الموضة السريعة جداً: ما وراء موجة شي إن

تاريخ النشر: 16 فبراير 2022 - 05:00 GMT
شي إن والموضة السريعة جداً
(Shutterstock)

بتشكيلة لا نهائية من أحدث صيحات الملابس التي تحاكي جيل زد، يحقق تطبيق شي إن الصيني نجاحاً هائلاً جعله يتصدر أسواق التجارة الإلكترونية في السنوات الأخيرة. 

كل شهر، يحاول قرابة السبعة مليون مستخدم شراء بضائع شي إن، الاسم الذي أصبح أكبر مثال على العلامات التجارية التي تقدم الموضة السريعة جداً. بالرغم من ظهور هذه العلامة التجارية قبل 14 سنة، فإنها لم تحقق أي نجاحات دولية كبرى سوى في السنتين الأخيرتين، وذلك لأسباب نسعى للتعرف عليها هنا. 

shein

Source: Twitter

حقائق عن شي إن

- قام كريس شو بتأسيس تطبيق شي إن في مدينة نانجينغ الصينية عام 2008 باسم شي إنسايد، وهو الاسم الذي تغير إلى شي إن عام 2015.

- وُلد كريس شو في الولايات المتحدة وتخرج من جامعة واشنطن قبل أن يعمل في شركة تجارة صينية. لاحقاً، بدأ شو بتأسيس مشروعه الصغير الذي بات اليوم واحداً من أكبر الأسماء في عالم التجارة الإلكترونية. 

- في عام 2019، بلغت أرباح شي إن $2.8 مليار دولار أمريكي، فيما تجاوزت %10 مليارات في عام 2020. 

- بحلول عام 2021، شهدت أرباح شي إن ارتفاعاً بنسبة زادت عن 100% للعام الثامن على التوالي، ما جعله أسرع مواقع التجارة الإلكترونية نمواً في العالم، بحسب موقع Vox.

- وصلت القيمة السوقية لعملاق التجارة الإلكترونية قرابة 15$ مليار دولار. 

- في مايو/أيار 2021، تصدّر شي إن قوائم التطبيقات الأكثر تحميلاً في متجر أبل في الولايات المتحدة، متجاوزاً بذلك أرقام موقع أمازون الشهير. كذلك الحال يتصدر شي إن قوائم التحميل في أكثر من 50 بلداً حول العالم. 

- في يوليو/تموز 2021، تجاوزت مبيعات شي إن منافسيه من العلامات التجارية الشهيرة مثل H&M، زارا، Forever21، وFashion Nova.

- يقوم متجر شي إن بتوصيل بضائعه إلى أكثر من 220 دولة حول العالم. 

- يصل عدد مستخدمي شي إن 7 ملايين شهرياً. 

- تتم إضافة أكثر من 1000 تصميم جديد كل يوم. 

- يعد متجر شي إن أكثر مواقع الأزياء زيارة حول العالم. 

- بحسب بيانات Google Trends، تجاوزت عمليات البحث عن متجر شي إن أكثر من ثلاثة أضعاف منافسيه من أمثال زارا. 

- لم تُتح تجربة التسوق من شي إن في منطقة الشرق الأوسط حتى عام 2016. 

- يعد تطبيق شي إن الإلكتروني واحداً من أكثر 10 تطبيقات شعبية في عشر دول من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

عوامل النجاح

لا يمكن أن ينكر أحد أن نجاح متجر شي إن ليس إلا نتيجة لخطط التسويق المصمّمة بعناية والتي تستمر في التركيز على الشريحة المستهدفة من المستهلكين منذ سنوات عدة. 

يوفّر شي إن مجموعات لا تعد ولا تُحصى من التصاميم الفريدة والحديثة التي لا يمكن العثور عليها بأسعار منخفضة في أي متجر آخر. فنرى شي إن أكثر المتاجر شعبية بين أبناء جيل زد نظراً لتقديمه البضائع التي تجمع بين الأسعار المعقولة والتصميمات العصرية. 

إضافة إلى ذلك، يظهر تركيز خطط التسويق الاستراتيجية للشركة على تلبية حاجات الأجيال الجديدة التي تستخدم هواتفها النقالة أكثر من أجهزة الحاسوب، ما يجعلها واحدة من أولى العلامات التجارية التي تمنح التطبيق الذكي أولوية على الموقع الإلكتروني الذي يأتي في مقدمة اهتمامات المنافسين.  

