دخلت الخطوط الجوية العربية السعودية عصراً جديداً تتسارع فيها الخطى لإحداث نقلة نوعية في مستوى الأداء والخدمات من حيث الشكل والمضمون بما يتواكب مع متطلبات تطوير الأداء يتوافق مع تحديات مرحلة الخصخصة والمنافسة المتزايدة بين شركات الطيران على المستويين الإقليمي والدولي.
وفي تصريح لمعالي المهندس خالد بن عبد الله الملحم، مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية، أوضح معاليه بأن هذه الرؤية الجديدة تتجسد في إعادة هيكلة الخطوط لتدار من خلال 4 وحدات تشغيل رئيسية وهي؛ وحدة الخدمات المتميزة والتي تتمثل في وجهات السفر الدولية وخدمات الحج والعمرة وخدمات السفر المحلية الاقتصادية والخدمات الخاصة لكبار الشخصيات.
وأضاف معاليه قائلاً "ندخل في السعودية عصراً جديداً تتسارع فيه خطواتنا نحو المستقبل. ولكي نضمن نجاح هذه الفترة المهمة في تاريخ الخطوط، بدأنا العمل بشكل تدريجي، وعبر مراحل متتالية في سبيل تطبيق خطة المؤسسة الاستراتيجية في هذا المجال، والتي تشمل تطوير البنية التقنية وتوسيع شبكة الرحلات بما يخدم أهدافها التسويقية وتطوير مكاتب المبيعات وخدمات الحجز وخدمات المطار والخدمة على متن الطائرة إلى جانب إعادة هيكلة برنامج الفرسان بالإضافة إلى التوسع في الخدمات الإلكترونية بعد أن تم إصدار أكثر من 1.3 مليون تذكرة إلكترونية من مكاتب السعودية وتحول 50% من العملاء إلى نظام التذاكر الإلكترونية، وإلى جانب الخدمات الإلكترونية سيتم العمل على تطوير موقع "السعودية" على شبكة الإنترنت مع تحسين بيئة العمل للموظفين إلى جانب التطوير الشامل لبرامج التدريب بهدف إعداد وتأهيل الكوادر البشرية بما يستوعب متطلبات هذه الفترة الجديدة .
تطوير البنية التقنية
ولعل من أهم مراحل التطوير لدى الخطوط الجوية العربية السعودية هي تطوير بنية تقنية ذات مرونة فائقة وذلك لتبسيط إجراءات الحجز وإصدار التذاكر، وتشمل هذه المرحلة إعادة تصميم موقع السعودية الإلكتروني بالكامل ليحتوي على مزايا جديدة سهلة الاستخدام. وتبدأ عملية تحديث الموقع بتبسيط إجراءات الحجز كما ستقدم السعودية عروضاَ تشجيعية للعملاء الذين يحجزون مباشرة من الموقع.
إعادة هيكلة الفرسان
من جهة أخرى، تقوم الخطوط الجوية العربية السعودية حالياً بإعادة هيكلة برنامج الفرسان بعد أشهر من دراسات السوق والدراسات الميدانية التي استهدفت شرائح عديدة من المجتمع لمعرفة متطلبات العملاء من برامج المكافئات. وشملت برامج التطوير استحداث برنامج خاص لجميع أفراد العائلة، والذي سيتم طرحه قبل نهاية العام الحالي. الجدير بالذكر، أن برنامج الفرسان يضم أكثر من 600,000 عضواً ويحظى بمعدل نمو قدره 3% شهرياَ.
مكاتب عصرية ووجهات جديدة
وضمن برامجها الجديدة، تعمل الخطوط الجوية العربية السعودية على تحديث مكاتب المبيعات والتذاكر بلمسة شخصية وذلك بهدف تعزيز العلاقات ما بين الخطوط وعملائها. ومن المتوقع أن تطلق السعودية 10 وجهات جديدة بالإضافة إلى إعادة جدولة رحلاتها وتكثيفها نحو الوجهات الأكثر طلباً. وكانت السعودية قامت مؤخراً بتكثيف رحلاتها إلى دبي حيث وصلت إلى 44 رحلة في الأسبوع ونظراً للإقبال الشديد على وجهة شرم الشيخ، أعلنت السعودية مؤخراً عن تسيير رحلات منتظمة إلى شرم الشيخ طوال العام بدلاً من تنظيمها في موسم الصيف علماً بأن الخطوط السعودية نقلت أكثر من 5.2 مليون مسافر في فترة الصيف.
الاستثمار في الكوادر البشرية
وفي سعيها لتطوير فريق العمل، اعتمدت السعودية سلسلة من البرامج المخصصة لتدريب وتأهيل الكوادر البشرية والتي تشمل موظفي الصفوف الأمامية في جميع أقسام المؤسسة، بالإضافة إلى تطوير هذه الكوادر في المواقع الإدارية والمالية. كما اعتمدت الخطوط العديد من الدورات والبرامج التدريبية في المجالات الفنية والتقنية. ويدعم هذا التوجه الجديد الاستثمارات الهائلة في مجال التقنية والمعلومات وذلك للوصول إلى الكفاءة القصوى في التشغيل والادارة.
وفي ختام تصريحه، أكد معالي المهندس خالد الملحم أن هذه البرامج التطويرية الشاملة سوف تمثل نقطة تحول في التوجه المستقبلي للمؤسسة بهدف تعزيز مكانتها التنافسية على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي وصورتها الذهنية لدى العملاء وكسب رضاهم، كما أن هذه البرامج تعتبر قوة الدفع الرئيسية لاجتياز مرحلة الخصخصة بنجاح بإذن الله من خلال العمل على تأكيد مكانتها كمؤسسة سريعة التطور جاذبة للاستثمار ومحققة الربح للمساهمين. وقد نوه معاليه في نفس الوقت إلى أن أبناء المؤسسة يملكون القدرة على تحقيق النجاح المأمول في هذه المرحلة الهامة لتضاف إلى المراحل الحافلة بالإنجازات في تاريخ صرحنا الوطني.
© 2007 تقرير مينا(www.menareport.com)