هل ستجعلنا الأجهزة الذكية أغبياء؟

تاريخ النشر: 09 أبريل 2015 - 09:44 GMT
البوابة
البوابة

يبدو أنّ مجتمعاتنا اليوم تقف على مفترق طرقٍ فيما يتعلق بالذكاء الصناعي، فيمكننا من ناحية أن نصمم أجهزة حواسب تشحذ ذكاءنا، ومن ناحيةٍ أخرى يمكن أن ندع الآلات لتحوّلنا إلى أغبياء.

ووفق موقع “وول ستريت جورنال” الالكتروني، فإن الآلات الذكية المتزايدة بشكلٍ مستمر، ومحركات البحث التي تتيح لنا الحصول على ما يفوق معرفتنا، والهواتف الذكية التي تفهم الأوامر الصوتية، والحواسيب التي تقوم بالتشخيص الطبي، كل هذا يمثل”نقطة تحوّل”، كما يقول بروفيسور سابق في جامعتي “ستانفورد” و”كارنيجي ميلون”، دوغ لينات، ويضيف “من الممكن أن نصبح أكثر ذكاءً، أو أكثر غباءً”.

ويقول لينات: “إن الآلة الحاسبة الالكترونية مثلاً خلفت أجيالاً من الطلاب الذين يستطيعون إجراء العمليات الحسابية بسرعة، لكن دون أن يفهموا المبادئ الأساسية في ذلك، كذلك الأمر بالنسبة لغوغل الذي يقدم لمستخدميه معلوماتٍ فورية، تعفيهم من التفكير أو التذكر”.

وتعرف الآن الموجة المقبلة من الذكاء الصناعي على أنها قدرة الكمبيوتر على التمييز بين المعلومات المفيدة أو غير المجدية، ما قد يدفعنا إلى طريق لا رجعة منه، حيث قد يقودنا هذا إلى مستقبل تهبط فيه قيمة العقل البشري هبوطاً حاداً.

وينتج عن ذلك مجتمعٌ ليس على أحدٍ فيه أن يفهم شيئاً عن العالم، ويعمل كل شيء بلا عناء، تماماً مثل السحر.

وبيّن لينات أنه بدلاً عن ذلك، يمكن للعلماء تصميم أجهزة الذكاء الصناعي، بحيث تتحدانا لتجعلنا أذكى، وأكثر إنسانية، لفهم العالم بطريقةٍ أعمق.

واتخذ الذكاء الصناعي في الآونة الأخيرة منعطفاً بعيداً عن الذكاء الرقمي، القائم على أساس القواعد (مثلاً أي وجه بفرو وشارب وأذنين مثلثة هو من القطط)، واتجه نحو الأساس الذي يعتمد على إدراك الأنماط وتحليلها (بعض الصور على الانترنت لديها بعض أوجه التشابه، ما يعني أنهم ربما قطط).

ويعرف التقدم الأخير باسم “التعلم العميق”، ويستند على عقود قديمة من التكنولوجيا التي لم تستخدم عملياً إلا في السنوات الأخيرة، كما ساعد ابتكار معالجات كمبيوتر بقوة أكب، على تحقيق مستوىً أعلى من التعلم لأجهزة الكمبيوتر، وأصبح هناك تراكمات هائلة من البيانات على شبكة الانترنت، تعطيهم التدريب الكافي لاستخلاص الاستنتاجات ذات الصلة.

ويمكن اعتبار هذا التحول بمثابة الانتقال من يسار الدماغ بالتفكير على أساس المنطق إلى يمين الدماغ للتفكير على أساس الحدس، بيد أن دمج الطريقتين سيكون ضرورياً لتحقيق مزيدٍ من التقدم في الذكاء الصناعي، مع أن الدماغ البشري يستخدم الحدس في الإدراك أكثر من التفكير العقلاني.

لذا، فإن التحدي الرئيسي سيكون في الحصول على أجهزة كمبيوتر تستطيع إدراك السياق، وتحليل جميع البيانات الموجودة لديها مسبقاً لتقدم الاستنتاجات، وتكمن هنا المشكلة لدى البشر في التحيزات التي أدخلتها السياسة، أو ربما في تأطير بعض البيانات لكونها قديمة، خاصةً أن الآلات ستكون جاهلة عن أي معلومات لم تبرمج مسبقاً لتتعرف إليها.

ويكمن أحد الحلول في تصميم أجهزةٍ تعتمد على ذكاء صناعي يطرح أسئلة توضيحية، فبهذا ستحقق الآلة تواصلاً جيداً مع المستخدم، ما سيحول الذكاء الصناعي إلى طريقةٍ إيجابيةٍ فاعلة بشكلٍ أكبر.

اقرأ أيضاً: 

بطارية للهواتف الذكية يعاد شحنها في دقيقة واحدة

اتش تي سي تكشف رسميا عن الهاتف One M9 Plus

فيس بوك تختبر زر لمشاركة المحتوى من شبكتها على واتس اب

3 عيوب تمنعك من القيام بالمكالمات الصوتية عبر واتساب

 

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن