نمو اقتصاد أبوظبي بنسبة تتجاوز 3% في 2016 مدعومًا من تحسن أسعار النفط

تاريخ النشر: 07 ديسمبر 2016 - 10:31 GMT
إمارة أبوظبي
إمارة أبوظبي

ينمو اقتصاد أبوظبي بأكثر من 3% خلال 2016، بدعم من تحسن أسعار النفط مؤخرًا، حسب معالي علي ماجد المنصوري رئيس دائرة التنمية الاقتصادية عضو المجلس التنفيذي للإمارة.

وقال المنصوري ردًا على سؤال لـ «الاتحاد» أمس، على هامش تدشين أكبر مصنع أرز من نوعه في منطقة الخليج العربي الكائن في مدينة خليفة الصناعية في أبوظبي والمملوك لشركة الظاهرة كوهينور، إحدى شركات الظاهرة القابضة، أن تحسن أسعار النفط سينعكس إيجابيًا على رفع توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي للإمارة خلال العام الحالي 2016، مؤكدًا أن نسبة النمو ستتجاوز 3% بكثير.

وأوضح المنصوري أن حكومة أبوظبي تركز ضمن خطة 2030 على القطاع الصناعي الذي يشارك بحصة تتراوح بين 4% إلى 5% حاليًا بالناتج المحلي الإجمالي للإمارة، بهدف رفع حصة القطاع إلى أكثر من 10% بحلول 2030.

وأضاف: إن قطاع الصناعة في أبوظبي يحقق تقدمًا مهمًا، وهذا المصنع أحد الممكنات المهمة للنمو الاقتصادي على المدى الطويل.

وتم تدشين المنشأة الصناعية الجديدة في مدينة خليفة الصناعية بالتزامن مع معرض «سيال» الشرق الأوسط 2016 لتجارة الأغذية، بحضور خليفة العلي، العضو المنتدب لمركز أبوظبي للأمن الغذائي، وخديم عبدالله الدرعي، نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة الظاهرة القابضة، إلى جانب الكابتن محمد جمعة الشامسي، الرئيس التنفيذي لموانئ أبوظبي.

من جهته، أوضح الدرعي أن مصنع أرز شركة «الظاهرة كوهينور» الجديد يمتد على مساحة قدرها 100,1 ألف متر مربع في مدينة خليفة الصناعية، وسيتولى المصنع دورة الإنتاج الكاملة بنظام أوتوماتيكي من طحن وتخزين وتعبئة وتوزيع الأرز داخل دولة الإمارات العربية المتحدة والتصدير إلى الأسواق الخارجية عبر ميناء خليفة.

وبين الدرعي في رد على سؤال لـ«الاتحاد» أن إجمالي استثمارات شركة الظاهرة في القطاع الزراعي والصناعات الغذائية يتجاوز 4 مليارات درهم، لافتًا إلى أن المصنع الجديد الذي دشنته الشركة أمس في مدينة «كيزاد» هو الثالث للشركة في قطاع صناعة الأرز، حيث تمتلك الشركة مصنعين آخرين في كل من باكستان والهند وتعمل ضمن اتفاقيات مع سلسلة طويلة من الجمعيات والمنتجين والمزارعين في تلك البلدان.

وقال: إن الطاقة الإنتاجية للشركة تصل إلى 600 ألف طن من الأرز للمصانع الثلاثة.

وأضاف: إن شركة «الظاهرة كوهينور» مالكة المصنع الجديد ستنتج ما يقارب 120 ألف طن متري من الأرز سنويًا ضمن منشأتها التي تبلغ قيمتها 140 مليون درهم. مشيرًا إلى أن الشركة تمتلك مساحة إضافية تسمح لها بالتوسع في المستقبل لرفع الطاقة الإنتاجية إلى 300 ألف طن متري من الأرز سنويًا.

ويحتوي المصنع على 40 صومعة لتخزين الأرز تبلغ القدرة الاستيعابية لكل واحدة منها 750 طنًا.

وتضم منشأة «الظاهرة كوهينور» مرافق أخرى للتخزين بسعة 8 آلاف طن، إضافة إلى وحدة معالجة المنتجات، ومكاتب إدارية ومرافق دعم أخرى.

وقال: تتطلع الشركة إلى إنشاء احتياطي إستراتيجي من الأزر لإمارة أبوظبي بنحو 30 ألف طن متري.

وأشاد الدرعي بالموقع الإستراتيجي الذي يتميز به المشروع في مدينة خليفة الصناعية بالقرب من ميناء خليفة، الأمر الذي سيتيح للمصنع توزيع منتجاته العالية الجودة والمتنوعة بأسعار معقولة للمستهلكين وبشكل مستمر.

