف جرلاخ، أن هناك اهتماما جيدا وكبيرا من دول الخليج بتطوير وتنمية قطاع الصناعات غير النفطية الذي يحقق معدلات نمو جيدة حاليا، مضيفا أنه فى المستقبل قد تتجاوز 5 في المائة، واصفا إياه بالأمر الجيد والضروري لتنويع الموارد الاقتصادية والإسراع في برامج التنمية الصناعية الشاملة التي تمكن من تحقيق معدلات نمو اقتصادي جيدة ومستقرة.

وأشار إلى أن الأنظار تتجه اليوم إلى اجتماع خبراء منظمة أوبك وثمانى دول غير أعضاء في المنظمة، لمناقشة كيفية تحقيق الاستقرار في السوق وحماية الأسعار من مزيد من الانخفاضات، إلا أن التوقعات تصب في صالح استبعاد فكرة تخفيض الإنتاج نظرا لقناعة دول الخليج وروسيا بعدم جدواه.

بدوره، أوضح لـ"الاقتصادية" ماركوس كروج كبير محللى "ايه كنترول" لأبحاث النفط والغاز، أن كثيرا من مراكز الانتاج في بحر الشمال تواجه أزمة كبيرة بسبب تراجع الأسعار، ما جعل شركة مثل "رويال داتش شل" تجمد أعمالها في هذه المنطقة حتى عام 2017. وأشار إلى أن كثيرا من منتجي النفط الصخري والرملي ومستثمري بحر الشمال يعيدون حساباتهم بعد تعرضهم لخسائر اقتصادية فادحة تعيق الكثيرين عن الاستمرار في السوق وتدفع الآخرين إلى سياسات شديدة التقشف لخفض التكاليف وتجيء على حساب العمالة الماهرة والميزانيات المضغوطة وتجميد الاستثمارات المكلفة خصوصا البحرية.

بدوره، قال لـ"الاقتصادية" المحلل البولندي بيوتر فدفنسكي، إن تراجع الإنتاج الأمريكى أصبح أمرا واقعا وحقيقة ستترسخ تدريجيا في السوق وكما كان الإنتاج الأمريكي سببا في طفرة المعروض في العام الماضى فإن تقلصه سيساعد كثيرا على استعادة توازن السوق وارتفاع الأسعار إلى النحو الملائم لمصلحة المنتجين والمستهلكين على السواء.

ولفت إلى أن إنتاج "أوبك" مقبل على نمو جديد ومتسارع والدليل على ذلك مستويات قياسية تحققت في العراق كما دخلت السعودية بقوة إلى أسواق جديدة مثل شرق أوروبا خصوصا بولندا التي كانت روسيا مهيمنة عليها لسنوات طويلة.

وأكد أن الأسواق الأوروبية ستعتمد أكثر على نفط "أوبك" في المرحلة المقبلة خصوصا مع ضعف الآمال بشأن رفع الولايات المتحدة لقرارها القديم بحظر تصدير النفط للخارج حيث كانت الأسواق الأوروبية تتطلع لاستقبال النفط والغاز الطبيعى المسال من أمريكا، مضيفا، "كما أن تقلص النفط الضيق الصخري والرملي جعل النفط التقليدي في الشرق الأوسط يستعيد الكثير من زخمه السابق".

وأشار إلى أن أوروبا تسابق الزمن حاليا لزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة، مشيرا إلى أن هناك طفرات تحققها الدول الصناعية في هذا المجال بقيادة ألمانيا، إلا أن النفط سيظل مسيطرا على مزيج الطاقة العالمي لعقدين مقبلين على الأقل.

وفيما يخص الأسعار، فقد انتعشت أسعار النفط أمس، حيث أقدم متداولون على تغطية مراكز قصيرة بعد أن هبطت الأسعار ثلاثة في المائة على الأقل في الجلسة السابقة، لكن المخاوف بشأن تخمة المعروض ومتانة الاقتصاد العالمي حدت من مكاسب الخام.

وارتفع مزيج برنت تسليم كانون الأول (ديسمبر) عشرة سنتات إلى 48.71 دولار للبرميل بحلول الساعة 0638 بتوقيت جرينتش، بعد أن هبط 1.85 دولار تعادل 3.7 في المائة في تسوية الجلسة السابقة.

وارتفع الخام الأمريكي تسليم تشرين الثاني (نوفمبر) 14 سنتا إلى 46.03 دولار بعد أن نزل 1.37 دولار تعادل ثلاثة في المائة في آخر تسوية.

ومن المقرر أن تصدر اليوم البيانات الرسمية لمخزونات الخام التي تصدرها إدارة معلومات الطاقة، فيما يتوقع تسجيل ارتفاع بمقدار 3.7 مليون برميل في رابع زيادة أسبوعية على التوالي.

ويعد تخمة المعروض العالمي العامل الأساسي الأكبر في انهيار أسعار النفط منذ منتصف العام الماضي، خصوصا مع ارتفاع قياسي لإنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة وتسارع إنتاج روسيا وزيادة إنتاج منظمة أوبك لمستويات مرتفعة وسط توقعات للبعض بأن تزداد هذه التخمة على نطاق واسع قريبا مع ارتفاع متوقع لإنتاج إيران بعد رفع العقوبات الدولية. وفيما يتعلق بسلة خام أوبك، فقد سجلت أسعارها 44.92 دولار للبرميل يوم الاثنين الماضي، مقابل 45.71 دولار للبرميل في التعامل السابق.

وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، أمس، أن سعر السلة التي تضم 12 خاما من إنتاج الدول الأعضاء انخفض عقب ارتفاع سابق وواصلت تذبذب الأداء، مشيرا إلى أن السلة فقدت نحو ثلاثة دولارات مقارنة بالسعر في اليوم نفسه في الأسبوع السابق الذي سجل 47.97 دولار للبرميل.

اقرأ أيضاً: 

الكويت تستبعد اجتماع منتجي النفط قبل قمة أوبك

النفط يتراجع والأسواق تنتظر اجتماع أوبك

أوبك تقلص توقعاتها لنمو المعروض من خارج المنظمة في 2015 بـ 420 ألف برميل يوميا

أوبك: لا خوف على النفط في 2016

أوبك تنوي التعاون مع دول خارج المنظمة لتحسين سوق النفط