دول الخليج تتجه إلى السياحة البحرية لدعم الاقتصاد

تاريخ النشر: 04 مايو 2016 - 10:35 GMT
تطور صناعة السياحة البحرية في العالم، يفرض على دول الخليج بذل المزيد من الجهود لتعزيز التعاون، وتبادل الخبرات بهدف تطوير القطاع
تطور صناعة السياحة البحرية في العالم، يفرض على دول الخليج بذل المزيد من الجهود لتعزيز التعاون، وتبادل الخبرات بهدف تطوير القطاع

تشكل السياحة البحرية رافداً مهماً من روافد منظومة السياحة الشاطئية لأي دولة ساحلية، وتعد وجهاً جميلاً للتعاون بين دول المجلس.

وتطور صناعة السياحة البحرية في العالم، يفرض على دول الخليج بذل المزيد من الجهود لتعزيز التعاون، وتبادل الخبرات بهدف تطوير القطاع، وفق صحيفة “الرياض”.

وعليه، فإن التعاون الذي تم بين دول المنطقة خلال الخمسة أعوام الماضية ساهم بتقدم صناعة السياحة البحرية، لكن إصدار التأشيرة السياحية المخصصة للسياحة البحرية والكلفة العالية، تعد أكبر تحديات أمام القطاع، إلا أن دولة الإمارات استطاعت حل المشكلة عبر تخصيص تأشيرة للسائح البحري تكون سارية المفعول لمدة شهر واحد، ومتعددة الدخول حيث استهدفت السوق الهندي والصيني وجنوب إفريقيا وروسيا.

وخلال الأعوام الأخيرة، زاد اهتمام قطاعات السياحة في دول الخليج بالرحلات البحرية، وتوسعت إلى وجهات مختلفة داخل وخارج منطقة الخليج، تشمل دول أوروبا وأميركا ودول شرق آسيا وإفريقيا.

واستقبلت بعض الموانئ الخليجية ما يفوق 2.56 مليون سائح بحري خلال الأعوام القليلة الماضية.

وتنطلق الرحلات البحرية من جزيرة المرجان، وكورنيش الدمام، وكورنيش الفناتير، وقلعة بوماهر، وميناء راشد، لمدة أسبوع إلى وجهات مختلفة في منطقة الخليج العربي وخليج عُمان، أما الرحلات العالمية فتكون في الغالب مددها من شهر فما فوق تقريباً، وتعد الرحلات الداخلية غير مكلفة مقارنةً بكلفة إجازة لمدة أسبوع تشمل الإقامة وتكاليف الطعام في فنادق ومنتجعات.

وتنشد السياحة البحرية في معظم دول الخليج أسواق جديدة، مثل الهند، والصين، وروسيا، ودول الكومونولث، كذلك دول أوروبا الغربية، لا سيما ألمانيا، وأميركا الشمالية.

السعودية

وتمتلك دول الخليج عدة مقومات تجعلها وجهة مثلى للرحلات البحرية، منها توفر المواقع المفضلة، وسهولة تمديد الإقامة منذ بداية الرحلة أو في نهايتها، فضلاً عن الاستثمارات الضخمة لتطوير الموانئ والسفن.

ففي السعودية، بدأت الشركات السياحية حديثاً باستثمار الجزر والواجهات المطلة على البحر، والتخطيط لدعم وتطوير السياحة البحرية.

وتشهد المنطقة الشرقية تطوراً ملحوظاً في مرافقها السياحية، خاصة الواجهات البحرية التي تسعى الرياض إلى جعلها محطة جذب للسياح ممن يرغب بالمتعة والراحة والترفيه.

وتنطلق الرحلات السياحية عادةً في السفن التي تتكون من طابقين ومحاطة بنوافذ خارجية، وبعض هذه السفن يكون مقسماً إلى غرف عائلية مطلة على البحر مباشرة، وبعضها الآخر مفتوح على الهواء، حيث تقوم السفينة، التي تتسع لـ60 شخصاً، برحلات يومية مجدولة كل ساعة تقريباً، في جولات سياحية حول كورنيش الدمام والواجهة البحرية.