وأضاف: «يلعب مصنع شركة «الظاهرة كوهينور»دورًا محوريًا في دعم رؤية قيادتنا الرشيدة لتحقيق الأمن الغذائي في أبوظبي، الأمر الذي يعكس التزامنا بدعم نمو النشاطات الصناعية والقطاع الصناعي بهدف تنويع مصادر الاقتصاد بما يتماشى مع خطة أبوظبي الاستراتيجية للتنمية الاقتصادية». كما أوضح أن المصنع سيستفيد من سلسلة التوريد المتكاملة في مدينة خليفة الصناعية التي تضمن حصول المصنع على منتجات أرز عالي الجودة من الأرز البسمتي والأرز غير البسمتي من الهند وباكستان.

وكشف الدرعي أن شركة الظاهرة القابضة تملك استثمارات مباشرة في أكثر من 17 بلدًا حول العالم وتتعامل تجاريًا ولها استثمارات غير مباشرة في 15 بلدًا أخرى، في حين تتعامل الشركة مع 54 سوقًا في العالم لصالح تصدير منتجاتها إليها، وتتجه الشركة أكثر فأكثر نحو البلدان ذات المناخ الجنوبي.

وأوضح أن الشركة لديها استثمار جديد بنحو 100 مليون دولار خلال العام المقبل، موزعة على 50 مليون دولار في السوق المصرية و10 ملايين دولار في المغرب و10 ملايين دولار في السوق الأسترالية و30 مليون دولار موزعة على عدة أسواق أخرى.

و أشار إلى أن الشركة لديها خطة لزيادة استثماراتها في مصر والمغرب حاليًا، لافتًا إلى أن الشركة لديها أكثر من 100 ألف فدان في مصر وتتجه نحو سوق المواد الغذائية في السوق المصرية.

وأوضح أن الشركة ستدشن أكبر مزرعة فواكه في المغرب على مساحة 1060 هكتارًا وستقوم ببناء مصانع للتعبئة والتغليف والتصنيع ومعاصر للزيتون في السوق المغربية.

وحول ما إذا كانت الشركة تدرس الاستثمار في قطاعات أخرى تعزز القيمة المضافة في منتجاتها مثل الخدمات اللوجستية والشحن وغيرها، قال الدرعي: لدينا تعاون واتفاقيات مع شركة آجيلتي لتوفير النقل والخدمات اللوجستية، ولا نفكر حاليًا بالاستثمار في هذه القطاعات.

وقال: يتمتع مصنع الظاهرة للأرز بموقع مميز لتلبية احتياجات الأسواق المحلية والإقليمية، وتعد دولة الإمارات العربية المتحدة واحدة من أعلى دول العالم من ناحية معدلات استهلاك الأرز للفرد الواحد في العالم، حيث يبلغ استهلاك الفرد نحو 80 كيلوغرامًا وهو معدل أعلى من المتوسط العالمي، كما تتساوى دولة الإمارات وعلى نحو مثير للاهتمام في معدل استهلاك الأرز للفرد الواحد مع الهند التي تعد واحدة من أكبر المنتجين والمستهلكين للأرز في العالم، ويتم استيراد نحو 800 مليون كيلوغرام من الأرز في دولة الإمارات بقيمة تزيد على 2 مليار درهم، في حين تستهلك نحو 250 ألف إلى 300 ألف طن وتعيد تصدير الباقي للأسواق الخارجية.

كما تعد الإمارات الدولة الأولى عالميًا في إعادة تصدير الأرز بفضل موقعها المحوري المميز بين مناطق الإنتاج والتصدير والاستهلاك، ويميل توفر مجموعة واسعة من أصناف الأرز والأسعار المعقولة واستمرارية التوريد من بين الأسباب الجوهرية لجاذبية دولتنا والمنطقة عمومًا.

إلى ذلك قال الرئيس التنفيذي لموانئ أبوظبي الكابتن محمد جمعة الشامسي إن تدشين مصنع الأرز الأكبر والأول من نوعه في منطقة الخليج العربي لشركة «الظاهرة كوهينور» في مدينة خليفة الصناعية في أبوظبي من شأنه أن يدعم رؤية حكومة أبوظبي في تحقيق الأمن الغذائي وتعزيز نمو القطاع الصناعي في الإمارة.

وأوضح في تصريحات للصحفيين على هامش تدشين المصنع أمس، أن المناطق الجديدة التي تم تأجيرها خلال العام الحالي للمصانع والشركات تبلغ مساحتها نحو 2 كيلومتر مربع، مبينا أن اعتماد منطقة حرة تتجاوز مساحتها أكثر من 100 كيلومتر مربع زاد الطلب على الاستثمار في مدينة خليفة الصناعية «كيزاد». وقال: هناك عدة مصانع جديدة أخرى في قطاع الصناعات الغذائية تحت الإنشاء في «كيزاد» حاليًا.

