المغرب – تقديم حوافز تستقطب المؤسسات المالية في المنطقة
صرح مصرفيون ومسئولون مغربيون وعقاريون: إن المؤسسات الاستثمارية والمالية في المنطقة بدأت في الزحف على المغرب في الآونة الأخيرة واعدة باستثمارات تبلغ مليارات الدولارات في هذه الدولة العربية الواقعة في أقصى شمال غرب إفريقيا بسبب الحوافز التي تقدمها من ضمنها تطوير قوانين الاستثمار.
وذكروا أن ثلاث مؤسسات تجارية وعقارية على الأقل مقرها البحرين تعتزم زيادة استثماراتها في المغرب وأن المسئولين في هذه المؤسسات يقومون في الوقت الحالي برحلات مكوكية بين البحرين والمغرب بهدف الاستفادة من الفرص الاستثمارية المتوافرة هناك أو توقيع خطابات نوايا لإقامة مشروعات جديدة في مناطق مختلف من المملكة المغربية.
وأضافوا :" أن من بين المؤسسات الراغبة في الاستثمار في المغرب بيت التمويل الخليجي وشركة ريل كابيتا التي أعلنت أن لديها مشروعاً عقارياً مشتركاً مع الحكومة المغربية لشراء أرض وبناء مجمع سكني للأوروبيين في منطقة السعيدية القريبة من مليلة والتي ينظر إليها الأوروبيون على أنها منتجع جميل في المغرب".
كما بدأت شركات عقارية من دولة الإمارات العربية المتحدة في الاستثمار بالمناطق القريبة من العاصمة المغربية الرباط التي تستقطب ملايين الزوار سنويا من مختلف دول العالم خصوصاً من الدول الأوروبية القريبة منها والتي ترتبط المغرب معها باتفاقات تجارية إذ تصدر المغرب نحو 75 من صادراتها إلى سوق الاتحاد الأوروبي. مسئول في السفارة المغربية في البحرين أبلغ »الوسط« أن المغرب »قد طور من قوانينه الاستثمارية وجاء بكثير من الامتيازات للمستثمرين من ضمنها حرية العمل الكاملة وتخريج أرباح الشركات بنسبة 100 في المئة بعد أول عام والأهم من ذلك أن الشركات يمكنها أن تبدأ العمل بعد يوم واحد فقط بسبب »الشباك الموحد« والذي يتم فيه إصدار رخص العمل للمستثمرين.
وأضاف، وكما ذكرت صحيفة الوسط البحرينية،:" كل مدينة في المغرب لديها هيئة استثمار مستقلة عن الهيئة العامة للاستثمار المغربية بالإضافة إلى رخص الأيدي العاملة والمؤهلة وقرب المغرب من أسواق الدول الأوروبية إذ تبعد فقط 12 كيلومتراً عن إسبانيا".وقال المسئول: »يعد المغرب ورشة كبيرة إلى كثير من المشروعات والفرص الاستثمارية. الاستقرار الأمني والسياسي والضمانات الديمقراطية التي تنعم بها المملكة المغربية هي من الأسباب تحفز الاستثمارات الأجنبية«.ويقول مسئولون مغاربة: إن المغرب صادق على مشروعات عربية بين العام 1999 والعام 2005 بلغت 13 مشروعا استثماريا بلغت قيمتها الإجمالية نحو 1,1 مليار دولار وساهمت في توفير نحو 5500 وظيفة.
وتعتبر المملكة العربية السعودية أكبر مستثمر في المغرب وتبلغ استثماراتها 28 في المئة من مجمل الاستثمارات العربية تليها دولة الإمارات العربية المتحدة ونسبتها 27 في المئة ثم الكويت 20 في المئة وليبيا ثمانية في المئة والبحرين أربعة في المئة ومثلها العراق وتونس في حين تبلغ استثمارات الجزائر في المغرب اثنين في المئة. أما أقل نسبة فتذهب إلى سورية ولبنان وتبلغ حصة كل منهما واحداً في المئة.
وقد سجل العام 2004 أكبر نسبة في حجم الاستثمارات العربية في المغرب إذ بلغت 3,5 مليارات درهم مغربي (الدرهم يساوي نحو 40 فلساً بحرينياً. وتظهر الإحصاءات الرسمية أن الاستثمارات الخارجية في المغرب بلغت ذروتها في العام 2001 إذ بلغت نحو اربعة مليارات درهم مغربي ما لبثت أن تنازلت في العام 2002 إلى نحو مليار درهم قبل أن تصعد في العام 2005 إلى نحو ثلاثة مليارات درهم.
وأشارت إلى أن حصيلة الاستثمارات الخارجية قفزت إلى 28 مليار درهم في العام 2005 من 15 مليار درهم في العام 2004 ونحو 24 مليار درهم في العام 2003. ويقول المسئولون: إن النظام التعاقدي ينص على ألا يقل مبلغ المشروع عن 200 مليون درهم (02 مليون دولار) أو أنه يمكن توفير 250 فرصة عمل وأن يؤمن نقل التكنولوجيا ويساهم في حماية البيئة. وتبلغ الضريبة على الشركات 35 في المئة وعلى الدخل 44 في المئة.ولدى المغرب اتفاق تجارة حرة مع الولايات المتحدة الأميركية وكذلك اتفاقات اقتصادية مع الدول الأوروبية.
ومن ناحية أخرى ذكر رئيس مجموعة المشتان حسين المدوب أن شركته تعتزم إقامة مركز تمثيلي للصادرات المغربية في البحرين ليكون مركزا تجاريا يغطي جميع دول الخليج العربية وسيكون »بمثابة معرض دائم للمنتجات المغربية«. وسيقام المركز الذي سيضم ممثلين عن الشركات المغربية في وسط العاصمة المنامة إذ سيتم استثمار مبنى مكون من ثمانية طوابق سيستخدم أول ثلاثة طوابق منه للمركز بينما سيتم تأهيل بقية الطوابق لكي تكون سكنا فاخرا للزوار من دول الخليج المجاورة.
وتشكل تجارة المغرب الخارجية مع الدول الأوروبية نحو 70 في المئة من التجارة نظراً لقرب أسواق دول الاتحاد الأوروبي ولكنها تسعى إلى ارتباط أوثق مع الدول العربية وخصوصاً دول الخليج العربية. وتعتبر مراكش الواقعة جنوب الدار البيضاء المركز التجاري وأكبر مدينة تستقطب الزوار الأجانب وتسمى بالمدينة الحمراء» نظرا لأن معظم مبانيها مطلية باللون الأحمر في حين تتزين الجبال بالألوان الخضراء. وعلى رغم أن المغرب شهد بعض الحوادث في السنوات الماضية إلا أن الجو العام للسياحة يعتبر واحداً من أفضل من الأماكن السياحية في المنطقة العربية يقودها في ذلك طيبة أهل المغرب وحسن معاملتهم للزوار.
© 2006 تقرير مينا(www.menareport.com)