رغم المشاكل التي يعاني منها قطاع النسيج بالمغرب جراء التهريب، وغزو المنتجات الأجنبية للأسواق المحلية، إلا أنه عرف في اليومين الماضيين تحولا يمكن وصفه بالمهم ويعيد لمكانة النسيج المغربي مكانته السابقة إن لم تزد منها. فقد وقعت شركة " فروت أوف ذو لوم" المجموعة الأمريكية المتخصصة في النسيج والألبسة بالرباط، اتفاقا لاستثمار نحو1.4مليار درهم مغربي أكثر من 160 مليون دولار لإقامة وحدة للغزل والنسيج والتلوين ببلدة الصخيرات جنوب الرباط وكذا توسيع وحدة الألبسة الجاهزة ببلدة بوقنادل بضواحي العاصمة الرباط.
وقد قدمت للمستثمر الأمريكي عدة تسهيلات أهمها التخفيض من فاتورة الماء والتطهير، وشراء البقعة الأرضية وعدة تجهيزات أساسية أخرى قدرت بحوالي15 في المائة من القيمة الإجمالية للمشروع. وخلال حفل التوقيع الذي حضره وزراء الداخلية والاقتصاد المغاربة والسفير الأمريكي وعدد من رجال الأعمال المغاربة والأمريكيين، أكد إدريس جطو رئيس وزراء المغرب لرئيس المجموعة ليونارد ماربوري، مساندة حكومته معبرا في ذات الوقت عن ارتياحه لكون هذه العملية ستفتح السوق الأمريكية أمام النسيج المغربي. وقال جطو "إن الأمر لا يتعلق بغاية في حد ذاتها وإنما ببداية، إن استثماركم يكتسي أهمية بالغة بالنسبة إلينا كما أنه يعزز العلاقات بين بلدينا" اللذين تربطهما اتفاقية للتبادل الحر وقعت العام الماضي.
وتحدث المسؤول المغربي بشأن هذا الاستثمار ضمن السياق الحالي الذي يعرفه قطاع النسيج والألبسة في العالم معتبرا أن ذلك يأتي ليؤكد أن "القطاع يبقي قابلا للاستمرار بالمغرب وبإمكانه المنافسة في مناخ مفتوح"، وأكد "أنه إذا تمكنا من إنجاح اندماج القطاع، فإن نسيجنا سيتطور باستمرار" مشيرا إلى أن "اختيار المغرب من طرف المجموعة الأمريكية بعد مفاوضات عسيرة له مغزي كبير"، وذلك حسب ما ذكرته صحيفة الراية القطرية.
من جهته عبر ليونارد ماربوري عن ثقته في ما يخص مستقبل نشاط مقاولته بالمغرب، مشيرا إلي أن الاستراتيجية التي سيتم اتباعها هي تكثيف المبيعات داخل الأسواق الأوروبية قبل التوجه إلي الأسواق الأمريكية في إطار اتفاق التبادل التجاري الحر الموقع بين الرباط وواشنطن، مبرزا مدي الجدية التي ميزت الدراسة التي تم علي أساسها اتخاذ قرار إقامة هذا الاستثمار في المغرب معتبرا أن مؤسسته ستكون بمثابة سفير للمغرب بالخارج. كما أكد أن الاستثمار الجديد سيتيح خلق1150 منصب شغل جديد، مضيفا أن هدف المجموعة هو بلوغ رقم ما بين3000 و4500 منصب شغل خلال المرحلة العملية الثانية.
وقبل التوقيع علي استثمار شركة (فروت أوف ذو لوم) كانت الأخيرة رفقة شركتي (طابيكس)الإسبانية و(ليغز) الإيطالية الرائدتان في مجال النسيج قد أعلنت عن عدد من المشاريع الاستثمارية بالمغرب بقيمة إجمالية تفوق 300 مليون دولار من شأنها خلق حوالي2500 منصب شغل مباشر مبرهنة بذلك عن ثقتها في المملكة.ويتعلق الأمر بثلاثة من بين أهم مشاريع المنتوجات التمهيدية في مجال النسيج والألبسة وفق ما قدمته ورقة لمديرية الاستثمارات المغربية. ويتخصص المشروعان الأولان في مجال إنتاج الثوب، الذي يعتبر المادة الأولية لخياطة ملابس "الجينز"، وهو الأمر الذي سيجعل من المغرب أحد أهم المواقع العالمية في إنتاج هذا النوع من الألبسة، في حين سيخصص المشروع الثالث لإنتاج الأقمصة الرياضية وسيساهم في تعزيز إمكانيات المغرب كقاعدة للتصدير اتجاه الأسواق الأوربية والأمريكية.
وكانت الرباط قد وقعت أواخر العام الماضي 27 أكتوبر و23 ديسمبر 2004 اتفاقيتين ابتدائيتين للاستثمار مع مجموعتي "ليكلير" وتافكس" لتنضاف إليهما فيما بعد الشركة الأمريكية التي أعلنت عن تأسيس فرع لها بالمغرب يحمل اسم "فروت أو ذو لوم-المغرب" والتي أحدثت علي مساحة5 هكتارات. وتبلغ قيمة استثمارات مجموعة تافكس الإسبانية 634 مليون درهم مغربي وهمت الرفع من قدرة إنتاجية فرع " سيتافكس " للغزل والنسيج والتلوين بمدينة سطات 80 كلم شرق الدار البيضاء، وتشغل 437 شخصا وينتظر أن يرتفع هذا العدد ليصل الي530 شخصا سنة2008 .أما مشروع "ليكلير" فإن قيمة استثماراته تصل الي750 مليون درهم، وتهم بإحداث مركب صناعي ببلدة الصخيرات بشراكة مع المجموعة المغربية "السنوسي"، ويتكون هذا المركب الذي يجري بناؤه من وحدة للنسيج بقدرة إنتاجية تصل إلي24 مليون متر في السنة، وأخرى للغزل بقدرة9 آلاف طن في السنة.
© 2005 تقرير مينا(www.menareport.com)