أكّد خبير إقليمي متخصص في مجال التسويق أن الأزمة المالية العالمية لن تؤثر تأثيراً كبيراً بالقطاع الإعلاني الذي لا يمثل قطاع العقارات والتأمين الا على 12 بالمائة من حجم انفاقه وفقاً لأحدث دراسة لمجموعة "بارك" للأبحاث. وتوقع شادي الحسن، الرئيس التنفيذي لشركة Flagship للمشاريع المتكاملة أن يعيد القطاع ترتيب نفسه خلال العام 2009 حيث ستندمج وكالات إعلانية متعددة في حين ستخرج أخرى من السوق والتي تم اطلاقها بالأساس لخدمة قطاع العقارات وذلك لعدم قدرتها على الإيفاء باحتياجات عملائها بإدارة حملات اعلانية مبدعة وقليلة التكاليف في آن.
وفي ضوء الأزمة المالية الحالية، توقع الحسن أن يواصل الطلب على الكفاءات العربية ارتفاعه حيث سيشهد القطاع الإعلاني منافسة حامية متمثلة بتطوير استراتيجيات اعلانية قليلة التكاليف وذات درجات ابداعية عالية، مما سيعزز الطلب على الكفاءات الإعلانية والتي تملك هكذا قدرات.
وأضاف الحسن: "لم تحجم شركات تسويق دولية من دخول اسواق الشرق الأوسط وخاصة الامارات على الرغم من الأزمة الحالية، مما يشير بشكل جلي الى محدودية هذه الأزمة في اضعاف القطاع والذي يتميز بتبنيه بيئة عمل واستثمار مرنة واعتماده ممارسات ابداعية عالمية بخصائص محلية".
وأشار الحسن بأن تبعات الأزمة ستؤثر بلا ادنى شك على الإعلانات الخارجية نظراً للتكلفة العالية المرتبطة بهذه انشطة، غير أن الإنفاق على تلك الإعلانات لا تزيد عن 5 بالمائة من مجمل الإنفاق الكلي وذلك وفقاً لدراسة بارك لأول تسع شهور من العام 2008، في حين تستأثر الصحف والمجلات على نسبة 50 بالمائة وفقاً للدراسة نفسها.
وأضاف الحسن: "تصدرت شركات الإتصالات والمنتجات الاستهلاكية انفاقات الإعلان عبر التلفزيون التي وصلت الى 43 بالمائة من مجمل الإنفاق الكلي حيث خلت القائمة الـ 12 من أي شركة عقارات. ولن تتأثر هذه الشركات بالأزمة المالية بشكل كبير لتوفيرها خدمات ضرورية في الحياة لا يمكن التخلي عنها، مما سيساهم في التخفيف من تبعات الأزمة على القطاع".
ودعا الحسن الشركات والوكالات الاعلانية لتعزيز تنسيقها بما يخدم القطاع ككل وذلك لإستيعاب تبعات الأزمة التي ربما تؤثر على سرعة النمو المعتادة في القطاع، الا انها لن تتمكن من اضعاف القطاع الذي سيخطو بخطى واثقة بخلاف نظرائه في الأسواق العالمية.
وستحافظ دول الخليج على مستويات نمو قوية ومستدامة على المدى الطويل حيث لا تزال هذه الدول تمضي بسلسلة المشاريع التي أعلنت عنها، كما لا تزال الاستثمارات تدر أرباحاً وان بنسب أقل من السابق، مما يدل على صلابة الإقتصاد في المنطقة ولا سيما الخليجي منها وبالتالي القطاع الإعلاني العربي.
© 2009 تقرير مينا(www.menareport.com)