السعودية – إنفاق 40 مليون دولار لشراء مكسرات العيد

تاريخ النشر: 15 نوفمبر 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

دفع دخول موسم عيد الفطر المبارك مبيعات نشاط المكسرات في السوق السعودية لأكثر من 30 في المائة، ليسهم في ضخ عوائد مرتقبة تقدر بأكثر من 150 مليون ريال (40 مليون دولار) مع استهلاك متوقع لنحو 7.5 ألف طن خلال الموسم البيعي الجاري، الذي يشمل موسم رمضان وعيد الفطر المبارك خاصة مع ارتفاع نسبة النمو السنوية التي قدرها عاملون في السوق بين 7 و10 في المائة سنويا.  

 

وأكّد مراقبون للسوق أن هناك علاقة في ارتفاع سعر المكسرات القائم في سوق السعودية وأسعار النفط الجارية في الأسواق العالمية، نافين وجود أي نقص في إمداد المكسرات بكافة أصنافها في السعودية. وقال عبد السلام كشلي مدير مبيعات «الرفاعي» للمكسرات أشهر المؤسسات العاملة في هذا المجال بالسعودية، إن هناك ارتفاعا نسبيا في الأسعار نتيجة صعود أسعار النفط عالميا والتي تنعكس آثارها على حركة الشحن، خاصة أن بعض أنواع المنتجات تستورد من أماكن بعيدة جدا عن السواحل السعودية، مبينا أن أثر أسعار النفط منعكسة على جميع المنتجات المستوردة. وأفاد كشلي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن السوق السعودية من المكسرات تشهد تناميا ملحوظا في استهلاك المكسرات بجميع أصنافها سجلت معها ارتفاعا في المبيعات السنوية للمتاجر المتخصصة في هذا النشاط تقدر بأكثر من 500 مليون ريال (133.3 مليون دولار) سنويا، مما دفع لتزايد النمو العام للسوق إلى 10 في المائة. 

 

وأرجع التنامي والتطور في سوق المكسرات بالسعودية لسياسة المنافسة التي وصفها بـ«الشريفة» والمفتوحة لجميع التجار الدخول، وتقديم ما يمكن أن يضيف للسوق، لافتا إلى أن التركيبة السكانية في السعودية التي تتضمن معظم جنسيات العالم وتقبل الفرد السعودي لكل جديد أسهم في دخول نكهات جديدة كالمكسرات المدخنة، والجبنة، ونكهة المشاوي، ونكهة الكاري. وزاد كشلي أن ارتفاع حس الذوق والتقييم لدى المستهلك السعودي أسهم في إعجابه ببعض المكسرات بأنواعها المختلفة والمتعددة، موضحا أن منتجات المكسرات باتت تستورد إلى السعودية من دول بعيدة وشهيرة في هذا النشاط كأميركا والصين وتركيا والهند وإيران. 

 

وأكد كشلي، وكما ذكرت صحيفة الشرق الأوسط التي أوردت الخبر، أن الحكومة السعودية ممثلة بالأمانة العامة لمدينة الرياض شددت في الفترة الماضية من عمليات التفتيش المفاجئ لتأكد من نظافة المعارض ومدى تقيد البائعين بالشروط الصحية والنظام والنظافة، موضحا أن مؤسسته والمؤسسات الموردة الأخرى جهزت السوق والمستودعات والمعارض بكميات كافية من المكسرات. 

 

من جانبه، قدر محمود الهزيم المدير العام لفروع مؤسسة «الفار» التجارية بالسعودية والمتخصصة في المكسرات والحلويات ارتفاع الأسعار بأقل من 10 في المائة، الأمر الذي يعده «استقرارا»، خاصة أن أسعار المكسرات بطبيعتها رخيصة إذ يشتري المستهلك كميات كبيرة بمبالغ قليلة نسبيا، وهو ما يفسر استهلاك كميات ضخمة في المواسم. 

 

وأوضح الهزيم لـ«الشرق الأوسط» أن هناك حركة عروض كبيرة تجريها محلات بيع الحلويات، لا تشمل المكسرات إذ يصعب إدراج المكسرات في التخفيضات وتطبيق سياسة خصم الكمية التي يمكن تنفيذها على منتجات الحلويات والبسكويت، يضاف لذلك الاستقرار النسبي لسعر المسكرات ونظام القياس بالكمية المطلوبة.ولفت الهزيم إلى أسعار بعض المكسرات حيث بلغ متوسط سعر كيلو «اللوز» من الصنف العادي 28 ريالا (7.4 دولار)، والكاجو 40 ريالا (10.6 دولار)، والفستق 35 ريالا (9.3 دولار)، في حين بقيت أسعار اللب بجميع أصنافه على مستوياتها السابقة وترتفع وتنخفض بحسب النوعية و«الحمس». 

