المطارات تستثمر مليارات الدولارات لاستقبال رحلات العملاق A380
يستعد أكثر من 60 مطاراً في أنحاء العالم من بينها مطار دبي الدولي لاستقبال طائرات A380 اعتبارا من العام المقبل. وتستطيع طائرة A380 ان تقلع وتهبط في مسافة أقل من الطائرات الكبيرة الأخرى بفضل اتساع الجناحين الذي يوفر قوة حمل أكبر والمحركات الجديدة الأقوى. وتستطيع الطائرة استخدام ممرات الإقلاع والهبوط الحالية وعدد اللفات التي تقوم بها يعادل نظيرتها في الطائرات الكبيرة التي تعمل الآن. ودخول طائرة A380 في الخدمة يعتبر علامة مميزة في تاريخ صناعة السفر والطيران، ومع ذلك لن يكون لها تأثير على تحسينات البنية التحتية التي خططت لها وتنفذها بالفعل المطارات المزدحمة في العالم.
وأجرت إيرباص اتصالات مع المطارات وهيئات الطيران والهيئات المنظمة منذ بداية برنامج تصنيع طائرة A380 لتحصل في النهاية على أفضل تصميم ممكن ومواصفات أداء لتواكب احتياجات المطارات وهذه الهيئات. وتم تصميم طائرة A380 لتتفق مع القيود المفروضة على المطارات حاليا في مناخ هو الأكثر تنظيما في الوقت الجاري. والمطارات التي تستقبل هذه الطائرات هي الأكثر تقدما في عملياتها ويمكنها إستيعاب طائرة A380 بسهولة. وتعد المطارات من البداية وبدأت فعلا خطوط تطوير وتحسين بتكلفة مليارات الدولارات لتحسين البيئة التحتية مع توقعات بأن يصل حجم الطيران والسفر جوا ثلاثة اضعاف ما هو عليه الآن خلال العشرين عاما المقبلة.
وتعتبر طائرة A380 مكسبا لهذه المطارات لأن قدرتها الأكبر تقلل الحاجة الى مضاعفة طاقة المطارات لتواجه الارتفاع في الطلب على السفر جوا. وقد استعدت المطارات العالمية الرئيسية بالفعل ومنها سان فرانسيسكو وسنغافورة لاستقبال الطائرة A380، وهناك مطارات اخرى مثل جون كيندي وهيثرو وسيدني ستكون مستعدة في 2006، وذلك حسب ما أوردته صحيفة البيان الإماراتية.
واستعدادات مطار جون كيندي تمثل 2% من مبلغ 10 مليارات دولار خصصها لمواجهة النمو في أعداد المسافرين خلال فترة 10 ـ15 سنة المقبلة، ومن المقدر ان يصل عدد إقلاع وهبوط طائرات A380 في مطار هيثرو 60 الف مرة بحلول 2016، تمكن المطار من استقبال وتوديع 10 ملايين راكب إضافي بدون زيادة عدد الرحلات الجوية. وقال إيريل سميث مدير الاستراتيجية والتخطيط والتطوير في مطار هيثرو إن طائرة A380 شديدة الأهمية بالنسبة لهم لأنها ستغير طبيعة المطار كليا وتفي بحاجات الطيران على الطائرات الضخمة.
جدير بالذكر أن طيران الإمارات كانت أول ناقلة تطلب شراء الطائرة A380، وأوصت على 45 منها، وهي الطلبية الأكبر من هذا النوع، حيث تشكل ثلث إجمالي الطلبيات المؤكدة التي تلقتها إيرباص من الناقلات الأخرى حتى الآن. تخطط طيران الإمارات لاستخدام الطائرة الجديدة لتلبية النمو الكبير المتواصل في حركة الركاب والشحن على الخطوط الرئيسية عبر دبي، مثل المملكة المتحدة ودول حوض المحيط الهادي الآسيوية والأميركتين.
مع توقعات بتضاعف حركة السفر جواً خلال السنوات الثماني عشرة المقبلة، والقيود التي يتواصل فرضها على حقوق النقل وعدم توفر طاقة في المطارات القائمة لاستقبال مزيد من الرحلات، فإن الطائرات ذات السعة الكبيرة، مثل الإيرباص A380 تشكل الحل الأمثل أمام طيران الإمارات لتلبية الزيادة الكبيرة في أعداد الركاب. الإيرباص A380 هي الطائرة الوحيدة ذات الطابقين وأربعة ممرات في العالم.
تم طلب طائرات طيران الإمارات A380 وفقاً لثلاثة تصاميم داخلية:
- كثافة منخفضة ومدى طويل- ثلاث درجات، 489 مقعداً
- كثافة منخفضة ومدى طويل- درجتان، 517 مقعداً
- كثافة أعلى ومدى متوسط- درجتان، 649 مقعداً
طائرة «الإمارات للشحن الجوي» A380ف ستكون مقسمة إلى ثلاثة طوابق وطاقتها 150 طناً (330 الف رطل)، ومداها 10400 كيلومتر. الإيرباص A380 تتميز بأعرض هيكل لطائرة في العالم على الإطلاق.
وستبدأ الطائرة الجديدة تحليقها التجريبي في مارس (اذار) المقبل قبل دخولها الخدمة الفعلية في ربيع العام المقبل، حيث ستسلم الاعداد الاولى منها الى الخطوط الجوية السنغافورية. وكانت 13 شركة طيران عالمية، منها طيران الامارات، قد أوصت على 149 طائرة بما في ذلك 10 شركات شحن جوية، منها شركتان للطرود هما «فيديكس» و«يونايتد بارسل سيرفيس» اللتان أوصت كل منهما على 10 طائرات من هذا النوع. وتبلغ قيمة الصفقات الاجمالية لهذه الطائرات مع الخدمات وقطع الغيار نحو 40 مليار دولار. كما أن قيمة الطائرة الواحدة منها يبلغ الان نحو 260 مليون دولار. اما حصة طيران الامارات من هذه الطلبيات فقد بلغت 45 طائرة، مما يعني أنها تشكل أكبر زبون لهذه الطائرة حتى إشعار آخر.
وذكرت أوساط «إيرباص» أن التقديرات الاولية لتصميم الطائرة الجديدة كانت بحدود 10.7 مليار دولار، وأن المبيعات الاجمالية لها خلال العقدين المقبلين ستكون بحدود 100 مليار دولار. كما أنها توقعت بيع نحو 1650 طائرة من هذا النوع خلال العشرين سنة المقبلة مقابل 535 طائرة من طراز «7 إي7 دريملاينر» الصغيرة وطراز«400 ـ 747» اللذين ستبيعهما شركة بوينغ المنافسة في المدة ذاتها.
وكانت «إيرباص» قد اختارت الاتجاه الى الطائرات العملاقة العريضة البدن، في حين اتجهت شركة بوينغ الى الطائرات الاصغر، فقامت بتصميم طائرة «7 إي7 دريملاينر» (220 ـ 250 راكبا) التي سيجري تدشينها في عام 2007 والقادرة على قطع مسافات طويلة بين مدن لا تتحمل مطاراتها الطائرات الكبيرة. كما ان الطائرة الاميركية على خلاف الاوروبية مصنوعة بالكامل من المواد الصناعية التي تسمح بزيادة الضغط الجوي والرطوبة داخل المقصورة لراحة الركاب، فضلا عن أنها لا تتعرض الى الصدأ لكون هيكلها غير معدني، مما يعني خدمة طويلة من دون مشاكل.
يبقى القول إن بوينغ قد تقرر في أي لحظة تغيير فكرها والانطلاق في مشروع جديد تقلد فيه «إيرباص» لانتاج طائرة عملاقة تخلف عملاقتها الحالية «400 ـ 747»، كما أن الاولى قد تجد نفسها مستقبلا في موقف لا تستطيع فيه بيع المزيد من «إيه 380» بسبب ظروف معينة، مما قد يشكل لها كارثة بعيدة الابعاد تماما مثلما حصل لطائرة الكونكورد المنكودة الحظ في أوائل السبعينات.وربما هذا هو السبب الذي دعا الشركة الاوروبية الى المسارعة للاعلان عن مشروع طائرتها الجديدة «إيه 350» التي ستنافس فيها الطائرة الاميركية «7 إي7 دريملاينر» لربط المطارات الصغيرة الواقعة على طرفي العالم بواسطة أداة نقل بعيدة المدى جدا تحتوي على آخر الصيحات التقنية في عالم الطيران والنقل الجوي.
© 2005 تقرير مينا(www.menareport.com)