كشف لـ ''الاقتصادية'' مصدر حكومي، أن السعودية تدرس جدياً إقامة شراكات لإنتاج الأرز في بنجلادش، وذلك ضمن إطار مبادرة الملك عبد الله للاستثمار الزراعي في الخارج، مبيناً أن السعوديين الذين التقوا في الجانب البنجلادشي بوقت سابق، يرغبون فعلياً في الاستفادة من تجربة بنك جرامين لدى بنجلادش فيما يتعلق بالتمويل الصغير.
وأفصح المصدر، أن الجانب السعودي أبلغ بطلب الجانب البنجلادشي المتمثل في إمكانية استيراد النفط بدون فوائد، وتقديم تسهيلات للدفع المؤجل من شهر واحد إلى ستة أشهر، بشأن استيراد النفط من شركة أرامكو السعودية.
وأكد أن السعوديين قاموا بتبادل المعلومات والتقارير الائتمانية للمصارف والشركات البنجلادشية داخل القواعد والأنظمة المعمول بها في البنك المركزي البنجلادشي، وأنهم نبهوا وشجعوا الحجاج القادمين إلى السعودية بالتخفيف من استخدام النقد واستخدام وسائل بديلة للدفع مثل الشيكات السياحية وبطاقات الائتمان.
وتأتي معلومات المصدر، استنادا إلى ما توصل إليه من اجتماع الطرفين، حيث التقى الجانب السعودي برئاسة الدكتور أحمد الفهيد وكيل وزارة العمل للشؤون الدولية، بينما ترأس الجانب البنجلادشي محمد أبو الكلام وكيل شعبة العلاقات الاقتصادية في حكومة بنجلادش الشعبية، بمنتصف آذار (مارس) الماضي.
ولفت مصدر ''الاقتصادية'' إلى أن الجانب السعودي أوضح أنه يرغب في الاستفادة من تجربة بنك جرامين لدى بنجلادش، وذلك فيما يتعلق بالتمويل الصغير الذي يستهدف إقامة مشروعات بسيطة وغير مكلفة، وفي الوقت نفسه توفر فرص عمل للمواطنين إلى جانب توفير دخل مناسب لهم، ورد الجانب البنجلادشي بشرح لطريقة عمل تلك القروض، إضافة إلى طريقة عمل غيرها من المؤسسات.
وفيما يتعلق بمجال الشؤون الأمنية، أكد أن الجانبين اتفقا على العمل لتسريع الانتهاء من اتفاقية تسليم المتهمين والمحكوم عليهم، وتعزيز التعاون خاصة في مجالات مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وغسل الأموال والتزوير والتزييف وتحديد الأدوات والتقنيات الحديثة المستخدمة في هذا المجال. ووفقاً للمصدر، فإن الطرفين وافقا على تعزيز التبادل التجاري بينهما كماً ونوعاً وإزالة العوائق التي تعوق انسياب السلع والمنتجات بين البلدين في مختلف المجالات، كما اطلع الجانب السعودي على العقبات المتعلقة بالشهادات ووضع العلامة التجارية والحد من الرسوم الجمركية على بعض المنتجات مثل المنسوجات والملابس الجاهزة والجلود والمنتجات الجلدية والسلع والأحذية والمستحضرات الصيدلانية، التي ذكرت من قبل الجانب البنجلادشي.
وأردف المصدر: ''طلب الجانب البنجلادشي من الجانب السعودي توظيف المزيد من المهنيين في مجال الصحة خاصة الأطباء والممرضات من بنجلادش، كما نوه باتخاذ المبادرات للاعتراف بالدرجات العلمية المختلفة التي تتعلق بمهنة الطب والتي تم الحصول عليها من بنجلادش''.
وأكد، أن الجانب السعودي اطلع على الإجراءات والإنجازات المتحققة على مدى السنوات الأربع الماضية من قبل الحكومة البنجلادشية في مجال إرسال العاملة إلى الخارج، المتضمنة إنشاء قاعدة بيانات رقمية للباحثين عن عمل في الخارج، واستخدام التكنولوجيا في الإرسال القومي للعمالة وتنمية المهارات والتدقيق الأمني.
وبين أن الجانب السعودي، طلب الاطلاع على ما لدى الجانب البنجلادشي من خبرات في مجال تربية الأحياء المائية وتبادل الخبرات في مجال إنتاج الأغذية الحيوانية، إضافة إلى رغبة الجانب السعودي في تصدير المنتجات الزراعية خاصة التمور منها إلى الأسواق البنجلادشية ومعرفة المواصفات والمقاييس للمنتجات الزراعية لديهم.