 

وفي سياق متصل بنفقات السعوديين، قدر متعاملون في سوق الملابس حجم مبيعات الملابس الجاهزة خلال شهر رمضان وعيد الفطر بنحو 11 مليار ريال.وأكدوا أن نشاط تجارة الملابس الجاهزة يأتي في الخانة الثانية بعد نشاط الأغذية والمأكولات، من حيث الأهمية في النشاط التجاري بشكل عام في السعودية.وتقدر حجم مبيعات الجملة والقطاعي في السوق السعودية لأقمشة الثياب الرجالية بنحو 1.5 مليار ريال لهذا العام، وأشاروا إلى ارتفاع الطلب على نوعية وخامة الأقمشة هذا الموسم الذي امتد من بداية شهر رجب المنصرم إلى شهر رمضان المبارك حيث توقفت معظم معامل خياطة وتفصيل الثياب الرجالية عن العمل بعد أن أنهت مستلزمات العيد. 

 

وأوضح مدير عام شركة فواز الحكير وشركاه فواز الحكير لصحيفة "الوطن" السعودية أن حجم تجارة الملابس الجاهزة يقارب 45 مليار ريال في السعودية. وأكد على أن حجم مبيعات السوق خلال شهر رمضان للمواطنين والمقيمين يصل إلى نحو 10.8 مليارات ريال، متوقعاً أن يصل حجم مبيعات السوق يوم أمس وحده إلى نحو 600 مليون ريال.وعزا الحكير ضخامة مبيعات السوق إلى وجود عدد ضخم من المنشآت التجارية التي تعمل في مجال تجارة الملابس وأن عدد المحلات التي تعمل في قطاع تجارة ملابس الأطفال والنساء وحده يزيد عن 12 ألف محل.بالإضافة إلى أهمية هذا النشاط للحياة البشرية، فهو النشاط الثاني في السعودية بعد تجارة الغذاء، مما يؤهله للنمو بشكل مستمر ليتماشى مع النمو السكاني. 

 

وبيّن الحكير أن السوق شهد خلال العام الجاري نمواً في مبيعاته بلغ نحو 27% في المحلات الجديدة، و8% للمحلات التي تمارس نشاط تجارة الملابس الجاهزة منذ مدة طويلة.وأشار الحكير إلى أن حجم نمو المبيعات في السوق تجاوز 6.5 مليارات ريال خلال العام الجاري، وهو ما سيرفع حجم مبيعات السوق بنهاية العام إلى أكثر من 50 مليار ريال.ويتوقع أن يؤدي اقتراب حلول العيد إلى ارتفاع وتيرة الشراء خلال الليلتين الأخيرتين، كما هو معتاد في كل عام، وأن يبلغ حجم مبيعات آخر ليلتين من رمضان نحو 1.2 مليار ريال. 

 

من جانبه أوضح رئيس اللجنة التجارية في غرفة الرياض ومدير عام شركة أبناء محمد العجلان التجارية أن السوق شهد نمواً في مبيعات الأشمغة و"الغتر" قارب الـ50% خلال شهر رمضان.وقال إن سوق الأشمغة ينشط في رمضان في كل بسبب اقتراب العيد، معتبراً عيد الفطر الموسم الذهبي لتجارة الملابس بشكل عام، مقدراً حجم مبيعات السوق السعودي من الأشمغة بنحو 800 مليون ريال في العام.وأشار العجلان إلى أن السوق السعودي شهد خلال الموسم الحالي عملية إغراق كبيرة من منتوجات الأشمغة المقلدة القادمة من شرق آسيا. 

 

من جانبه قال مدير عام إحدى الشركات الاشمغة المحلية عمران بن رياض المالكي إن الإقبال على شراء الشماغ في رمضان ازداد بشكل لافت للنظر حيث قدرت المصادر أن السوق السعودي استهلك ما يزيد عن 4 ملايين شماغ خلال الموسم الحالي. 

و أشار المالكي إلى أهمية جودة التصنيع ورقي التصميم للحصول على ثقة المستهلك والحصول على الحصة الأكبر من السوق خاصة في ظل سياسة الإغراق الكمي والسعري التي تنتهجها بعض الشركات الموردة بالتعاون مع أطراف خارجية في جنوب شرق آسيا التي أغرقت الأسواق بالمنتجات والتصاميم التي تفسد الذوق العام للشماغ، إلى جانب إفسادها لنمو السوق من خلال تشجيعها لتسويق الشماغ على مفارق الطرق والبسطات أمام المساجد مما يفقد هذا المنتج أصوله التراثية ويحوله إلى سلعة غير ذات قيمة.(البوابة)  

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن