تسببت الفوائض المالية الكبيرة التي نتجت عن ارتفاع أسعار النفط في ظهور مستثمرين عرب جدد راغبين في الاستثمار في دول أوروبا، وفي كل القطاعات من العقارات غالية الثمن في لندن إلى متاحف الشمع الباريسية بحسب ما جاء في تقرير ل “فايننشيال تايمز”، وقالت فيه :" ان دول الخليج العربي استعادت رغبتها في الاستثمار في دول الاتحاد الأوروبي بعد ان كانت ابتعدت بعد احداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 وما تلاه من ردود فعل قاسية من قبل حكومات الدول الأوروبية". وأضافت :" ان حجم الاستثمارات الخليجية في أوروبا بلغ حتى تاريخه من هذه السنة 2،5 مليار دولار أمريكي، وذلك حسب مركز “ديلوجيك”، بالمقارنة مع 2،35 مليار دولار هو مجموع ما استثمر طوال العام 2002".
وأثبتت دبي وأبوظبي وقطر أنها من أكثر المستثمرين نشاطاً، وكل منها يستثمر عن طريق شركات “مخصصة” لهذه الغاية، تديرها الدولة، تستثمر بشكل مباشر في الشركات الأوروبية. ومن هذه الشركات شركة “دبي انترناشيونال كابيتال” وهي الذراع الاستثمارية لشركة “دبي القابضة” والتي تم تأسيسها في اكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، وذلك حسب ما ذكرته صحيفة الإتحاد الإماراتية.
وبحسب سمير الأنصاري المدير العام التنفيذي ل “دبي انترناشيونال كابيتال” فإنها تتطلع لأن تكون 60% من مجمل استثماراتها في أوروبا وأمريكا الشمالية، بينما تتوزع الأربعون في المائة الباقية على استثمارات في الشرق الأوسط، آسيا، وشمال افريقيا.
واستثمرت الشركة مليار دولار (3،67 مليار درهم) في شركة “ديملر كرايزلر” وبذلك أصبحت ثالث أكبر مساهم في الشركة، كما اشترت أيضاً مجموعة “توسو” وهي أكبر شركة لجذب السياح في أوروبا (بما ذلك متحف مدام “توسو” للشمع) بمبلغ مقداره 800 مليون جنيه استرليني.
ويؤكد “تشارلز باكشو” من بنك “اتش. اس. بي” والذي كان هو من نصح الشركة بشراء “توسو” ان الصفقة جيدة بالنسبة للشركة لأن نشاط “توسو” مفهوم لها، ولديها فريق إدارة جيد، كما تمتلك فرصاً عديدة لتنمية أعمالها على نطاق دولي.ويبدو بحسب “فايننشال تايمز” ان هؤلاء المستثمرين لا يسعون وراء الربح السريع، بل يتركز معظم استثماراتهم على المدى الاستراتيجي، ويؤكد جميل أخرس من مجموعة الشرق الأوسط في شركة “مورجان ستانلي” ان معظم هذه الاستثمارات يعتمد على الفرصة التي تتيحها، ولا يركز على قطاع من القطاعات، وعادة ما تكون الشركات المستهدفة في هذا الاستثمار شركات معروفة تتمتع بإدارة قوية.
وبدوره شكل الأمير الوليد بن طلال، في يناير/كانون الثاني من العام الحالي اتحاداً مع مجموعة “فيرمونت” الكندية للفنادق وبنك “إتش. بي. أ. اس” البريطاني للتجزئة لشراء مجموعة “سافوي” للفنادق. وكان الوليد بن طلال يسعى إلى اضافة فنادق “سافوي” إلى أملاكه بعد ان اشترى وجدد فندق جورج الخامس في باريس.
© 2005 تقرير مينا(www.menareport.com)