يقوم بنك مسقط (ش.م.ع.ع) ، البنك الرائد في السلطنة ، بإعادة تشغيل قنوات تقديم الخدمات المصرفية بسرعة فائقة بعد الأضرار التي تسبب بها الإعصار المداري ”جونو“ الذي ضرب مناطق مختلفة في السلطنة خلال الأسبوع الماضي . والجدير بالذكر أن البنك عيـّن في العام 2003م الشركة العالمية للتخطيط لإستمراريــة العمل ، إنسايت كونسالتينج المحدودة(Insight Consulting Limited) ، لمساعدة البنك في إعداد خطة فعالة لضمان إستمرارية العمل خلال الأزمات أو الكوارث .
متحدثا ً حول أهمية التخطيط لإستمرارية العمل ، قال عبد الرزاق بن علي بن عيسى ، الرئيس التنفيذي لبنك مسقط (ش.م.ع.ع) :
" إن وضع برامج التخطيط لإستمرارية العمل في الحالات الطارئة يعتبر في غاية الأهمية في عالم الأعمال المعاصر ، كما أنه ضروري لإدارة المخاطر المحيطة بالمؤسسات و الأنظمة . إن إجراءات التخطيط لإستمرارية العمل تتطلب مراجعة دورية و تحديث مستمر لمواكبة التغيرات الديناميكية في القطاع المصرفي وقطاع الأعمال بشكل عام . "
هذا وقد قام البنك بإجراء إختبارات حية للإجراءات الطارئة ، حيث إجتمع أعضاء لجنة التخطيط لإستمرارية العمل في قاعة مغلقة و قاموا بإجراء محاكاة للواقع قبل الإعصار لتفعيل خطط إدارة الأزمات ، كما تلاحقت الإجتماعات دورياً بعد الإعصار لتقييــم الوضع القائم وضمان إستمرارية تقديم خدمات الزبائن في مختلف أرجاء السلطنة .
موضحاً درجة إستعداد البنك لمثل هذه الحالات ، قال سعيد بن أحمد البداعي ، رئيس لجنة التخطيط لإستمرارية العمل بالبنك :
" إن التخطيط المسبق هو مفتاح النجاح للتعافي السريع من الأزمات ، وبفضل خطة إستمرارية العمل التي يتبعها البنك ، فقط كان لدينا خطط موضوعة لمجابهة مثل هذه الحالات . وهذا ما سعينا لتحقيقه قبل وصول الإعصار إلى السلطنة ، حيث عملنا ضمن فرق و قمنا بإجراء محاكاة للإحتمالات العديدة ، لكي نكون مستعدين لأسوأ هذه الإحتمالات . وبعد وصول الإعصار ، قمنا بتقييـم آثاره و تشغيل خطة إدارة الأزمات . وقد تضمن ذلك التواصل المستمر مع الموظفيــن والزبائن وإطلاعهم على الإجراءات المتخذة من قبلنا . وعلى الرغم من تأثرنا بإنقطاع الطاقة الكهربائية و تضرر شبكة الإتصالات ، فقد تمكنا من التواصل مع زبائننا و تقديم خدماتنا لهم ، وذلك بفضل التعاون و الدعم الذين حظينا بهما من الشركة العمانية للإتصالات و الوزارات المختصة . "
وأضاف سعيد البداعي قائلاً :
" لقد حقق البنك تقدماً ملموساً في إعادة مسار العمليات للفروع و أجهزة الصراف الآلي . و لدينا حالياً 95 فرعاً مفتوحاً أمام الزبائن من أصل 100 ، كما يعمل 171 جهاز صراف آلي من أصل 233 على تلبية إحتياجات الزبائن . هذا مع العلم بأن مركز الإتصالات و الخدمات المصرفية عبر الإنترنت تعمل على تلبية متطلبات زبائننا الكرام . "
هذا وتجدر الإشارة إلى أن عمليات مكتب بيـتنا الكائن في منطقة المجمعات التجارية بالقرم قد إنتقلت إلى مركز إسترداد المعلومات الموجود في منطقة حي مطرح التجاري الجنوبي .
وحول ذلك ، أضاف سعيد البداعي قائلاً:
" على الرغم من تأثر مكتب بيتنا بالإعصار ، إلا أن العمليات لم تتوقف منذ اليوم الأول لعودتنا إلى العمل . وتتركز جهودنا في لجنة التخطيط لإستمرارية العمل على التأكد من عدم إنقطاع مسار العمليات و الخدمات المقدمة للزبائن قدر الإمكان . ولا يزال العمل جار ٍ على قدم وساق لتشغيل قنوات تقديم الخدمة بنسبة 100% ، وكما تعلمون فنحن في بنك مسقط نضع خدمات الزبائن على رأس أولوياتنا . "
هذا و تسعى الخطط الموضوعة لضمان إستمرارية العمل إلى تزويد المؤسسات بما تحتاجه من أدوات لمواجهة الأزمات أو الكوارث التي قد تكون ذات منشأ إقتصادي أو طبيعي . ولا تقتصر مهمة التخطيط لإستمرارية العمل على تزويد المؤسسات بالأدوات ووسائل المواجهة اللازمة ،بل تتخطى ذلك إلى تحديد الإجراءات اللازمة لحمايـة المـؤسسات خلال الأزمات والكــوارث و تخفيض أوقات إنقطاع الخدمة بالنسبة للزبائن .
تعليقاً على المقومات اللازمة لنجاح برامج التخطيط لإستمرارية العمل ، أضاف عبدالرزاق بن علي بن عيسى:
" إنني أؤمن بأن نجاح برامج التخطيط لإستمرارية العمل لا تكمن فقط في قدرتها على مساعدة المؤسسات على النهوض بعد وقوع الأزمة أو الكارثة فحسب ، بل في القدرة على متابعة العمل و خدمة الزبائن دون حدوث إنقطاع كبير في الخدمات حتى في أشد الأزمات .
ويظهر ذلك جلياً في الجهود الجبارة التي تبذلها مختلف الهيــئات الحكومية تحت القيادة الحكيمة والرؤية الصائبة لمولانا حضرة صاحب الجلالة ، حفظه الله و رعاه . و كلنا مدينون لمختلف الهيئات الحكومية التي تعمل جاهدة على إعادة مجريات الحياة إلى طبيعتها وإعادة الإعمار في وقت قياسي . ونحن في بنك مسقط على ثقة بأن السلطنة سوف تتخطى هذه الأزمة و تخرج منها أكثر قوة ً و شموخاً . "
تجدر الإشارة إلى أن برامج التخطيط لإستمرارية العمل برزت حول العالم بعد أحداث 11 سبتمبر التي وقعت في الولايات المتحدة الأمريكية قبل عدة سنوات ، إذ أدركت المؤسسات الرائدة حول العالم أنها لم تكن مستعدة بالشكل الكافي لمواجهة أحداث من هذا النوع و الحجم .
© 2007 تقرير مينا(www.menareport.com)