صرح النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع والطيران المفتش العام الامير سلطان بن عبدالعزيز ان ما تشهده السعودية من نقلة نوعية في مجال الاتصالات هو "من صميم التوجه نحو الاصلاح الذي تنشده في جانبه الاقتصادي والفني". واكد في كلمته في افتتاح ندوة التجارة الالكترونية مطلع هذا الإسبوع في مدينة أبها ان "الذين يريدون لشعبنا العزلة لن يكون لهم تأثير في مسيرة النماء والبناء"، مشيراً الى ان التجارة الالكترونية تشكل خياراً ناجحاً لدى الشركات والافراد.
وقدر الامير سلطان حجم معاملات التجارة الالكترونية في السعودية بنحو 700 مليون ريال (186.6 مليون دولار) سنوياً، لافتاً الى انها في طريقها الى النمو. وأشار الى ان صناعة النفط والغاز تعد رائدة في تبني ونشر التجارة الالكترونية في معاملاتها واعمالها والى "مباركة الدولة لكل خطوة تصب في مصلحة الوطن والمواطن وتتوافق مع شريعتنا الغراء ولعل في تشكيل لجنة عليا للتجارة الالكتروينة بالمملكة ما يؤكد ذلك".واشاد الامير سلطان بتجربة التخصيص التي خاضتها "الاتصالات السعودية" وما اثمرته من توسع وتميز في توفير الخدمات الالكترونية والاتصالية "وهو ما لا غنى للتنمية عنه في كل جانب من جوانبها ونتطلع الى المزيد من هذه الجهود بما يتوائم مع مكانة المملكة محلياً وعالمياً في شتى المجالات"، وذلك حسب ما ذكرته صحيفة الحياة التي أوردت الخبر.
من جهته قال وكيل وزارة التجارة للشؤون الفنية رئيس اللجنة الفنية الدائمة للتجارة الالكترونية الدكتور فواز بن عبدالستار العلمي :" ان حصة التجارة الالكترونية بلغت 10 في المئة من اجمالي التجارة العالمية". وأضاف :" ان عائد استخدام الانترنت لاغراض التجارة الالكترونية وصل الى اكثر من تريليون دولار في العام الماضي، اضافة الى ان 70 في المئة من الشركات العالمية الكبرى تستخدم آليات التجارة الالكترونية في معاملاتها". وتابع قوله :" ان السعودية تحتل المركز الاول في معدلات نمو اعداد المشتركين في الانترنت في العالم العربي والمركز الخامس بين دول العالم في معدلات نمو استخدام الكومبيوتر".
ومن جهته اوضح مدير جامعة الملك خالد الدكتور عبدالله بن محمد الراشد ان اتقان المؤسسات الحكومية في المملكة لتقنية المعلومات حتى سنة 2004 يقدر بنحو 400 مليون دولار، لافتاً الى ان السعودية تبوأت المركز الخامس والاربعين العام الماضي بين دول العالم من ناحية الجاهزية التقنية والالكترونية.
هذا وتعتبر السعودية من الدول التي تسجل احد اكبر معدلات النمو في العالم في استخدام الانترنت. وهي تحتل المركز الرابع في العالم لجهة ارتفاع نسبة النمو في عدد اجهزة الحاسب الآلي (32 في المئة سنوياً)، كما يستحوذ السوق السعودي على النصيب الاكبر من حجم سوق تقنية المعلومات والاتصالات في المنطقة. وتتوقع السعودية ان يصل عدد مستخدمي الانترنت إلى أكثر من 21 في المئة من عدد السكان، ما يساعد على انتشار التجارة الالكترونية. رغم كل هذه المزايا، تسير التجارة الالكترونية بخطي بطيئة في السعودية. ويرى المهندس علي الدبيخي، وهو رئيس مكتب للاستشارات، ان عوائق عدة تقف في وجه تلك التجارة، منها غياب التشريعات والانظمة الواضحة، وعدم الثقة بسرية معلومات المستهلكين المالية من خلال تنقلها عبر شبكة الانترنت. وكذلك عدم توافر البنية التحتية التقنية المتكاملة اللازمة، ونقص الوعي الكافي بأهميتها من التجار والمستهلكين. ويضاف إلى ما سبق عوائق اخرى مثل عدم الثقة بدقة التبادلات الالكترونية وسجلاتها وصحتها، وعدم الثقة بالقيمة القضائية للوثائق الرقمية ، وعدم توافر المواصفات القياسية لأدوات التجارة الالكترونية ونظمها، وكذلك الموظفين العارفين بها، وأخيراً بطء انتشار استخدام الانترنت من قبل فئات. ( البوابة)