وأضاف: تلعب مدينة خليفة الصناعية دورًا محوريًا في تحقيق أهداف رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030 التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وبافتتاح هذه المنشأة الجديدة في مدينة خليفة الصناعية نخطو خطوة هامة في مسيرة النمو والتطور التي تشهدها الدولة بفضل هذه الرؤية الطموحة.

وأوضح أن صناعة المواد الغذائية تعد من أهم الصناعات التي توليها إمارة أبوظبي اهتمامًا بالغًا من خلال جهودها المستمرة لتوفير البنية التحتية المناسبة لدعم هذا القطاع.

خطط الأمن الغذائي على المدى الطويل:

قال خليفة أحمد العلي العضو المنتدب لمركز أبوظبي للأمن الغذائي إن من المتوقع أن يكون لهذا المشروع الأثر الكبير والواضح في تحقيق رؤية الإمارات حول خطط الأمن الغذائي الطويلة الأجل، مؤكدًا أن المصنع الجديد يشكل إضافة متميزة لمنظومة الأمن الغذائي في دولة الإمارات العربية المتحدة خاصة ومنطقتنا بصفة عامة.

وأضاف: إن تحقيق الأمن الغذائي يحتل مكانة متقدمة ضمن الخطة الاستراتيجية لإمارة أبوظبي تحقيقًا لرؤية الإمارة الطموحة لأن تكون في مصاف الدول المتقدمة والتي يشكل بناء الإنسان حجر الزاوية فيها من خلال التنمية الشاملة والمستدامة في ظل اقتصاد قوي ومنافس عالميًا ومجتمع منفتح وبيئة مستدامة.

وقال: لقد حفزت أزمة الغذاء العالمية في العام 2008 وارتفاع أسعار المواد الغذائية في العالم بشكل عام، وقلة المعروض من السلع إلى جانب رؤية أبوظبي 2030.

وأضاف: إن جميع هذه الأسباب حفزت على بلورة خطة الحكومة للأمن الغذائي في صياغة إستراتيجية واضحة ذات أهداف محددة، منها وضع آليات فاعلة تهدف إلى الحفاظ على الأسعار من خلال إنشاء مركز الأمن الغذائي ليقوم باقتراح السياسات والتشريعات وإطلاق المبادرات لتعزيز الأمن الغذائي من خلال خلق الشراكات مع القطاع الخاص وتنظيم الاستثمار الداخلي والخارجي في القطاع الزراعي والغذائي وإعداد وتحديث وإدارة خطط الطوارئ والأزمات المتعلقة بالأمن الغذائي، وضمان استدامة المخزون الاستراتيجي من الماء والغذاء، مبينًا أنه في سعيه لتحقيق أهدافه، أدرك المركز أهمية خلق وتعزيز الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص من أجل تحقيق الأمن الغذائي، وتوجت جهود المركز وشركائه الاستراتيجيين مؤخراً بإطلاق تحالف الأمن الغذائي في إمارة أبوظبي والذي يهدف إلى تعزيز الاستثمار الداخلي والخارجي بما يدعم الوصول إلى أمن غذائي مستدام.

وقال: بقيام هذا المصنع اليوم والذي يشكّل أحد ثمرات استراتيجية الأمن الغذائي وجهود الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، ننتقل من مرحلة الاعتماد على الآخرين إلى الاعتماد على قدراتنا الذاتية المتمثلة في شركاتنا الوطنية مما يعزز أكثر من الأمن الغذائي في الدولة، إضافة إلى ما سيقدمه للمنطقة والشرق الأوسط بشكل عام.

ويشار إلى أن شركة الظاهرة القابضة هي إحدى الشركات المتخصصة في مجال الاستثمار الزراعي بما في ذلك زراعة وإنتاج وتوريد الأعلاف الحيوانية والمحاصيل الغذائية.

حيث تصل قدرتها الإنتاجية إلى 2 مليون طن سنويًا، ويقوم قطاع الأعلاف في شركة الظاهرة بتلبية احتياجات مزارع الألبان ومربي الماشية.

 

اقرأ أيضًا: 

اقتصاد أبوظبي يخالف التوقعات بنمو غير مسبوق في الربع الثاني

نمو اقتصاد أبوظبي بنسبة 5% سنوياً في 10 أعوام

نمو اقتصاد أبوظبي بنسبة تتجاوز الـ 2% في الربع الثاني

اقتصاد أبوظبي يسجل نمواً فوق التوقعات في الربع الثاني

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن