سجل الجنيه السودانى تراجعا مريعا امس امام العملات الاجنبية الاخرى فى اعقاب انباء تحدثت عن احتمالات تأخر استئناف ضخ نفط جنوب السودان عبر الأراضي السودانية وبلغ الدولار في السوق المواز 6,3 مقابل الجنيه السوداني، بينما وصل اليورو الى ثمانية جنيهات. وأبلغ السودان حكومة الجنوب بأنه غير مستعد لاستقبال النفط ما لم يحدث اختراق في الملفات الأمنية العالقة بين البلدين لاسيما فك الارتباط بين جوبا ومتمردي الحركة الشعبية ـ قطاع الشمال، بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.
وعزا خبراء الارتفاع إلى عدم إنفاذ اتفاق التعاون بين الخرطوم وجوبا، ومن ضمنه اتفاق بإعادة ضخ النفط الجنوبي. وشهدت صرافات الأسبوع الماضي تراجعاً في حجم المعروض لديها من حصيلة النقد الأجنبي. وكانت إجراءات لبنك السودان المركزي حددت ضخ حصص معينة من العملات الصعبة للصرافات.
ويؤثر ارتفاع الدولار على الوضع الاقتصادى فى السودان بنحو مباشر حيث تشهد السلع ارتفاعا جنونيا فى الاسعار ويشكو الالاف من السودانيين من تزايد اسعار السلع الرئيسية على رأسها اللحوم والسكر وغيرها.
وأخمدت السلطات السودانية بعنف بالغ تحركات بدأت قبل نحو ثلاث اشهر حين احتج المئات من المواطنين على ارتفاع الاسعار وطالبوا وقتها برحيل النظام لكن تلك التحركات انتهت بعد نحو اربع اسابيع دون ان تتحقق اى من مطالب الجماهير الداعية للإصلاح الاقتصادى وتخفيف وطأة الاسعار.
