عرفت اسعار النفط والغاز في اغلب الاسواق الدولية ارتفاعات متفاوتة بعد الانفجار الضخم الذي اصاب المركب الصناعي للغاز بسكيكدة، ولا يعتقدان هذا الانفجار سيؤثر على تزويد انبوب غاز المغرب العربي الذي يمر عبر المغرب الى اسبانيا بالامدادات. وذكرت مصادر بشركتي غاز ناتورال وسيبسا الاسبانيتين أمس أن الانفجار الذي أدى الى اغلاق أكبر مصفاة لتكرير النفط في الجزائر لن يؤثر على الامدادات الجزائرية من الغاز الطبيعي المسال لهما.
وقال مصدر بشركة غاز ناتورال الشركة الرئيسية لتوزيع الغاز في اسبانيا :" الانفجار لا يؤثر علينا. فالمصنع المعطوب في موقع اخر غير الذي تأتي منه امداداتنا في الجزائر". وأسفر الانفجار عن مقتل أكثر من 30 شخصا على الاقل بمجمع سكيكدة النفطي يوم الاثنين وأدى الى ايقاف جميع الانشطة. وتصدر الجزائر الغاز أيضا من مرفأ ارزو. وتستورد اسبانيا حوالي 60 في المائة من امدادات الغاز الطبيعي من الجزائر.
وأعلن وزير الطاقة والمناجم الجزائري شكيب خليل الذي تفقد المكان للاذاعة الجزائرية أن أسباب الانفجار وطبيعته مازالت مجهولة، موضحا ان عمليات البحث مازالت جارية للعثور تحت الانقاض على جثث أشخاص باغتهم الانفجار. ويشكل هذا الانفجار أكبر كارثة تشهدها الجزائر في المجال الصناعي منذ استقلالها في 1962. ومما يزيد من خطورة الحادث وقوع الانفجار في قطاع حيوي من الاقتصاد الجزائري، وذلك حسب ما أوردته صحيفة العلم المغربية.
ويمثل المجمع الصناعي المدمر 23٪ من مجمل انتاج الغاز الطبيعي المسال الذي يبلغ 9.26 مليار متر مكعب. وتحصل الجزائر على 96٪ من مواردها بالعملة الصعبة من المحروقات لاسيما الغاز الذي يشكل فيه الغاز الطبيعي المسيل نسبة 45٪ . ويصدر بقية انتاج الغاز ( 34 مليار متر مكعب ) عبر أنابيب إلى أوروبا. وتفيد أرقام رسمية أن الغاز - الطبيعي والطبيعي المسال - يؤمن نصف عائدات المحروقات التي تصدرها الجزائر وبلغت أكثر من 24 مليار دولار خلال 2003.
وذكر وزير الطاقة والمناجم بان انتاج الجزائر من الغاز المسال سيعرف اضطرابا في الشهور المقبلة وان المصانع الاخرى سترفع من قدرتها الانتاجية، خاصة مصنع ارزيو بوهران (400 كلم غرب العاصمة) الذي يمثل 77% من الانتاج الجزائري للغاز المسال. اما المصنع المحطم فيمثل 23% من الانتاج، ما يعادل 27 مليار متر مكعب في السنة. ويمثل بيع الغاز والبترول اكثر من 95% من عائدات الجزائر من العملة الصعبة. ( البوابة)