يحافظ متجر شي إن، الذي نال شهرة غير مسبوقة في عالم التجارة الإلكترونية على حضور كبير ومستمر على شبكات التواصل الاجتماعي الأكثر شعبية بين الأجيال الجديدة، مثل قنواته على تيك توك، انستغرام، ويوتيوب. إضافة إلى الخصومات الترويجية التي يقدمها المتجر للمستخدمين عبر مشاهير الإنترنت لتشجيعهم على إتمام عمليات الشراء. 

كذلك تأخذ سياسات شي إن التسويقية بعين الاعتبار المستهلكين الذي غالباً ما يعانون من التهميش من قِبل متاجر الأزياء العالمية، مثل النساء متفاوتات الحجم اللاتي عادة ما يجدن صعوبة في شراء الملابس العصرية المناسبة لمقاساتهن.

في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أظهرت شي إن اهتماماً باختيارات الأزياء المفضلة لدى النساء في المنطقة والتي تتناسب مع الخصوصيات الثقافية، فتعاونت مع مصممين من المنطقة لتقديم ما لا يوفّره المنافسون. فقدمت ملابس ملائمة للمحجبات في مناسبات مختلفة بما في ذلك ملابس السباحة. 

في أبريل/نيسان الماضي، أعلن متجر شي إن عن إطلاق مجموعة خاصة برمضان 2021 بالتعاون مع مؤثرة اجتماعية كويتية. 

من ناحية الأسعار المعقولة، تستمر الأسئلة عن قدرة الشركة على الحفاظ على أسعار مخفضة في عالم شديد التنافسية. وكغيرها من صنّاع الموضة السريعة، لا تقدم شي إن ملابس ذات جودة عالية، لكن لموقعها كشركة صينية دور كبير في خفض الأسعار. 

فبعد أن فرضت إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب تعرفة تجارية على البضائع الصينية، أعلنت الصين عن إعفاءات جمركية للشركات التي تصدّر الشحنات صغيرة، ما أدى إلى تضاعف مبيعات شي إن. 

أخيراً، ساهم الاهتمام العالمي بالتجارة الإلكترونية إثر جائحة كورونا بتقديم دفعة كبيرة لمتجر مثل شي إن، حيث ازداد عدد المستهلكين الراغبين في شراء احتياجاتهم عبر الإنترنت. بفعل سهولة وفعالية عمليات التوصيل وإعادة البضائع التي تقدمها شي إن، تضاعفت مبيعات المتجر في الولايات المتحدة. 

ترتيب تطبيق شي إن الإلكتروني في الشرق الأوسط

بحسب موقع similarweb، يعد التطبيق واحداً من الأكثر شعبية في بلاد المنطقة:

1. البحرين - المرتبة الثالثة

2. مصر - المرتبة الثالثة

3. الأردن - المرتبة الثالثة

4. لبنان - المرتبة الثالثة

5. الإمارات العربية المتحدة - المرتبة الثالثة

6. السعودية - المرتبة الخامسة

7. قطر - المرتبة الخامسة

8. الجزائر - المرتبة الثامنة

9. الكويت - المرتبة التاسعة

10. تونس - المرتبة التاسعة 

شي إن والأسئلة الأخلاقية 

بالرغم من شعبيتها المتعاظمة حول العالم، تتزايد التساؤلات عن منتجات وسياسات شي إن التي تستحق إجابات من الشركة. 

بدءاً بالقلق الذي يعبر عنه مختصو الشؤون البيئية الذي يعارضون ممارسات منتجي الأزياء السريعة. فبحسب الخبراء، فخلال عملية تصنيع كيلوغرام واحد من الأقمشة، ينتج 23 كيلوغراماً من الغازات الدفيئة التي تزيد من سوء أزمة المناخ. كذلك يستهلك صنع قميص أو بنطلون جينز كمية من الماء تعادل ما يشربه شخص بالغ لمدة 13 عاماً. 

كذلك يهتم خبراء الأزياء بالأثر الذي قد يتركه التغير السريع في صيحات الموضة على صحة المراهقين النفسية وعلى أنماطهم الاستهلاكية التي قد تتطور إلى أدمان على الشراء. 

تواجه شي إن أيضاً اتهامات عديدة تتعلق بالمعاملة غير العادلة للعمال، خصوصاً وأنها لا تقدم بيانات تفصيلية أو شفافة عن عدد عمالها، رواتبهم، أو ظروف عملهم. 

بينما قد تكون هذه الاتهامات جزءاً من حملات دعائية مضادة يشنها المنافسون في الدول الغربية ليتمكنوا من منافسة العملاق الصيني الجديد، فإن سجل الشركات الصينية الحافل بانتهاكات حقوق العمّال يزيد من الحاجة إلى أدلة على حسن أوضاع العاملين في الشركة الذي ينتجون مئات الآلاف من القطع يومياً. 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن