ارتفاع الدولار يزيد أوجاع سوق النفط

تاريخ النشر: 29 يناير 2015 - 08:20 GMT
الدولار في ارتفاع مستمر
الدولار في ارتفاع مستمر

تراجع النفط الخام في الأسواق العالمية بسبب ارتفاع الدولار الأمريكي فيما شهدت سلة أوبك تحسنا نسبيا في الوقت الذي دعت فيه قيادات نفطية أوروبية إلى إنشاء اتحاد دولي للطاقة لتنسيق المواقف بين الدول كما دعت إلى حل الصراعات السياسية وتأمين إمدادات الطاقة.

ويقول لـ"الاقتصادية"، ماركوس بيرر المدير العام لمؤسسة بيزنس أوروبا، إن هناك متغيرات جوهرية وطويلة المدى حدثت في سوق الطاقة في العالم مع تنامي الإنتاج دون التوازن مع الطلب، وهو ما أدى إلى تراجع حاد في الأسعار استفادت منه بعض الدول المستهلكة.

وأشار بيرر إلى أن القارة الأوروبية تعاني تداعيات الصراعات السياسية أيضا، خاصة الأزمة في أوكرانيا مشدداً على ضرورة الإسراع في برامج التنمية للاستفادة من رخص أسعار الطاقة والعمل على تأمين إمدادات الطاقة واستكمال عملية تحرير الأسواق والحفاظ على أسعار جيدة وتنافسية لدول المنطقة.

ونبه بيرر إلى أهمية دعم الحوار مع كبار المنتجين خاصة الولايات المتحدة وروسيا إلى جانب تطوير الاعتماد على الطاقات البديلة، خاصة الغاز الطبيعي وزيادة فرص الاستكشاف في هذا المجال الحيوي الواعد.

وأضاف بيرر أن الشرق الأوسط مصدر مهم للطاقة وأيضا دول حوض البحر المتوسط، مشيرا إلى أهمية زيادة الاستثمارات في هذه الدول وتطوير البنية الأساسية لجذب الاستثمارات والاهتمام بالدخول لمجال إنتاج النفط الصخري، داعياً إلى إنشاء اتحاد دولي للطاقة في العالم يعمل على استقرار سوق الطاقة ويضمن التوازن بين مصالح المنتجين والمستهلكين ويؤمن إمدادات الطاقة بأسعار عادلة وتنافسية .

وأوضح بيرر أن العلاقات الأوروبية الروسية تواجه حاليا عديدا من التحديات المهمة حيث يعانى مجتمع الأعمال بصفة خاصة صعوبات بسبب هذا الصراع وتداعياته على النشاط الاقتصادي، مشيراً إلى أهمية فصل الصراعات السياسية عن قضايا التنمية والتعاون الاقتصادي.

ومن جانبه، أكد لـ"الاقتصادية"، الدكتور يوناثان سترن كبير الباحثين في معهد أكسفورد لدراسات الطاقة، أن تغييرات جوهرية حدثت في سوق الطاقة في عام 2014، مشيرا إلى أن أهم التحديات التي يجب أن يعمل المنتجون والمستهلكون معا على حلها هي كيفية تحقيق الأمن الدولي وتوفير إمدادات آمنة للطاقة وتوفير الاحتياجات الحالية والمستقبلية من الطاقة.

وقال سترن إن تراجع أسعار النفط الخام بشكل سريع وحاد ليفقد 60 في المائة من قيمته في أقل من سبعة أشهر أربك حسابات كل الأوساط الاقتصادية وأوجد حالة تنافس شديدة خاصة بين المنتجين في السوق بسبب تخمة المعروض.

ودعا كبير الباحثين في معهد أكسفورد لدراسات الطاقة، إلى سرعة تطوير السياسات الدولية للطاقة لتتواكب مع التغييرات الجديدة في السوق مشيرا إلى أهمية العمل بقوة على إعادة ثقة المستثمرين والمستهلكين بالسوق، وإلى أن فكرة إنشاء اتحاد دولي للطاقة أصبحت أمرا ملحا وهاما في ضوء الاضطرابات المستمرة للسوق.

وشدد سترن على أهمية العمل على زيادة الاستثمارات في الطاقات المختلفة، خاصة الغاز الطبيعي الذي تحتاج إليه أوروبا بشكل أساسي وتمثل تأمين إمداداته للقارة الأوروبية نوعا من الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

وأوضح لـ"الاقتصادية"، رالف فلتمان مختص الطاقة في مجموعة إكسبرو الأمريكية، أن تعافى أسعار النفط الخام قادم خلال الشهور القليلة المقبلة متوقعا أن يصل سعر الخام إلى 65 دولارا للبرميل بحلول صيف هذا العام على أن يواصل صعوده بنهاية العام إلى قرابة 90 دولارا للبرميل.

وتوقع فلتمان أن يكون للصراعات السياسية الحالية تأثير كبير في النفط الخام وعدها سببا رئيساً في تراجع الأسعار، لافتاً إلى أن تراجع حدة هذه الصراعات سيكون له تأثير إيجابي في عودة أسعار النفط الخام إلى الانتعاش والتعافي، خاصة ما يتعلق بأزمة أوكرانيا.

وشدد مختص الطاقة في مجموعة إكسبرو الأمريكية، على ضرورة العمل على زيادة الطلب على النفط من أجل التنمية، مشيرا إلى أهمية مواجهة الانكماش الاقتصادي وتراجع معدلات النمو التي تؤثر في كثير من الدول في العالم، منبهاً إلى ضرورة دعم الحوار الفعال بين المنتجين وإيجاد تنسيق وتفاهمات تساعد في استقرار السوق ونموه بدلا من حالة الصراع الحاد على الحصص السوقية وتحقيق الاندماج والتكامل بين الأطراف كافة وتغليب المصالح العامة للاقتصاد الدولي على أي مصالح أو مكاسب مؤقتة لدولة على حساب دول أخرى. وعلى صعيد الأسعار، تراجع سعر النفط إلى 49 دولارا للبرميل أمس بعد تقرير أظهر أكبر زيادة في مخزونات الخام الأمريكية منذ نحو عقدين في الأسبوع الماضي وصعود الدولار.

وقال معهد البترول الأمريكي، إن مخزونات النفط الخام الأمريكية قفزت بواقع 12.7 مليون برميل في الأسبوع الماضي أو ما يعادل ثلاثة أمثال الكمية المتوقعة وشمل ذلك زيادة قدرها مليونا برميل في مستودع تسليم عقود نايمكس في كوشنج بأوكلاهوما.

وإذا تأكدت تلك الزيادة الأسبوعية في تقرير لاحق لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية فسوف تكون الأكبر منذ آذار (مارس) 1994 وفق بيانات الإدارة وستأتي عقب زيادة قدرها 10.1 مليون برميل الأسبوع السابق.

ونزل سعر العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 25 سنتا إلى 49.35 دولار للبرميل بعدما لامس أدنى مستوى خلال الجلسة 48.79 دولار للبرميل.

وكان الخام قد بلغ أدنى مستوى له في نحو ست سنوات 45.19 دولار للبرميل قبل نحو أسبوعين، ونزل خام النفط الأمريكي 76 سنتا إلى 45.47 دولار للبرميل بعدما بلغ أدنى سعر في الجلسة 45.14 دولار للبرميل.