التفاؤل يهيمن على مؤتمر دافوس

تاريخ النشر: 17 يناير 2017 - 10:24 GMT
التفاؤل يهيمن على مؤتمر دافوس
التفاؤل يهيمن على مؤتمر دافوس

يعد الاقتصاد العالمي في وضع أفضل مما كان عليه قبل سنوات، فأسواق الأسهم تزدهر، وأسعار النفط في طريقها للصعود من جديد، في حين تراجعت مخاطر تباطؤ سريع محتمل في الصين كان مصدر قلق للعالم قبل عام. لكن على الرغم من كل ذلك لا يبدو أن مناخًا احتفاليًا يخيم على اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا هذا العام، والذي يضم الزعماء السياسيين ورجال الأعمال والمصرفيين.

فتحت قشرة التفاؤل التي تحيط بالتوقعات الاقتصادية قلقًا يعتمل، يتعلق بمناخ سياسي أكثر خطورة وشعور عميق بعدم التيقن يحيط برئاسة دونالد ترامب للولايات المتحدة، المقرر أن تبدأ يوم 20 يناير، وهو يوم ختام اجتماعات المنتدى السنوي.

في العام الماضي، كانت هناك حالة إجماع في المنتدى على أن ترامب ليس أمامه فرصة للوصول للبيت الأبيض. وجاء فوزه بعد أقل من نصف عام على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ليوجه صفعة لشتى المبادئ التي تعتز بها صفوة دافوس بشدة منذ فترة طويلة من العولمة إلى التجارة الحرة والشركات متعددة الجنسيات.

وقال جان ماري جوينو، الرئيس التنفيذي للمجموعة الدولية لمعالجة الأزمات: «بصرف النظر عن رؤيتك لترامب ومواقفه، فإن انتخابه أدى إلى شعور عميق بعدم التيقن، وسيلقي ذلك بظلاله على دافوس».

وكان موازيس نايم، من مؤسسة كارنيجي للسلام العالمي، أكثر صراحة، حيث قال: «هناك إجماع على أن شيئًا ضخمًا يجري، شيئًا عالميًا وغير مسبوق على مستويات عدة. لكننا لا نعرف ما هي أسبابه أو كيف نتعامل معه».

وقال ستاندينج الذي دعي لدافوس للمرة الأولى: «نماذج المؤسسات التي تمثل التيار الرئيس لا تريد ترامب والسلطويين اليمينيين». وأضاف: «بل تريد اقتصادًا عالميًا يحقق نموًا مستدامًا، يمكنهم من خلاله القيام بأعمالهم». لكن إيان بريمر رئيس مجموعة أوراسيا الاستشارية ليس واثقًا من ذلك.

وهو يروي عن زيارة قام بها في الفترة الأخيرة لمقر بنك جولدمان ساكس في نيويورك، حيث رأى مصرفيين «يحتفلون في المصعد» بارتفاع أسعار الأسهم، واحتمالات خفض الضرائب، وتحرير الإجراءات التنظيمية في عهد ترامب.

ويعتقد سوما شاكرابارتي، رئيس البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير، أن التوصل إلى «نسخة حديثة من العولمة» ممكن، لكنه أقر بأن صياغتها ستحتاج إلى وقت. وقال: «سيكون طريقًا طويلًا لإقناع الناس بأن هناك نهجًا مختلفًا. لكن لا يتعين أن نلقي بالطفل مع ماء استحمامه».

لكن بعض الحضور يشعرون بالقلق من أن وتيرة التغير التكنولوجي والطبيعة المدمجة المعقدة للاقتصاد العالمي تصعب على الزعماء تشكيل الأحداث والتحكم فيها، ناهيك عن إعادة تشكيل النظام العالمي.