أما السفن الحديثة فتتسع لنحو 200 شخص تقريباً، وتقدم خلال الرحلة برامج مختلفة، كألعاب ومسابقات للكبار والأطفال، وجوائز وهدايا، وفرق شعبية تقدم الأهازيج الوطنية، وغيرها.

وفي وقت سابق، دشن أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف بن عبد العزيز، مجمع الزامل للخدمات البحرية بـ”ميناء الملك عبد العزيز بالدمام”، والذي يعد أكبر ترسانة في المملكة لبناء وإصلاح السفن، وفقاً لصحيفة “الاقتصادية”.

وتقع الترسانة على مساحة تقدر بنحو 2200 متر مربع، وتحوي مرفاعاً للسفن بسعة 7200 طن وطول 102 متر وعرض 32 متراً، ومزود بنظام نقل السفن من المرفاع إلى منطقة البناء والإصلاح التي يمكن أن تتسع لأكثر من 10 سفن في الوقت نفسه.

الإمارات

وفي 2006 بدأت شركتي “عايدا” و”وستا كروز” العالميتين عملياتهما في دبي لتنضم إليهما 2010 شركة “رويال كاريبيان”، بوجود خمس شركات عالمية تتخذ من دبي مركزاً لعملياتها باستخدام سبع سفن بحرية.

وافتتحت “دائرة السياحة والتسويق التجاري”، أول مبنى مخصص لاستقبال السفن السياحية في 2001، واستقبلت الإمارة حينها 17 سفينة، حملت على متنها نحو 7000 سائح بحري، حسبما أوردت صحيفة “الخليج”.

ويستقبل “ميناء راشد” باستمرار سفناً سياحية ضخمة من كوستا سيرينا، وآيدا ديفا، وأماديا، وإم إس سي أوركسترا، وكوستا نيوريفييرا، على متنها 25 ألف سائح تم استقبالهم في محطات السفن السياحية خلال عطل نهاية الأسبوع، ويستوعب الميناء حالياً ست سفن في وقت واحد ضمن ثلاثة مبانٍ.

إلى ذلك، ساعد إصدار التأشيرة السياحية على نشاط هذا القطاع، ففي 2001 استقبلت دبي 7 آلاف سائح بحري، ووصل العدد إلى 358 ألفاً خلال 2014، و470 ألفاً نهاية العام الماضي، بنمو 31%.

وزاد عدد السفن الزائرة لدبي 2%، ومن المتوقع أن يبلغ 140 سفينة بحرية وعدد السياح 550 ألف سائح العام الجاري، و800 ألف سائح بحري بحلول 2020 في الخليج ككل.

ومؤخراً، أعلنت “هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة“، أن قطاع السفن السياحية في الإمارة سيسيّر خلال الموسم السياحي 2016-2017 نحو 151 رحلة بحرية تحمل 250 ألف مسافر، استناداً لما نقلته صحيفة “الحياة”.

وتمضي الإمارة قدماً نحو توفير البنية التحتية اللازمة لاستقطاب السفن السياحية، وتضم حالياً محطة دائمة تخدم خطوطاً بحرية اختارت العاصمة الإماراتية مركزاً لجولاتها، وهي أول محطة توقف شاطئية ضمن برامج رحلات هـذه السفن في الخليج.

وقفز عدد زوار أبوظبي على متن السفن السياحية ستة أضعاف منذ 2006، إذ استقبلت الإمارة 228 ألف زائر على متن 113 رحلة خلال الموسم 2015-2016، كما عادت سفن شركة “أم أس سي كروزيز” إلى اتخاذ “محطة أبو ظبي للسفن السياحية” الجديدة في “ميناء زايد” مركزاً رئيساً لجولاتها البحرية.

قطر

يلاقي ركوب المراكب في الكورنيش أو ميناء الدوحة رواجاً كبيراً بين الناس، وعادة ما تكون قيمة الركوب فيها زهيدة قياساً مع الأماكن الأخرى، حيث تكون مبالغ الإيجار قابلة للتفاوض، كما يمكن الحصول على تخفيضات لعدد الزبائن الكبير.

وذكرت صحيفة “الراية”، أن التجارب التي يفضلها الركاب هي الرحلات في قوارب “باربكيو دونات” في النادي الدبلوماسي، التي تأخذهم بنزهة بحرية في جميع أنحاء منطقة الخليج الغربي، وترافقها وجبات الإفطار أو الغداء أو العشاء، بحسب وقت الركوب.

وأفاد رئيس قطاع تنمية السياحة بـ”الهيئة العامة للسياحة”، حسن الإبراهيم أن دولة قطر ستستقبل ما بين 35 و40 سفينة سياحية خلال موسم 2016-2017، متوقعاً أن تحمل هذه السفن على متنها قرابة 55 ألف راكب، وذلك في إطار استهداف 250 ألف زائر على متن البواخر السياحية بحلول 2019.

وتشير التقديرات الإحصائية، إلى وصول عدد السياح القادمين من خلال البواخر السياحية إلى 50 ألفاً في الموسم السياحي 2016ـ2017.

وتعمل “وزارة المواصلات” حالياً على إنشاء محطة دائمة للسفن السياحية، وسيتم تحويل ميناء الدوحة الحالي وسط المدينة إلى واجهة سياحية عالمية لاستقبال بواخر سياحية رائدة في المنطقة والعالم، ما يعود بالنفع على الاقتصاد المحلي وازدهار ورواج السياحة المحلية، التي تسهم بشكل فاعل في تنويع مصادر الدخل القومي ودعم الاقتصاد المحلي بالعديد من الفوائد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

البحرين

وفي المنامة، أطلقت شركات السياحة البحرية مؤخراً خدماتها وعروضها لتنشيط فعالياتها داخل المملكة، مثل تنظيم الرحلات البحرية والوجبات العائلية الخاصة، والسير نحو الجزر البحرية، إضافة إلى رحلات أعياد الميلاد والزواج، حيث تتخللها الكثير من الألعاب المائية.

وتسعى المنامة من خلال إطلاق الرحلات البحرية إلى إنعاش قطاع السياحة أكثر، خصوصاً مع دخول مجموعة من القوارب واليخوت المزودة بتجهيزات السلامة والأمان والملاحة البحرية مع طواقم مرخصة ومؤهلة ومدربة على ارتياد البحر، بحسب صحيفة “الأيام”.

وبدأت الرحلات البحرية إلى قلعة بوماهر في نوفمبر (تشرين الثاني) 2013، حيث تتجه القوارب يومياً من متحف البحرين الوطني إلى قلعة بوماهر، التي تعد نقطة الانطلاق لبدء رحلة استكشاف طريق اللؤلؤ.

وطريق اللؤلؤ هو موقع مكوّن من عدة أجزاء متسلسلة ومتصلة، تمثل تاريخ صيد اللؤلؤ في الخليج العربي، والممتدّ على 7 آلاف عام، وتم إدراج هذا الموقع على قائمة التراث الإنساني العالمي لمنظمة “اليونيسكو” في يونيو (حزيران) 2012، إذ أصبح المعلم البحريني الثاني على القائمة العالمية بعد موقع قلعة البحرين التي أدرجت في 2005.

اقرأ أيضاً: 

دبي.. ازدهار قطاع السياحة البحرية في ضوء نظام التأشيرات الجديد

«السياحة العالمية» تطالب دول الخليج بتسريع التأشيرة الموحدة أسوة بـ «شنجن»