في إطار فعاليات قمة GE Healthcare الإعلامية للشرق الأوسط التي أقيمت مؤخراً في دبي، أشار الدكتور إيوان كليتون-جونز، كبير أخصائيي الشؤون الصحية بقسم الرعاية الصحية والتعليم في مؤسسة التمويل الدولية IFC، إلى أن الطلب على الرعاية الصحية سيرتفع بمعدل 240% في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي خلال 20 سنة القادمة. كما نوّه إلى أن العوامل المؤذية للصحة والتقدم في السن ونمو عدد السكان وتضخم قطاع الخدمات الطبية ستساهم في ارتفاع نفقات القطاع. ومن المتوقع نتيجة لهذه الزيادة في الإنفاق أن يرتفع العدد الإجمالي لأسرّة المستشفيات من 68250 في عام 2006 إلى 114450 بحلول عام 2015، ليصبح 161750 سريراً بحلول عام 2025. وقد أجرت "McKinsey & Co" مؤخراً دراسة حول الأمراض المنتشرة في دول مجلس التعاون الخليجي الستة، وارتكزت توقعات هذه الأرقام على نتائج تلك الدراسة.
والدكتور كليتون-جونز هو كبير أخصائيي الشؤون الصحية في "مؤسسة التمويل الدولية IFC" التابعة ﻠ"مجموعة البنك الدولي"، التي تتخذ من واشنطن مقراً لها. كما تعمل "مؤسسة التمويل الدولية" على تعزيز النمو الاقتصادي المستدام في الدول النامية من خلال تمويل استثمارات القطاع الخاص وتوظيف الأموال الخاصة في الأسواق المالية المحلية والعالمية، وتوفير خدمات الاستشارات والتخفيف من المخاطر لكل من القطاعين الخاص والحكومي.
وقال الدكتور كليتون-جونز، خلال ندوة بعنوان "الرعاية الصحية في منطقة الشرق الأوسط: ازدياد الطلب على الرعاية الصحية": "لا تنفق الدول التي تتميز بمعدل دخل مرتفع كالإمارات العربية المتحدة والكويت والمملكة العربية السعودية سوى 2.2%- 3.4% على الرعاية الصحية. وسوف تستمر مستويات الإنفاق هذه بالارتفاع نتيجة النمو السكاني وارتفاع معدل عمر الفرد، وانخفاض معدل حالات الأمراض المعدية حيث تزداد الإصابات بالأمراض المزمنة التي تصيب كبار السن والأثرياء كأمراض القلب والسكري والسرطان".
وهناك دول عديدة تشهد نمواً اقتصادياً قوياً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. بينما الدول الأخرى ذات الدخل المرتفع مثل الإمارات والكويت والمملكة العربية السعودية، فهي غنية عن التعريف. كما تشهد الدول متوسطة الدخل مثل عُمان والأردن ومصر وتونس نمواً اقتصادياً سنوياً سريعاً بمعدل يتراوح بين 5-7%.
وأضاف الدكتور كليتون-جونز: "في الوقت الذي تشكل فيه أسعار النفط المرتفعة سبباً قوياً لتدفق رؤوس الأموال إلى المنطقة، تقوم العديد من الدول بإصلاحات اقتصادية شاملة لتحسين مناخ العمل فيها واستقطاب المستثمرين، مما يدفع عجلة النمو الاقتصادي المستدام في المنطقة".
ويسلط "تقرير ممارسة أنشطة الأعمال" (www.doingbusiness.org) الصادر عن "البنك الدولي" الضوء على الإصلاحات الاقتصادية في 178 دولة. وكانت مصر قد ارتفعت من المرتبة 152 إلى 126 عالمياً لتصبح بذلك أكبر دولة إصلاحية في العالم، بينما انتقلت السعودية من المرتبة 33 إلى 23، وتونس من 93 إلى 88، وهذا أمر يساعد على زيادة الاستثمارات الإقليمية. كما ساعدت "مؤسسة التمويل الدولية IFC" على تمويل استثمارات عديدة من دول مرتفعة الدخل مثل السعودية والإمارات وحتى الدول منخفضة الدخل مثل مصر واليمن خلال السنوات 18 الماضية.
وقد انضم إلى قمة GE Healthcare الإعلامية للشرق الأوسط لهذا العام ما يزيد على 40 وفداً من الخبراء الطبيين الرائدين وممثلي وسائل الإعلام، بهدف مناقشة الممارسات الطبية المتطورة والرعاية الصحية بدءاً من معالجة الأمراض ’في مراحل متقدمة‘ وحتى التركيز على الفحص والكشف المبكر عن الأمراض قبل ظهور الأعراض، وخيارات العلاج المبكر الأكثر فعالية. وتستثمرGE Healthcare مليار دولار أمريكي سنوياً في الأبحاث والتطورات العالمية لتوفر للأسواق أدوات مبتكرة يمكنها مساعدة أخصائيي الرعاية الصحية على تشخيص الأمراض في مراحل مبكرة.
كما ألقى ريتشارد دي بينيديتو، الرئيس والمدير التنفيذي لـGE Healthcare الدولية - منطقة EAGM، كلمة ركز فيها على رؤية الشركة حول مستقبل الرعاية الصحية. وتمثل هدف القمة لهذا العام في تسليط الضوء على التحديات والتوجهات الناشئة بالإضافة إلى المساعدة على نشر التوعية بطريقة "الرعاية الصحية المبكرة" لأنها تتعلق بإدارة مرض سرطان الثدي وغيره من الأمراض التي تصيب منطقة الشرق الأوسط كالزيادة في إصابات أمراض القلب.
وكان من بين خبراء الرعاية الصحية المشاركين بالقمة كل من الدكتور علي عبد الرازق، مدير مركز أبوظبي لعلاج السرطان وزميل الكلية الأمريكية للتصوير الشعاعي؛ والمهندس بندر باحوث، مدير "أنظمة تبادل الصور المؤرشفة PACS" في "مستشفى قوات المسلحة" بالمملكة العربية السعودية؛ والدكتور ماجد الفياض، استشاري كهربائية القلب بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في المملكة العربية السعودية؛ والسيد منير خرما، رئيس مجلس إدارة "GlobeMed Ltd."؛ والدكتور محمد ممتاز، أستاذ ومدير وحدة الطب الجنيني بكلية طب القصر العيني في "جامعة القاهرة"، مصر؛ والدكتور جويل نوبل، المؤسس والرئيس الفخري لمعهد أبحاث العناية بالإصابات الطارئة ECRI؛ والدكتورة درية سالم، أستاذ الأشعة التشخيصية في جامعة القاهرة واستشاري الأشعة التشخيصية لوزارة الصحة في مصر.
© 2008 تقرير مينا(www.menareport.com)