الاستثمارات السعودية الجديدة في الحكومة الإلكترونية تتجاوز ثلاثة مليارات ريال

تاريخ النشر: 23 أغسطس 2006 - 08:14 GMT

تعمل استراتيجية الاستثمار المطبقة من قبل حكومة المملكة العربية السعودية، التي عززتها أخيراً بثلاثة مليارات ريال، على إرساء الأسس اللازمة لبدايات التنفيذ الشامل للحكومة الإلكترونية. ورغم أن الهوة الرقمية ما تزال متسعة بين منطقة الشرق الأوسط والدول المتقدمة، تسعى المملكة جاهدة للحاق بركب التطور، إذ تعتزم المملكة، كمرحلة جديدة من مراحل تطبيق خطتها الخاصة بتنفيذ الحكومة الإلكترونية، إطلاق حملة توعية كبرى لتشجيع الجمهور على اعتماد الخدمات الحكومية الإلكترونية وتعريفهم بالفوائد التي ستعود على الأفراد والشركات بل المجتمع بأسره جرّاء اللجوء إلى تلك الخدمات.

يُذكر أن وفداً رفيع المستوى من أشهر المختصين بتكنولوجيا المعلومات في القطاع الحكومي والقطاعات العامة الأخرى بالمملكة سيشارك في قمة ومعرض التكنولوجيا الحكومية GT Summit 2006 التي التي تنظمها مؤسسة "وورلد ديفيلوبمنت فورم" الشهر القادم في فندق ’جيه دبليو ماريوت‘ بدبي خلال الفترة من 3 وحتى 5 سبتمبر 2006، بدعم من كل من مبادرة ’اقتدار‘، وهي إحدى مبادرات البرنامج الإنمائي التابع للأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية.

وستوفر القمة بطابعها المتجدد أرضية مثالية لمناقشة الاستراتيجيات الراسخة والعملية من أجل التوسع في تطوير الخدمات الحكومية من خلال التكنولوجيا لما فيه المصلحة المشتركة للجميع في العالم العربي. وسيتحدث أمام القمة عدد من كبار الشخصيات، منهم الدكتور فهد الحويماني، مستشار الوزير لشؤون تقنية المعلومات ورئيس قسم البنية التحتية للحكومة الإلكترونية في وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، الذي قال إن المبالغ المالية التي استثمرتها الحكومة السعودية تدل على التزامها الكبير بالحكومة الإلكترونية، لكن هناك حاجة إلى وضع استراتيجية إقليمية إذا ما أراد العالم العربي أن يستفيد استفادة حقيقية.

وتابع د. الحويماني قائلاً: "يمكن أن يكون الوصول إلى الإنترنت مشتركاً بين الدول العربية على سبيل المثال، ما يتيح بالتالي الاستفادة من بوابة إقليمية مشتركة على الإنترنت بدلاً من استخدام البوابات العالمية الأكثر تكلفة. وإضافة إلى ذلك، قد يكون بالإمكان في بعض الحالات طلب الحصول على رخص برمجية إقليمية بدل من تقدم الدول انفرادياً بطلبات للحصول على تلك الرخص، وهو ما قد يخفض التكلفة إلى حد كبير."

كذلك سيتحدث الدكتور خالد الطويل، المدير العام لمركز المعلومات الوطني، أمام القمة مشيراً إلى أن المملكة ودول الخليج الأخرى لا تفتقر إلى البنى التحتية التقنية، إلا أنها ما تزال بحاجة إلى حل القضايا المرتبطة بالتثقيف والتوعية. وأوضح الدكتور الطويل أن الوقت قد حان كي تضافر دول المنطقة جهودها في نهج استراتيجي متسق من أجل حل تلك القضايا.

من الجدير بالذكر أن القمة تعقد بمشاركة مبادرة ’تكنولوجيات المعلومات والاتصالات للتنمية في المنطقة العربية – اقتدار‘، إحدى مبادرات البرنامج الإنمائي التابع للأمم المتحدة، وتهدف إلى تشجيع الحوار بين المساهمين وكبار العاملين في تكنولوجيا المعلومات في الحكومات العربية، بغية تبادل المعارف والخبرات. وتهدف مبادرة اقتدار، التي تشمل كافة الدول العربية، إلى مساعدة هذه الدول على اللجوء إلى تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في معالجة وجسر الهوة الرقمية وتحسين الأداء الإداري في القطاع الحكومي وكفاءة القطاع الخاص.

ومن جانبها صرحت الدكتورة نجاة رشدي، المنسقة الإقليمية لمبادرة ’اقتدار‘ قائلة: "تتمثل الخطوة الأولى في أي تحرك جادّ نحو تفعيل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بإدراك الحالة الراهنة لكافة مبادرات الحكومة الإلكترونية في المنطقة، ليتمّ عندها تعريف أهداف تلك المبادرات واحدة واحدة، ما من شأنه تحديد الأولويات لدى كل دولة وموازاتها موازاة جوهرية مع الاستراتيجية الشاملة الخاصة بالمنطقة ككل."

وتعتبر قمة التكنولوجيا الحكومية حدثاً مخصصاً لكبار المسؤولين الوزاريين في الحكومات العربية، المعنيين بشؤون الاتصالات والتجارة والتعليم والمالية والصحة والبنى التحتية والأشغال العامة. كما يستهدف هذا الحدث مسؤولي القطاع الخدمي، كالغرف التجارية والبلديات والنظام القضائي والدفاع المدني والسياحة وخدمات الماء والكهرباء.

وسيتناول برنامج القمة القضايا الأكثر تحدياً التي تواجه الحكومات في المنطقة العربية راهناً. وستشتمل المواضيع ذات الصلة بالمبادرة الاستراتيجية على المشاركة الإلكترونية، والحكومة الإلكترونية، والتوجيه التكنولوجي، وإدارة المخاطر، وإدارة عمليات الأعمال، وتخطيط الموارد. أما القضايا التكنولوجية فستشمل المجالات الديناميكية؛ مثل البنى التحتية لتكنولوجيا المعلومات، وهيكلية المؤسسات، وقنوات تقديم الخدمات المتكاملة، وربط المجتمعات من خلال المدن الرقمية، وأمن المعلومات والنفاذ إليها ومشاركتها ومكاملتها. كما سيتم عقد جلسات للعصف الذهني لإتاحة المجال أمام أعضاء الوفود كي يتشاركوا بعضهم مع بعض بالاهتمامات والقضايا والحلول الممكنة، في جو تفاعلي.

ومن الجدير بالذكر أن قمة التكنولوجيا الحكومية تُنظم برعاية كل من ’أوراكل‘ Oracle و’إنتل‘ Intel و’إي هوستينغ داتافورت‘ eHosting DataFort و’تريند مايكرو‘ Trend Micro وإتقان.

© 2006 تقرير مينا(www.menareport.com)