بعد غياب دام خمسة عشر عاماً، افتتح عملاق المشروبات الغازية "كوكاكولا" مصنعاً للتعبئة في العاصمة الصومالية، مغديشو" بتكلفة بلغت نحو 9 ملايين دولار .
والشخص الرئيسي الذي عمل على تحقيق هذا المشروع هو عبد الرزاق عيسى . ويقول عيسى "كانت مشكلتنا الاولى هي العثور على مياه نقية". في الوقت ذاته توفر بئران محفورتان 400 ألف لتر من مياه الشرب كل يوم مما مكنه من فتح خط إنتاج لتعبئة 35 ألف علبة في الساعة. والشركة في مقديشو ليست ملزمة بدفع ضرائب ولكن ذلك ليس ميزة بالضرورة، على الاقل من وجهة نظر عيسى . ويقول عيسى "نحن ندفع بأساليب أخرى" حيث أن زعماء القبائل عند الكثير من الحواجز على الطرق يحرصون على تحصيل إتاوات. ويضيف "أحيانا نضطر للمساعدة في إخماد الصراعات".
ولا يتجول عمال المصنع الاجانب في شوارع المدينة إلا برفقة الحراس الشخصيين. وتقود سيارة بها عشرة رجال مسلحين قافلة سيارات وتتولى سيارتان حراسة القافلة من الخلف. لكن مشروع مثل مشروع الكوكاكولا أحد رموز الحياة الامريكية عمل محفوف بالمخاطر في الصومال المسلمة. فالكثيرون يتذكرون مهمة الامم المتحدة بقيادة الولايات المتحدة في البلاد في بداية التسعينيات. وقتل آلاف الصوماليين في المعارك بما في ذلك الكثير من المدنيين. لكن عيسى يقول إن مشاعر العداء للامريكيين خفتت منذ زمن طويل.
وأضاف، وكما ذكر موقع ميدل إيست أونلاين،:" "حتى الان، لم نواجه مواقف خطيرة". واشترى عيسى محطة مستعملة لتعبئة الزجاجات من وسيط ألماني هو فولكر روث الذي يتواجد في مقديشو منذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. ويقول روث "السوق في الصومال مثير جدا". ولكنه يأسف لعدم تمكنه من شراء البيرة أو الذهاب للسباحة في المحيط حيث لا يسمح الوضع الامنى بذلك.
وسيوفر المصنع الجديد، الذي سيعمل في الوقت الراهن بحوالي سبعين في المائة من طاقته الإنتاجية، الوظائف لمائة وثلاثين عاملاً. كما سينتج محلياً ثلاثة مشروبات مختلفة هي "كوكاكولا" و "فانتا" و"سبرايت" بحسب ما نقل المصدر عن البيان. وستبلغ الطاقة القصوى للمصنع بانتاج 36 ألف زجاجة خلال الساعة. ( البوابة)