أكدت قيادة نفطية رفيعة المستوى في الكويت ان مشروع انشاء مصفاة رابعة في البلاد أصبح مطلبا استراتيجيا الآن أكثر منه تجاريا. وقال المسؤول الكبير :" ان النواحي الاستراتيجية لانشاء المصفاة الرابعة أبعد من أن تكون خاصة فقط بتكرير النفط الخام، لافتا إلى ان توفير الوقود لمحطات قوى الكهرباء في البلاد من الأسباب الرئىسية التي تدعو لانشاء هذه المصفاة لتوفير الغاز".
ومن ناحية أخرى، أكد مسؤول نفطي آخر ان المستشار الأجنبي المسؤول عن إعداد الدراسات المتعلقة بانشاء المصفاة سلم شركة البترول الوطنية الدراسات الأولية الخاصة بالمشروع، مشيرا إلى ان الشركة تعكف حاليا على تقييم وتحليل التوصيات التي تضمنها تقريره.
وكشف المسؤول، وكما ذكرت صحيفة الراي العام الكويتية، ان وزارة الطاقة قدمت المشروع إلى الهيئة العامة للصناعة لبحث الموقع المناسب لانشاء المصفاة، علما ان موقع المصافي الثلاث «ميناء الاحمدي» و«الشعيبة» وعبدالله» جميعها تقع في منطقة الأحمدي. ولفت إلى ان المشروع الآن لدى مجلس ادارة مؤسسة البترول الكويتية لتقييمه بالشكل المناسب ومن ثم عرضه على المجلس الأعلى للبترول. وبين ان هناك اتفاقا عاما لدى القيادات النفطية لأهمية انشاء المصفاة الرابعة، مشيرا إلى ان تكلفة هذه المصفاة قد تصل إلى 2.5 مليار دولار، اذا ما أفادت التوصيات بأن تكون مصفاة كبيرة، ومتوقع أن تصل انتاجيتها من 250- 460 الف برميل يوميا.
يذكر ان الانتاجية الكلية للمصافي الثلاث في الكويت تصل إلى 912 الف برميل يوميا أي ما يمثل اكثر من 40 في المئة من انتاج الكويت من النفط. يذكر أيضاً ان الكويت بحاجة ماسة للغاز خلال المرحلة المقبلة، وكانت عقدت اتفاقا مبدئيا مع الحكومة القطرية لجلب الغاز وجار التفاوض حتى حينه بشأن هذا المشروع. كما ان الكويت عقدت محادثات مع الجانب الايراني في هذا الشأن، ومحادثات مع العراق خلال الفترة الاخيرة لجلب 200 مليون قدم مكعب خلال فترة العام ونصف العام المقبلة.
وفي سياق متصل بالقطاع النفطي في الكويت، ذكر مصدر في شركة نفط الكويت أن الشركة أجلت اقفال باب تقديم العطاءات لمشروع تحديث القطاع النفطي الى منتصف يوليو المقبل. وقال مصدر مسؤول في شركة نفط الكويت :" ان الشركة ارتأت التأجيل وتمديد باب تقديم العطاءات من الشركات الاجنبية لعزمها اجراء بعض التعديلات على المشروع". وأضاف :" كما ان نفط الكويت أرادت من هذا التمديد ان تخفف المخاطر المحتملة على الشركات العالمية عند تنفيذها المشروع". وأوضح ان الشركات الست المتنافسة على المشروع ستستلم التعديلات التي ستجرى قريبا.
وذكر ان شركة نفط الكويت قسمت المشروع على عقدين منفصلين الاول خاص برفع جميع خطوط انابيب النفط تحت الارض الى أعلى السطح مشيرا الى ان هذه الخطوة ستحد كثيرا من الحوادث.وأفاد ان العقد الثاني سيشتمل على تحديث بعض المواقع في المنشآت النفطية التابعة للشركة. ولفت المصدر الى ان كل شركة يحق لها ان تقدم عرضين للعقدين على ان تنفذ واحدا فقط ان فازت في المناقصة، وذلك حسب صحيفة الرأي العام الكويتة أيضاً.
الجدير بالذكر ان المشروع يعد واحدا من أكبر المشاريع النفطية التي تنوي الدولة طرحها وتصل تكلفتها التقديرية حوالى 800 مليون دولار. ويتنافس على المشروع ست شركات عالمية ثلاث منها كورية وواحدة انكليزية وكندية واسبانية. وكان رئيس مجلس ادارة الشركة والعضو المنتدب أحمد العربيد صرح ان :" نفط الكويت ترغب في انجاز هذا المشروع على وجه السرعة لما يمثل من اهمية كبيرة للقطاع النفطي الكويتي وتعزيز قدرة ادائه". ( البوابة)